وضع معرض فنّى فى برلين أحد منفذى هجمات فرنسا 2015 بجانب القس الأمريكى مارتن لوثر كينج، ما أثار جدلًا واسعًا حول المعرض، حسبما ذكرت وكالات الأنباء.
ويقدم المعرض الفنى الذى يحمل عنوان "متحف الشهداء" صورا لشخصيات سياسية ومدنية ضحت بحياتها "فداء" لقضايا تؤمن بها. ووراء هذا "العمل الفنى" المثير للجدل فنانان دانماركيان هما إدا جاروب نيلسون وهنريك جريمباك.
وسبق أن قدم العمل فى الدانمارك العام الماضى خلال معرض فنى ما عرض الفنانين لانتقادات شديدة فى بلادهما، بسبب صورة أحد منفذى اعتداء باتكلان فى نوفمبر 2015 وهو إسماعيل عمر مصطفاوى.
وعلقت صورة مصطفاوى على أحد جدران المعرض، إلى جانب صور مارتن لوثر كينج، والفيلسوف الإغريقى سقراط، والقديسة القبطية أبولونيا الإسكندرية وهم أشخصوا قتلوا بسبب مبادئهم.
وانتقد كثيرون هذا المعرض الذى حصل على دعم حكومى وتساءلوا عن جدوى وضع صورة مصطفاوى "القاتل" بحسبهم، ضمن صور أشخاص ضحوا بحياتهم.
ودافعت ريكاردا سيونتس عن جمعية "نوردويند" المنظمة للمعرض فى برلين، عن طرح الفنانين، الذين أرادا بحسبها "توسيع أفق مفهوم الشهيد".
وكتبت جريدة بيلد الألمانية: "إن المعرض قد يكون تجاوز حدود الحرية الفنية، فهناك فرق كبير بين أن تجازف بحياتك لأجل قناعات جيدة وأن تقتل رواد حفل موسيقى".
وفى فرنسا لم يمر خبر انطلاق المعرض مرور الكرام، وانبرى عدة سياسيين من اليمين الفرنسى للمعرض الذى انتقدوه بشدة. وكتب نيكولا دوبون-إينيان، زعيم حزب "فرنسا انهضى" على تويتر منددا بالمعرض، واصفا إياه بـ"الإساءة لضحايا الإرهاب".
أما روجيه كاروتشى، وزير الشئون البرلمانية السابق، عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، فكتب أن المعرض لا يحتمل، وتساءل "ما الذى تفعله السلطات الألمانية؟"، فى إشارة إلى رغبته فى منع متحف الشهداء، أما إريك سيوتى القيادى فى حزب "الجمهوريون" فوصف المعرض بالمخزى.
ولد إسماعيل وهو فرنسى من أصول جزائرية، فى 21 نوفمبر 1985 فى ضواحى باريس، وإسماعيل تم توقيفه 8 مرات بسبب ارتكابه لمخالفات وجنح متعددة خلال عامى 2010 و2014، منها السواقة بدون رخصة، والاعتداء على الغير بالشتم، وكان ضمن قائمة المشتبه بهم ولكنه لم يتم زجه فى السجن، انظم إلى المتطرفين منذ عام 2010.
كان الشاب تحت مجهر المخابرات منذ عام 2010، عندما اشتبه بانضمامه للإسلاميين المتطرفين، ولكنه فى عام 2012 اختفى عن الأبصار.
ووفقا للمعلومات التى نشرتها جريدة لوموند، مصطفاوى قضى بضعة أشهر فى سوريا وكان قد دخلها عبر تركيا عام 2013، وقد تعرفت عليه أجهزة الاستخبارات فى ربيع عام 2014، خلال مراقبتها لمجموعة صغيرة من السلفيين فى شارتر.. واكتشفت بأنه أحد أعضائها. كما كان اسماعيل يقابل أحد الإسلاميين الذين زاروا مدينة أور ولوار لغرض التبشير وهو مغربى من بلجيكا.