أكد اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره بنقل سفارة واشنطن إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، فى تحد صارخ للمجتمع الدولى وللأمتين العربية والإسلامية يسقط الأقنعة ويجرد أمريكا من أى مصداقية، ويعد ضربًا بعرض الحائط للشرعية الدولية متذرعًا بذرائع وهمية تدل على الانحياز الأعمى للكيان الصهيونى، مشيراً إلى أن أى إدعاءات ساقها الرئيس الأمريكى بأنه مستمرًا فى عمليه السلام وصولاً لحل الدولتين عارية من الحقيقة لاسيما أنه بقرار كرس انحيازه للطرف الصهيونى.
ودعا الجمال، خلال المؤتمر الصحفى بمجلس النواب، اليوم الخميس، القادة العرب لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة فى جامعة الدول العربية لإتخاذ موقف عربي موحد وحازم تجاه ما تتعرض له فلسطين والشعب الفلسطيني ومقدساته، مؤكداً أن الجامعة العربية التى ستعقد اجتماعاً السبت القادم على المستوى الوزارى ومنظمة المؤتمر الإسلامى التى ستعقد اجتماعاً بدورها الاربعاء القادم والبرلمان العربي فى جلسته الطارئة الإثنين المقبل، مطالبين بالإطلاع بمسئوليتهم تجاه هذا القرار واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية تجاه الولايات المتحدة ودعوة العالم الحر فى سائر قارات العالم لأن ينضم إليهم فى تلك الإجراءات.
وشدد الجمال، على أن مصر قيادة وشعباً ستظل وافية لمبادئها فى تأييد ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الجوهرية للنزاع فى الشرق الأوسط، وما قدمته وتقدمه من تضحيات جسام لن تتخلى أبداً عن دورها حتى تعود كافة الحقوق المشروعة للشعب الفسطيني، مشيراً إلى أن القرار الأمريكى يسير على خطى وعد بلفور فى حل مشاكل الدول الأوروبية على حساب الشعب الفلسطينى والعربى، وبالتالى فإن الرئيس الأمريكى يعطي ما لا يملك لمن لا يستحق ويريد حل مشاكله الداخلية على حساب الشعب الفلسطينى والعربى.
وأعلن رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، عدة توصيات لمواجهة الموقف الأمريكى بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب، بنقل سفارة واشنطن إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وفى مقدمتها أهمية الاتصال الفورى من جانب كافه الدول العربية بكافة الدول التى لديها تمثيل دبلوماسى فى إسرائيل، ومطالبتها بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن واعتبار القرار الأمريكى الأحادى "غير ملزم" لأى دولة، مع التمسك بعدم نقل سفاراتها من تل أبيب وعدم الاستجابة للطلب الإسرائيلى بنقل سفاراتهم للقدس.
وشدد الجمال، علي ضرورة التأكيد على مجلس الأمن والأمم المتحدة فى اجتماع الجمعة المقبلة بمجلس الأمن، بناء على طلب مصر و7 دول أعضاء بالمجلس، بأهمية القرارات الشرعية الدولية فى حل المشكلة الفلسطينية، وبخاصة وضع القدس والتأكيد على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً كافة الدول العربية التى قد يزورها نائب الرئيس الأمريكى لعرض وجه النظر الأمريكية لهذا الموضوع، والتأكيد على موقفهم الثابت والمعبر عنه من خلال المبادرة العربية ورفض القرار الأمريكى وإدانته جملاً وتفصيلاً، وإيضاح مدى خطورته على الأمن والاستقرار بالمنقطة، واحتمالات جرها إلى حرب دينية.
وأكد الجمال، على أهمية إبلاغ الولايات المتحدة بشكل واضح أن مصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية ستتأثر سلبًا بهذا القرار، وحال استمرار الولايات المتحدة فى موقفها وتعنتها بعدم سحب هذا القرار على الدول العربية، والوقوف بحزم ووضوح بجانب جميع الخيارات المقترحة أمام الشعب الفلسطينى، مع أهمية التأكيد على عدم إعطاء الولايات المتحدة أى دور أساسى فى حل المشكلة الفلسطنية والتمسك بأن يكون الحل دوليًا من خلال الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة توحد الفصائل الفلسطينية فى كيان واحد، وتقديم الدول العربية كافة وسائل الدعم.
وقال الجمال، إن القرار الأمريكى يؤكد بأن هناك إصرار ونية مبيتة من الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكى على إصداره أمس، لاسيما بعد كافة التحذيرات التى أطلقتها اللجنة للإدارة الأمريكية حول نيتها السابقة للقرار القرار بأنه سيكون تكريس للاحتلال ومخالفة لكافة قواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن بل تدمير لعملية السلام برمتها وما واكب ذلك من تحذيرات صدرت من جامعة الدول العربية ومن عدد كبير من رؤساء وملوك الأمه العربية بخطورة تلك الخطوة.
وأضاف الجمال، إذا كان الرؤساء الأمريكيون السابقون قد أحجموا عن الإقدام على تلك الخطوة الخطيرة إلا أن هذه الإدارة الأمريكية يبدوا أنها قد استهانت بردود أفعال الأمة العربية وباستفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين فى سائر أنحاء العالم وضربت عرض الحائط بقرارات المجتمع الدولي، قائلاً : تقديرات الرئيس الأمريكى ولا شك لم تحسب حساباً للشعوب العربية والإسلامية التى ستنتفض وأولها الشعب الفلسطينى ضد هذا القرار الجائر ولما قد يحدث من توترات وعنف وأعمال عدائيه فى المنطقة.
وتابع الجمال، إن القدس ليست مجرد عاصمة أو مدينة عادية بل هى رمز تاريخى ودينى ليس فقط للمسلمين وحدهم بل وللمسيحيين أيضاً وبنفس القدر والمساس بها سيكون له أخطر العواقب، فضلاً عن أنها أحد أهم الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات فى الحل النهائي فى عملية السلام، كما أن فيه مكافأة للمعتدى المحتل على عدوانه السافر ضد الشعب الفلسطيني وتقديمه القدس هدية للإسرائيليين، كما تتضمن تضحية بمصالح الشعب الأمريكي فى الوطن العربي والإسلامي
ولفت الجمال، إلى أن هذا القرار قد أثار حفيظة العالم أجمع من بابا الفاتيكان إلى الأزهر إلى بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية إلى الاتحاد الأوروبي وإلى سكرتير عام الأمم المتحدة.
ونوه رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إلى أن لجنة الشئون العربية فى متابعة مستمرة لتطورات الموقف على كافة الأصعدة الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة