طبول الحرب فى شبه الجزيرة الكورية.. جعجعة بلا طحن.. رغم إطلاق كوريا الشمالية صاروخا يطول أمريكا وإجراء مناورات ضخمة بمشاركة طائرات الشبح.. الحرب لا تزال مستبعدة إلا إذا تعدت بيونج يانج هذا الخط

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 05:26 م
طبول الحرب فى شبه الجزيرة الكورية.. جعجعة بلا طحن.. رغم إطلاق كوريا الشمالية صاروخا يطول أمريكا وإجراء مناورات ضخمة بمشاركة طائرات الشبح.. الحرب لا تزال مستبعدة إلا إذا تعدت بيونج يانج هذا الخط طائرات إف 22 رابتور الأمريكية
تحليل يكتبه عمرو جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتفعت وتيرة التهديدات بحرب نووية بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الشمالية، منذ أن وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى مقعد رئاسة أكبر دولة فى العالم، فمنذ أن وصل إلى السلطة لم تتوقف تجارب بيونج يانج النووية والصاروخية، وكذلك لم تتوقف التصريحات "الترامبية" التى تهدد بإبادة كوريا الشمالية، وتدمير "فتى الصواريخ"، وتبعت تلك التصريحات بتحريك قطع بحرية إلى شبه الجزيرة الكورية، ووصلت إلى ذروتها بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستى قادر على حمل "شحنة متفجرة كبيرة" ويصل مداه إلى الأراضى الأمريكية.

 

الصاروخ الكورى الشمالى الأخير

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الصاروخ الكورى الشمالى الذى أطلق الأسبوع الماضى، أكبر وأكثر قوة من أى صاروخ آخر أطلقته بيونج يانج فى السنوات الأخيرة.
 
ونوهت الجريدة فى تقرير لها خصصته للحديث عن الصاروخ الكورى الشمالى الأخير إلى أن مسئولين كوريين جنوبيين أعلنوا، الخميس، أن الصاروخ الباليستى العابر للقارات فى كوريا كان نوعا جديدا من الصواريخ، وهو أكبر وأكثر قوة من أى صواريخ أخرى اختبرت من ذى قبل.
 
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الصور التى نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية توفر أدلة مهمة حول قدرات الصاروخ، واسمه "هواسونغ 15"، وقالت كوريا الشمالية إنه قادر على حمل "رأس حربى ثقيل كبير جدا قادر على ضرب البر الرئيسى للولايات المتحدة".
 
وأردفت الصحيفة بقولها إن سلسلة "هواسونغ" فى كوريا الشمالية تمثل الجزء الأكثر نجاحا فى ترسانة الصواريخ الباليستية، وأشارت صور الاختبار التى نشرتها كوريا الشمالية إلى تحسينات أدخلت على الصاروخ "هواسونغ -14"، وهو صاروخ تم اختباره لأول مرة خلال الصيف الماضى أظهر قدرة البلاد على ضرب الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وأخطر ما فى الصاروخ ليس مداه الذى يطول أراضى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها فحسب، ولكن قدرته على حمل شحنة ذات وزن كبير لكن هناك شكوك حول قدرة الصاروخ على حمل رأس نووى، وهل استطاعت بيونج يانج تقليص حجم قنبلتها النووية إلى رأس نووى يحمل بواسطة الصاروخ إلا أن هذا الأمر مسألة وقت.

أمريكا تقرع طبول الحرب.. مناورات ومراوغات

وردا على التجارب الصاروخية والنووية الأخيرة لكوريا الشمالية، أعلنت القوات الجوية الأمريكية، الجمعة، عن إجراء عسكرى سيتم بمشاركة كوريا الجنوبية بعد عشرة أيام.
وذكر سلاح الجو السابع فى كوريا، فى بيان نشرته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ستقيمان تدريبا عسكريا يعرف باسم فيجيلانت إيس فى الفترة من 4 إلى 8 ديسمبر ، بمشاركة 12 ألف أمريكى وحوالى 230 طائرة حربية، فى عرض واضح للقوة ضد كوريا الشمالية.
 
وقال فى بيانه: "إن هذه المناورات القتالية الجوية حقيقية تستهدف تعزيز قابلية التشغيل البينى بين القوات الأمريكية وقوات جمهورية كوريا وزيادة الفعالية القتالية لكلا البلدين"، مشيرا إلى كوريا الجنوبية باسمها الرسمى.
 
وفى وقت سابق من الشهر الماضى، قامت ثلاث حاملات طائرات أمريكية بمناورات بحرية مشتركة مع البحرية الكورية الجنوبية فى عرض غير مسبوق للقوة ضد كوريا الشمالية.
وقال مسئولون عسكريون من كوريا الجنوبية إن الولايات المتحدة تخطط لإرسال ست طائرات مقاتلة شبح من طراز إف — 22 رابتور للمشاركة فى المناورات التى يعتقد أنها تحرك لوضع أقصى الضغط على كوريا الشمالية. ومن المحتمل أن تنضم ثلاث طائرات أو أربع طائرات من طراز إف-35 أيه أيضا.
 
وستكون هذه هى المرة الأولى لست طائرات شبح مقاتلة من طراز إف —22 أن تحلق فوق أجواء كوريا الجنوبية فى وقت واحد، بحسب الوكالة.

 

مسئولون أمريكيون يهددون بحرب نووية

ومن جانبه قال مستشار الأمن القومى الأمريكى إتش آر ماكماستر، إن الولايات المتحدة "فى سباق" للتصدى تهديدات كوريا الشمالية نظرا لتزايد احتمالات الحرب يوما بعد يوم.
وتحدث أمام منتدى دفاعى فى ولاية كاليفورينا، عن أن احتمالات الحرب تتزايد كل يوم، لكنه أشار إلى أن المواجهة المسلحة "ليست الحل الوحيد".
وقال فى إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون: "هناك طرق لمعالجة هذه المشكلة غير العمل العسكرى، لكننا فى سباق لأنه (زعيم كوريا) يقترب بشدة وليس لدينا الكثير من الوقت".

جعجعة بلا طحن

ورغم حرارة التهديدات الأمريكية وحجم المناورات العسكرية الموجهة ضد كوريا الشمالية إلا أن الحرب لا تزال مستبعدة، وكل طبول الحرب التى تدق فى شبه الجزيرة الكورية هى فى الواقع جعجعة بلا طحن، وذلك وبكل بساطة لأن الموقف العسكرى الآن لم يتغير عن الموقف العسكرى إبان نهاية الحرب الكورية، التى استمرت من عام 1950 حتى عام 1953، وخلفت آلاف الضحايا، وقدر وقتها القائد الأمريكى الشهير الجنرال مالك آرثر أن كسب الحرب يقتضى قصف كوريا الشمالية والصين بالأسلحة النووية، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى وقتها ترمان لطرد القائد الشهير من الجيش، رغم شعبيته الجارفة، فهو الذى هزم اليابان ووقع على وثيقة استسلامها، إلا أن خطته لإنهاء الحرب الكورية كانت ستتسبب فى حرب نووية عالمية لن تدمر أمريكا وحسب ولكنها ستدمر العالم كله.

 

الخط الأحمر الأمريكى

حتى الآن ورغم التجارب الصاروخية والنووية الكورية الشمالية، لا تمثل بيونج يانج تهديدا عسكريا كبيرا على الولايات المتحدة، فحتى إذا استطاعت كوريا الشمالية تقليص قنبلتها النووية وتحميلها على صاروخ يطال الأراضى الأمريكية، إلا أن الولايات المتحدة تستطيع القيام بضربة نووية تكتيكية استباقية لتدمير هذه الصواريخ فى صوامعها، وفى الواقع فإن أمريكا تستفيد من تحركات بيونج يانج بطريقتين الأولى لابتزاز كوريا الجنوبية واليابان على طريقة الخليج إيران، والثانية لتكون صواريخ كوريا الشمالية مبررا لتطويق روسيا بالدرع الصاروخى، فروسيا تظل العدو العسكرى الأكبر للولايات المتحدة، ورغم ذلك هناك خط واضح وضعته أمريكا أمام كوريا الشمالية والصين وروسيا وهو امتلاك بيونج يانج لغواصات قادرة على إطلاق صواريخ نووية، لأنه فى حال امتلاكها لغواصات نووية ستكون قادرة على الرد بهجوم نووى مضاد إذا قامت واشنطن بضربة نووية تكتيكية استباقية.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة