بثروات مشبوهة عمادها النهب والسرقة ، وعائدات بيع البترول الذى تم الاستيلاء عليه فى مناطق النزاعات داخل سوريا والعراق خلال السنوات الماضية، استطاع تنظيم داعش الإرهابى بناء إمبراطورية اقتصادية ضخمة مكنته من شراء العتاد والسلاح المتطور تارة ، وتقديم الرشاوى لجهات عدة تارة آخرى.
وفى محاولة لتعقب مسار ثروات داعش ، تكثف وزارة العدل الأمريكية جهودها لاستعادة عدد من المجوهرات والمقتنيات الآثرية المسروقة التى يستخدما التنظيم لتمويل عملياته الإرهابية وذلك بعد تقديم شكوى مدنية فى ديسمبر 2016 تسعى لمصادرة 4 من القطع الأثرية السورية، والتى يقال إنه تم تهريبها فى نهاية المطاف إلى تركيا عبر التنظيم.
فبعد مقتل أبو سياف رئيس وحدة داعش المسئول عن العثور على الآثار وبيعها، فى غارة على منزله فى سوريا فى مايو 2015، استعادت السلطات الصور الرقمية لسبعة مجوهرات كان يبدو أنه كان يخطط لبيعها، وأشارت السلطات إلى أنه كان يخطط لبيع القطع الأثرية بسبب الأسلوب والإضاءة والتركيز على الصور التى تظهر لهم، بالإضافة إلى الطريقة التى تم تلميعها المجوهرات لإزالة أى تشويه.
القطع السورية التى تحاول واشنطن تتبع مسارها ، تبين بحسب محققون أنها تمت إدارتها عبر داعش ، حيث أنشأ التنظيم الإرهابى وزارة الموارد الطبيعية، دائرة الآثار، التى شملت عملياتها لسرقة التحف والقطع الأثرية القديمة التى وجدت فى المناطق التى تسيطر عليها. وحصل " أبو سياف" وشركاؤه على 20 % من جميع التحف التى تباع أو مرت عبر أراضى داعش، وأودعوا أموالا من المبيعات فى خزائن داعش.
ورغم أن القطع الآثرية سورية، إلا أن واشنطن تكثف تحركاتها لاستعادتها لمنع استخدامها فى تمويل الإرهاب، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية ، وقال موقع "نيوزويك"، تمكن المحققون من تعقب الأماكن التى تحتوى على الأحجار الكريمة الخضراء الداكنة المغطاة بالذهب والتى وصلت إلى تركيا. وقالت وزارة العدل الأمريكية إن السلطات اكتشفت أن قطعة من المجوهرات تم بيعها من قبل مهرب أثرى سورى على صلة بشركة أبو سياف لشخص فى تركيا لحوالى 250 ألف دولار.
وقال الموقع إن الحكومة التركية صادرت القطعة المسروقة وأصبحت الآن فى حوزتها. وتطلب الولايات المتحدة من خلال تقديمها لأمر قضائى، من المحكمة منحها الإذن لمتابعة المجوهرات وبدء الإجراءات مع تركيا لعودة القطعة المسروقة.
ومن ثم سيعمل خبراء من الولايات المتحدة وتركيا معا لتحديد من أين تأتى المجوهرات، سواء كانت سورية أو حتى تركيا، وإعادتها الى حكومتها المحلية، إذا لم يتمكن الثنائى من العثور على مالك، فإن الولايات المتحدة سوف تأخذه لضمان أن يبقى بعيدا عن أيدى داعش.
وتعكف وزارة العدل الأمريكية أيضا على إعادة القطع الأثرية الأخرى، بما فى ذلك عملتين ذهبيتين، وحجر منحوت، وبروش من الذهب وقلادة من الذهب مع بروش مطابق، تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات، وفقا لوزارة العدل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة