دعا سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، فى حديث لجريدة "النهار"، "حزب الله" إلى بناء تمثال للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الضاحية الجنوبية، وذلك فى تعليقه على اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها وكونه يخدم "حزب الله" وحلف إيران ويحرج السعودية، مشيرا إن خطوة ترامب الأخيرة غير مفهومة، لا على الصعيد العملى ولا الساسي، وأن أمريكا تفقد دورها وتأثيرها هنا فى عملية السلام والمفاوضات. وفقدت الدور الذى كانت تقوم به الذى أصبح محل شكٍّ عند العرب حيال المهمة التاريخية التى كانت تقوم بها بين إسرائيل والفلسطينيين. وباختصار، فإن واشنطن تنازلت وخسرت هذا الدور. وبالطبع فقد خدم الرئيس الأمريكى إيران و"حزب الله"، وأدعو الأخير إلى إقامة تمثال لترامب فى الضاحية الجنوبية.
ومن جانب آخر اعترض على جولة الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" فى العراق الشيخ قيس الخزعلى.
وحول رأيه فى ظهور الشيخ الخزعلى فى جولة له على بلدات حدودية فى الجنوب، قال كان موقف رئيس الحكومة سعد الحريرى صريحاً وجازماً حيال ما يتعلق بزيارة الخزعلى إلى الجنوب، والتى تمت فى شكل غير شرعى إلى لبنان، وقيامه بمهام هى حصراً منوطة بالجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية. وأن التحقيق الذى طالب به الحريرى مهم جداً لكشف الثغر الموجودة فى الجهاز الأمنى اللبنانى الذى يسمح لشخصيات عسكرية بالدخول خلسة إلى لبنان بهذه الطريقة حتى ولو كانت من دول صديقة.
وعن ما إذا كان يعتبر هذا خرقاً لـ"النأى بالنفس" الذى توصلت إليه الحكومة أخيراً، أوضح أن ما حصل خرق فاضح جداً لمبدأ النأى بالنفس الذى لم يجفَّ حبره بعد. وقد وافقت عليه مكونات الحكومة مجتمعة. ما حدث على الحدود الجنوبية غير مقبول فى كل المقاييس. وأن الجيش اللبنانى هو الجهة الوحيدة المخولة الدفاع عن حدودنا الجنوبية كما الشرقية والشمالية، وكل ما عدا ذلك مخالفات واضحة وفاضحة للدستور واتفاق الطائف والميثاق الوطنى، وتعريض أمن لبنان واستقلاله وسيادته للخرق. كلام الشيخ نعيم قاسم فى طهران خرق لـ"النأى بالنفس" وجولة الخزعلى أول خرق عملى.
وحول أن حزب "القوات اللبنانية" لم يكن له أى تأثير فى مخرج عودة الحريرى عن استقالته وتبين كأنكم "أُجبرتم" على الموافقة على المخرج وبيان الحكومة الأخير، قال جعجع فى الحقيقة، الرئيس الحريرى و"حزب الله" هما من عملا على المخرج الذى تم الاتفاق عليه. والحريرى هو الذى وضع الشروط التى عمل على تحقيقها ليؤكد على موضوع النأى بالنفس. وتم التأكيد على هذا الأمر فى مجلس الوزراء. ولم يكن "حزب الله" فى السابق يتعاطى مع "النأى بالنفس" بالصيغة التى تم الاتفاق عليها. ولا يرى أن "ورقة التفاهم" بين "القوات" و"التيار الوطنى الحر" فى خانة التهديد، مع اعترافه بأنها لم تترجم بالشكل المطلوب.
وأكد أنه يبارك هذا المخرج، وكرر جعجع أن الحريرى و"حزب الله" اتفقا على هذا المخرج وعملا سوياً فى هذه المسألة.
مشيرا أن على حزب الله أن ينسحب من الأزمات التى يشارك فيها فى المنطقة، مضيفا، لاحظنا البيان الختامى لمجموعة الدعم فى باريس والدول المشاركة فيه، والتى شددت على الالتزام بالقرارين 1701 و1559. وأن استقالة الحريرى دفعت الدول المعنية إلى تثبيت هذا الأمر. ما يعنى أن الأمور لن تعود إلى الوراء، ولن تصب فى مصلحة "حزب الله" الذى تراجع خطوات إلى الوراء نتيجة الضغوط التى حصلت. أما إذا قام البعض وقال اشربوا "زوم" هذه القرارات فهذا شأن آخر. وفى المناسبة أستغرب كيف أن البعض - فى لبنان - عمل على عدم ذكر القرار 1559 فى البيان الختامى لمجموعة الدعم، إلى أن اضطرت السفارة الفرنسية إلى توضيح هذا الأمر فى بيان أصدرته بالعربية للتأكيد على القرار المذكور.
وعن كون "ورقة التفاهم" بينهم وبين "التيار الوطنى الحر" أصبحت مهددة بعد الكلام الأخير للوزير جبران باسيل والردود "القواتية" عليه، قال إن هذه الورقة غير مهددة، لكن فى أحسن الأحوال لم تبقَ على ما كانت عليه، ولم تُترجم كما يجب. وسنبذل كل جهودنا للإبقاء عليها، ونحن نتمسك بها من جهتنا إلى الآخر.
وعن مستقبل علاقة الحزب مع "تيار المستقبل" فى ظل اتساع الخلاف بينهما أضاف سمير، لقد عادت قنوات التواصل والحوار بين الطرفين، وإن لم ترجع إلى سابق عهدها، لكن ما سمعناه من البعض ضد "القوات اللبنانية" واستهدافها غير مقبول. وعلى الرغم من ذلك تجرى الاتصالات بين الحزبين للوصول إلى علاقة بينهما فى شكل أفضل على عكس الحالة التى مررنا بها فى الأسابيع الأخيرة.
مؤكدا ان لديه استعدادا للقاء الحريرى عند الانتهاء من الذيول التى حصلت ومعالجتها وتوضيح بعض الأمور.