دقائق وتنعقد قمة منظمة التعاون الخليجى الـ 38 ، التى تحضتنها الكويت، وسط تمثيل دبلوماسى منخفض للغاية من دول الخليج الثلاث المكونة لـ"الرباعى العربى" - السعودية والامارات والبحرين، بجانب مصر – حيث غاب القادة الكبار بسبب تعنت إمارة قطر المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب، من تلبية المطالب الـ 13 والتى يأتى على راسها عدم تدخلها فى شئون الدول العربية.
جانب من القمة الخليجية
وقالت مصادر ديبلوماسية خليجية ان جدول اعمال المجلس الوزارى الخليجى ناقش، مساء أمس الاثنين، جدول اعمال عادياً "تمكين المرأة والتعاون الاقتصادى ودور الهيئات الاستشارية والاتفاقات المشتركة ومشاريع الغاز والكهرباء وغيرها" وتجنب بحث الأزمة القطرية مع دول المقاطعة "كى لا يؤدى وضع العربة قبل الحصان إلى افشال جهود التقارب"، حسب تعبيرها.
وتوقعت المصادر حسب صحيفة "الرأى" الكويتية، أن يترك أمر الازمة الخليجية إلى الاجتماع المغلق الذى سيعقد فى الدقائق القريبة المقبلة، كاشفة ان الاجتماع سار بطريقة سلسة توقف خلاله المجتمعون عند التطورات اليمنية ومقتل الرئيس السابق على عبد الله صالح.
الجبير
إلا أن النقطة الإشكالية الوحيدة التى شهدت خلافاً فى الرؤى كانت موضوع البيان الختامى الذى يفترض أن يتناول العلاقة مع ايران، حيث كان هناك اصرار من السعودية والبحرين والامارات على وجوب صدور ادانة شديدة ضد ايران وتدخلاتها فى شؤون الدول الخليجية والعربية ودعوة المجتمع الدولى إلى مراقبة برنامجها الصاروخى وادانة مخططاتها الطائفية والتوسعية فى دول الجوار.
لكن قطر، اصرت أن تقترن "اللغة الشديدة" ضد ايران بدعوتها إلى الحوار والالتزام بالتعهدات والمواثيق الدولية وحسن الجوار وهو الأمر الذى أوجد تبايناً قررت على اثره مملكة البحرين أن تخفض تمثيلها إلى القمة اليوم، وبالفعل ترأس وفدها الشيخ محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق، وهو المنحى الذى اتبعته كلا من الرياض والمنامة وأوبو ظبى.
تميم
وكشفت المصادر الخليجية، أن الوفد القطرى التزم الصمت غالبية الوقت، وقدم كبند اجرائى من خارج جدول الاعمال ورقة عن موضوع المقاطعة الخليجية.
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى عقدوا اجتماعهم التحضيرى لأعمال الدورة الـ 38 لقمة قادة المجلس، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتى، وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية الاماراتى أنور قرقاش، نائب وزير الخارجية البحرينى عبدالله الدوسرى ووزير الخارجية العمانى يوسف بن علوي.
امير الكويت
وشدد الخالد فى كلمته خلال الاجتماع على ضرورة مسيرة مجلس التعاون باعتباره الذراع الخليجية الجماعية للتعامل مع قضايا الغد، واصفاً إياه بـ "حضن المستقبل الواعد".
من جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزيانى، أهمية تعزيز مكانة المجلس لما فيه خير وصالح دول المجلس ومواطنيها، اضافة إلى حماية الأمن والاستقرار وتوفير البيئة الآمنة المزدهرة والمستدامة.
وأشار الزيانى، إلى أن الظروف الصعبة التى تعيشها المنطقة والتحديات السياسية والأمنية تفرض على مجلس التعاون تكثيف جهوده الخيرة لتعزيز التضامن والتكاتف وتحقيق آمال وتطلعات مواطنيه».
قرقاش
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "الرياض" السعودية، إن فعاليات القمة الخليجية الـ 38 تنعقد وسط أجواء من الانتظار والترقب فى ظل الأزمة المستمرة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر، فى الوقت الذى أكملت فيه الكويت استعداداتها لاستقبال القادة الخليجيين، فيما بدأت اللجان الوزارية لقاءاتها مساء استعداداً لعقد القمة.
من جهته بين وزير الإعلام الكويتى السابق سعد بن طفلة العجمى أن هناك مسألتين مهمتين الأولى هى أن عقد القمة بحد ذاتها يعد إنجازاً فى ظل هذه الأزمة الحادة التى تعيشها المنطقة فانعقاد القمة بحد ذاته يعد انجاز ومؤشر وإعلان من قبل الأطراف كلها بان مؤسسة مجلس التعاون الخليجى باقية ومستمرة، الانجاز الاخر هو أن نجاح الكويت بعقد القمة فى ظل الأزمة يعنى ضوء أخضر باستمرار الوساطة الكويتية وأملا متجدد بنجاح هذه الوساطة.
من جانبه أوضح الكاتب والباحث السياسى البحرينى عبد الله الجنيد أن الأمر الأهم فى هذه القمة يبقى انعقادها، حتى وأن خلت من أى إشارة للازمة الخليجية، موضحا أن الكويت ترى أن مستوى التمثيل هو من سيفضى إلى التحول المطلوب فى الموقف القطرى.
بينما قالت صحيفة "عكاظ" الكويتية، أن القمة تنعقد وسط غياب لعدد من قادة الخليج، إذ يرأس وفد المملكة العربية السعودية للقمة وزير الخارجية عادل الجبير، وهو ما عزز توقعات المراقبين بأن القمة لن تخرج بقرارات مؤثرة، خصوصا حيال القضايا والملفات الساخنة فى المنطقة عموما، والخليجية خصوصا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة