صور.. حكايات عمال السيرك مع الحيوانات المفترسة.. حسن مروض الأسود يحكى كيف يواجه الموت داخل قفص الترويض.. مقتل محمد الحلو فى الذاكرة.. وحاوى الأفاعى يبتكر حيلا لتجنب لدغات السم

انتظر حسن عبد المنعم دقيقتان في ممر صغير ليردد الشهاديتن وسور من القرآن الكريم، قبل أن يدخل إلى قفص حديدى به خمسة أسود ليبدأ عرضه في سيرك، كطقس اعتاد عليه منذ بدأ تقديم فقرات فنية ينتظر فيه كل مرة هجمة حيوان مفترس.

 حسن عبد المنعم أحد فنانى سيرك جوال يشتهر باسم السيرك الإيطالى، يقدم عروضه حاليا بمدينة الإسماعيلية، مع فنانين يقدمون ألعاب أكروبات و سحرة ومروضى للأسود والأفاعى والتماسيح.

يقول حسن عبد المنعم (23 عاما) "السيرك ليس كما يراه الناس فى التليفزيون أو مثل الأفلام القليلة التى قدمت ما يحدث داخل خيمة السيرك، لدينا ألف قصة وراء الفنانين هنا فمنا من ترك أهله ويقضى عمره جوالا ليضحك الجمهور بغض النظر عن حالته النفسية".

يضيف عبد المنعم: "جمهور السيرك يشاهدون عرضا لمدة 15 دقيقة فى ترويض الأسود ولكننا قد نعمل 10 ساعات لتدريب الأسود والنمور علي حركتين أو ثلاث يراها الجمهور فى وقت بسيط".

أتم حسن عبد المنعم عامه الـ 23 ليصبح أحد أصغر مدربى الأسود للعروض الفنية فى مصر، ويقدم عروضه فى سيرك جوال، ويقول "منذ صغرى لم أخشى الأسود لأنى شاهدت كيف تتعامل معهم عائلة الحلو وأنا في السيرك القومى مع والدى الذي عمل مصورا للسيرك طول عمره، وأمتلك ذكريات مختلفة من أيام مشاهدة تدريبات وعروض السيرك القومي التي جعلتنى أعشق الأسود، حتى قررت أن أتعلم تدريبها، وأثرت فيها علاقتى بعائلة الحلو وكوته، برغم من أنهم يسيطرون علي مهنة تدريب الأسود ولكن علاقتهم الطيبة بى وبوالدى من قبلى لم تخلق بيننا أي خلافات.

يقول حسن: "أعرف خطورة ما أنا فيه لأن الإنسان مهما بلغ من قدرة علي ترويض الأسود تظل مفترسة، تعلمت كيف أعامل المفترسات باحترام وإنسانية ولكنها قد تغضب لأى سبب وتتعرض للتوتر وتهاجم".

يصف حسن طقوسه قبل دخول قفص العروض قائلا، "دائمًا ما أردد الشهادة وأقرأ سورة الفاتحة والمعوذتين وبعض الآيات القرآنية قبل دخول القفص، لأنني أتوقع موتى فى أى لحظة".

ويضيف" حادث مقتل محمد الحلو خلال عرض للأسود يؤثر في حتي الآن وأعرف أني قد اتعرض لنفس الموقف في يوم من الأيام ، لأن الأسد يمكن أن يهجم علي مدربه في لحظة غضب

يكشف حسن عن كتفه وظهره، تظهر عليه آثار جروح من خدوش وضربات للأسود أثناء العروض والتدريبات، ويقول " كان من الممكن أن يصبح الأمر أسوأ".

بدأ عبد المنعم في تدريب الأسود وعمره 16 عاما عندما طلب من صديقه محمد كوته مدرب الضواري في السيرك الروسي أن يساعده في السفر وتعلم المهنة في روسيا.

 وقال " قضيت 16 شهرا في روسيا لتعلم عروض السيرك والتعامل مع الأسود، وأكثر حادثة آثرت في، أني قضيت 3 أشهر في السجن كعقوبة لأني ضربت أسدا في التدريبات، وتعلمت بعدها كيف اتعامل مع الأسود بالنظرات وأماكن حساسة بجسمه المسه فيها بالعصا دون وغز مؤلم.

حاوى الأفاعى

بالإضافة إلى عروض الأسود المروضة، بدأت عروض ترويض أفعى الكوبرا والبوا العاصرة تجد رواجا في السيرك، حيث يعمل طارق إبراهيم، الذي يقدم نفسه باسم "طارق كوبرا" تيمنا بأفعى الكوبرا المصرية المفضلة له فى الصيد، وتقديم عروض فنية في السيرك والمناسبات والحفلات الموسمية.

أنواع الثعابين والأفاعي التي يتعامل معها طارق مثل الكوبرا التى يبلغ طولها حوالي المتر ونصف المتر، والأصلة الأسيوية، تعتبر من أكثر الأفاعى خطورة ولكنه أعتاد على سمها، حتى أنه يبلع سم الكوبرا أحيانا خلال العروض.

تعرض طارق للدغات من أفعي الكوبرا أكثر من مرة خلال رحلات الصيد أو تقديمه لعروض بالسيرك، ولكنه يقول إن تكرار اللدغات أكسبه مناعة طبيعية وقدرة علي تكوين أمصال طبيعية لمقاومة مفعول السم بالجسم.

ويقول إن مقاومة الجسم للسم تعتمد على مواد طبيعية ومضادت تفرز فى الدم، وتعتمد المراكز البحثية على سحب هذه المادة من جسم الحيوانات بعد حقنها بالسم، ويصنع منها الأمصال. ولكن جسم الإنسان يفرز كمية أقل من الحيوانات الضخمة مثل الحصان والفيل والجمل.

ويضيف "وجود السم فى دمى أصبح أمرا طبيعيا وتعودت عليه، و زاد من قوة المناعة وقدرتى على إفزار المصل الطبيعى".

ويحكى عن تعرضه للدغة خلال عروض يقدمها في سيرك جوال يقدم فقرة يضع فيها أفعي كوبرا داخل فمه ،ويضغط عليها بأسنانه كي تستكين له وقال "من الممكن أن يسقط منها قطرة سم داخل فمى، ولكني أبلعها بشكل طبيعى.

ويقول "من أكبر التحديات أن عمر الأفعى فى تقديم العروض شهر أو شهرين على الأكثر، لذلك أضطر للصيد من جديد لتدريب أفعى كوبرا جديدة، وتدريبيها لتعرف ما هو مطلوب منها واتحكم بها كى لا تلدغ أحد الأطفال أثناء التصوير معها فى السيرك".

ويضيف إنه يلجأ إلي حيلة طريفة يحياكة فم الأفعى كل لا تفتحه وتلدغ أحدا، ثم يتركها لأيام تتعافى من الجرح ولتأكل ويكرر الأمر مع أفعي جديدة ، وعندما تموت يبيع جلدها لشركات الجلود.

ويقول "مهنتنا في الصيد أو تقديم العروض بالأفاعي لا مجال بها للخطأ لأن إذا تعرض طفل أو مشاهد للدغ لن أستطيع أن اعمل مرة أخرى ولذلك يجب أن أكون منتبها لحركة كل ثعبان".