6 سنوات و44 ويوما فصلت بين مشهد مقتل الرئيس الليبيى السابق معمر القذافى فى أكتوبر 2011، ومقتل الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح اليوم، حملت خلالها أحداث وتغيرات اختلفت فيها الأسماء والأماكن بين ليبيا واليمن، لكن تشابهت فيها المصائر والنتائج.
اليوم تداولت مواقع الأخبار فيديو مقتل الرئيس اليمنى على عبد الله صالح برصاص جماعة عبد الملك الحوثى المناهضة لقوات على عبد الله صالح، وأعادت بشاعة المشهد إلى الأذهان فيديو مقتل القذافى على أيدى من كانوا يسمون وقتها الجماعات الثورية المسلحة، ليشعر كثيرين أن اليمن تتجه لنفس المصير الليبى بعد أن علا فى الأفق أمس بعض الأمل لدى البعض بنجاح صالح فى الانتصار على الحوثيين.
بشاعة النهاية
التشابه الأول الذى يجمع بين المشهدين هو بشاعة النهاية التى لقاها القذافى ثم انتظرت 6 سنوات ليلقاها أيضا عبد الله صالح، حيث كان تأذى ملايين ممن شاهدوا فيديو مقتل معمر القذافى والتمثيل بجثته وتصويره، وهو ما تكرر مع نشر فيديو جثة على عبد الله صالح وهو مشوه الرأس والوجه بعد استهداف المسلحين الحوثيين له بعد تفجير منزله بالعاصمة صنعاء، فى مشهد آذى مشاعر من شاهدوه.
الصمود حتى الموت
التشابه الثانى بين النهايتين هو أن الرئيسين القذافى وصالح ظلا صامدين حتى نهايتيهما، ولم يتنازلا عما رأياه حقهما فى السلطة، القذافى تمسك وسقط سريعا بعد 8 أشهر من المظاهرات، أما عبد الله صالح فقد راوغ على مدار 6 سنوات، تنازل فى بدايتها عن الحكم ثم عاد ليستعيده، ورغم أنه أحرز أمس تقدما كبيرا فى الصراع على الأرض، إلا أن ذلك لم يحميه من أن يلقى نفس نهاية القذافى فى 2011.
مصير الوطن والدولة
التشابه الثالث فى النهايتين أن اليمن مرشح لها أن تلقى نفسى المصير الذى تواجهه ليبيا منذ مقتل القذافى من سيطرة للجماعات الإرهابية والمسلحة، وانتشار للمعسكرات التابعة لتنظيمات إرهابية دولية مثل داعش والقاعدة، وعدم قدرة الشعب على استعادة الهدوء والاستقرار إلى الدولة، وتفتت القبائل بين جهات وجماعات سياسية ومسلحة متناحرة.
نفس الوضع ينتظر اليمن، المرشح لها أن تشهد صراعا كبيرا بين الجماعات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران، وجماعة أنصار الرئيس عبد ربه منصور، والجماعات المسلحة التى كانت تحارب تأييدا للرئيس على عبد الله صالح.
الشعب وحده يدفع الثمن
يتشابه أيضا المشهدين فى أن الخاسر الأول والأكبر فى كل ما يحدث، هما الشعبين الليبى واليمنى، وأن المجتمع العربى والدولى وإن كان يتحدث عن الدعم والحل السياسى وما إلى ذلك، إلا أن النهاية المنتظرة والمتوقعة للمشهد فى اليمن تشبه كثيرا المشهد فى ليبيا، قتل وخراب وتمزيق للدولة وسقوط مزيد ومزيد من أبناء الشعب العربى سواء فى ليبيا أو اليمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة