قصص وحكايات خلف الأبواب، بيوت يسكنها البرود أحيانًا والخيانة أحيانًا أخرى، زوجات قاصرات لم تتعد أعمارهن 13 سنة، تجد نفسها فى حضن المجهول يدعوها كل ليلة لفراش الظلم والألم، كل ذنبها فى الحياة أنها بلغت و"خرطها خراط البنات"، لا تجد فى نفسها شيئًا سوى ضفائر بشرائط بيضاء لون قلبها الذى لم يلوثه الزمن، لكن أهلها يجدون فيها الأنثى التى دق بابها الرجال ليأخذها أحدهم كوعاء ينجب فيه ويشبع به رغباته.
زواج القاصرات
زواج أم بيع
الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، يروى مآسى البنات اللاتى تزوجن فى سن صغيرة وهن قاصرات، قصص حين تسمعها ينفتر قلبك على طفلة تحمل كل معانى الطفولة بين يدها وفى لعبتها، ترحل من بيت أهلها تاركة دميتها لتصبح هى دمية فى بيت آخر تسكنه الأشباح فى شكل بشر قلوبهم بلا رحمة ووجوهم كالأرض البور بلا نبض.
يقول الدكتور محمد هانى، إن الأهل يزوجون بناتهم بما لا يتناسب مع عمرهن، فالعادات والتقاليد ترى أن الوقت حان للزواج، لكن فى الحقيقة مقومات الزواج لا تتوقف عند حدود بلوغ البنت واكتمال أنوثتها من وجه نظرهم، لكن مقوماته تتطلب النضج الفكرى والعقلى والسلوكى وهى لم تكن تكونت لفتاة تبلغ 13 أو حتى 15 سنة.
القاصرات
خيانة غير مشروعة
الخيانة هى ملخص هذه الحالة التى تزوجت فيها إحدى الفتيات فى سن 13 سنة، ولأنها غير ناضجة ولا تعرف كيف تشبع رغبات زوجها، فخانها مع غيرها وتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعى مع الكثير من النساء، ووجدت الفتاة نفسها وحيدة لا ترتوى سوى الإهانة من زوجها وأهله التى تعيش معهم فى نفس المنزل.
فتعرفت على شاب، قدم لها الاهتمام والاحتواء كلمة "بحبك "سمعتها منه أكثر من زوجها، وعدها بأنه سيعوضها الحرمان العاطفى الذى تعانيه مع الزوج، وأصبح الشاب ينفعل ويحسسها بغيرته عليها عندما يعلم منها أن زوجها ضربها أو سبها، وتطور الأمر من مجرد الفضفضة عبر "فيس بوك" والهاتف، إلى مقابلات بين الزوجة القاصرة وهذا الشاب فى الأماكن العامة، ثم التقابل فى الأماكن المغلقة، لتقام علاقة غير شرعية بينهما، ثم هربت مع هذا الشاب وتعرضت لاضطرابات نفسية كبيرة دفعتها للعلاج عندى.
زواج الفتيات
الانتحار
"عايزة أخلص من حياتى" هى المأساة الثانية التى ترويها إحدى الزوجات القاصرات داخل عيادة الطبيب النفسى، فتاة لم يتعد عمرها 15 عامًا، تريد أن تنهى حياتها التى لم تبدأ بعد، يعتقد الأهل أنهم ستروا ابنتهم وأنهم فرحوا بارتدائها الفستان الأبيض لكنه فى الحقيقة ليس فستان عرسها بل كفنها، فكرت هذه الزوجة القاصرة بسبب المشاكل الزوجية والظلم والعنف من زوجها الذى لا يرى فيها سوى خادمة له ولأهله، فى الانتحار ومحاولة التخلص من حياتها معلنة حالة التمرد على مجتمع الأصل فيه هو الذكورية التى جعلت والدها يخرجها مجبرة من منزله لتدخل بيت زوج مجبرة أيضا، حالة وصلت فيها الفتاة أن تجد كل ما حولها يكسوه السواد وكأنها فى حداد على طفولتها وسعاداتها التى اختالوها.
وهى الحالة التى تعامل معها الطبيب بحنكة شديدة فطلب مقابلة الأهل وفهمهم أنه لابد من وضعها تحت الملاحظة وأن تترك بيت زوجها لتعيش معهم لمدة شهر للتخلص من الضغط النفسى، وحتى تكون تحت نظرهم، كما تم التواصل مع الزوج الذى استجاب بعض الشىء للنصائح ومنها أن يتعامل معها كإنسانة وليس كخادمة وأن يقول لها بعض الكلمات التى تعبر عن الحب والتقدير.
زواج البنات مبكرا
أم لطفل بدون أب
زواج القاصرات لا تتوقف مشاكله عند حدود الإضرابات النفسية والخيانة والهروب، بل وعند إثبات نسب الأطفال، فزواج القاصرات لا يتم تسجيله رسميًا لأن الزوجة لم تكمل السن القانونية للزواج وبالتالى تتم كتابة عقد عرفى يتم تسجيله رسميًا عندج بلوغ الزوجة السن القانونية، وفى الحالة التى بين يدينا، تزوجت إحدى الفتيات ولم يتم تسجيل العقد رسميًا وفبل بلوغها السن القانونية لهذا التسجيل توفى عنها زوجها وهى حامل ما سبب مشكلة فى إثبات هذا الطفل.
الطلاق ليس الحل
ويؤكد الدكتور هانى محمد، أنه لا يتم طرح فكرة الطلاق حتى إذا كان الزوج يعانى من سمات شخصية سيئة فالعلاقة الزوجية رباط لابد من احترامه ولكن يتم تأهيل الزوجين وعمل توافق بينها خاصة إذا كان هناك أطفال بينهما، وأحيانًا اطلب من الزوج الحضور وأحيانًا من الزوجة لتقريب وجهات النظر والمشاعر بينهما، فنحن فى غنى عن مزيد من حالات الطلاق خاصة أن هناك .4.5 مليون حالة طلاق، ومصر مصنفة عالميًا من أعلى الدول التى تعانى منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة