يقولون دائمًا، أن السينما مرآة المجتمع، وأنها ترصد واقعه وأحواله الإيجابية والسلبية، لدرجة أن أردأ الأفلام والأعمال الفنية يدافع عنها صناعها بنفس القاعدة.
لكن ذات الفكرة لا تتسق مع غياب صناع السينما منتجين وكتاب ومخرجين عن رصد ظاهرة الإرهاب الوحشى التى تضرب مصر منذ سنوات، والتى لا يوازيها فى الرصد بعض الأعمال القليلة جدًا التى ناقشت القضية من زوايا غير مباشرة، مثل فيلم مولانا، وبعض الأعمال الدرامية.

إرهابيين
رئيس "صناعة السينما": أجور الفنانين خيالية والدولة لاتدعم
اتهم فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما الفنانين والنجوم بأنهم السبب فى تلك الظاهرة، مؤكدًا أن أجور الفنانين التى وصفها بالضخمة والمبالغ فيها، هى سبب عزوف المنتجين والكتاب عن الدخول فى مشاريع فنية تناقش ظاهرة الإرهاب.
وأشار فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن الدولة أيضًا لم تعد تدعم تلك النوعية من الأفلام التى يكون لها بعدًا وطنيًا، موضحًا أن الضرائب الكبيرة على السينمات والأفلام، والرسوم العالية جدًا لأماكن التصوير أصبحت عائقًا كبيرًا أمام أى منتج يريد أن يقدم عملًا فنيًا لا يوجد به "خلطة" السوق المضمونة للنجاح، موضحًا أن فيلم مثل "الطريق إلى إيلات" قامت الدولة بدعمه وسهلت على صناعه عملية التصاريح والرسوم وأماكن التصوير، وغير ذلك من التكاليف المطلوبة.

فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما
مجدى أحمد على: أنا غامرت بـ"مولانا" لكن مش كله يقدر
ومن جانبه، أضاف المخرج مجدى أحمد على أنه لا يرى أن هناك غياب لرصد ما تمر به مصر من إرهاب فى السينما، ضاربا المثل بفيلم "مولانا" الذى أخرجه عن رواية الكاتب إبراهيم عيسى وعرض بالسينمات مؤخرا وحقق نجاحا كبيرا، حسب وصفه.
ورد المخرج السينمائى على عدم تكرار تلك التجربة من أخرين خاصة مع تنامى ظاهرة الإرهاب بأن ليس كل المخرجين والمنتجين لديهم نفس القدرة على المغامرة، مضيفًا فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الدولة أيضا لم تعد تدعم هذه النوعية من الأفلام التى لا تعتمد على رغبات الجمهور التى تضمن نجاح العمل السينمائى.
وأوضح أن الدولة عليها أن تزيد عدد السينمات فى كل المحافظات، وفى هذه الحالة فقط يستطيع المنتجين المغامرة بإنتاج هذه الأفلام، لأن وسائل العرض ستضمن لهم تحقيق أرباح مقبولة.

المخرج مجدى أحمد على
تامر حبيب: العمل الفنى يحتاج لسنوات كى لايكون سطحيا
وفى ذات السياق، أشار الكاتب والسيناريست تامر حبيب، إلى أن لديه وجهة نظر مختلفة حول تلك القضية، وقال فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "طبعا السينما غائبة عن رصد ظاهرة الإرهاب، لكن لازم نعرف إن السبب منطقى على الأقل بالنسبة ليا".
وأضاف حبيب، أن السينما كعمل فنى لا تستطيع أن ترصد حدث أو ظاهرة بهذه السرعة، وأن هذه النوعية من الأعمال الأفضل لها أن تتم بعد أن تظهر كل الحقائق وتستقر كافة المفاهيم، لأن التعامل السريع مع الأحداث فى صورة فيلم أو عمل فنى يجعله سطحيا وغير عميقا.
وضرب حبيب المثل بفيلم "رد قلبى" الذى ناقش ثورة 1952 فى نفس عام قيامها، واعتبره عملا رديئا وسطحيا ومباشرًا بدرجة مبالغ فيها، فى حين أن فيلم غروب وشروق الذى ناقش نفس الحدث بعد 18 عاما كان أكثر عمقا وتحليلا وجمالا من الناحية الفنية.

الكاتب والسيناريست تامر حبيب