أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 ديسمبر 1926.. إعدام «محمد فهمى».. ابن «طوخ- قليوبية» بتهمة تنفيذ 15 عملية ضد جنود الاحتلال الإنجليزى

السبت، 30 ديسمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 ديسمبر 1926.. إعدام «محمد فهمى».. ابن «طوخ- قليوبية» بتهمة تنفيذ 15 عملية ضد جنود الاحتلال الإنجليزى الاحتلال الإنجليزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«كان بارعا فى الهرب وتضليل البوليس، يعمل يوما نجارا، ثم يصبح بعد ذلك حدادا، ويوما يرتدى ملابس فلاح، ويوما يرتدى بنطلونا، وعلى الرغم من مجهودات المخابرات البريطانية لم يستطع أحد أن يعرف من هو هذا الشاب الأسمر الذى يقوم بأخطر العمليات فى ثورة 1919». هكذا يكشف الكاتب الصحفى مصطفى أمين عن شخصية «محمد فهمى على الطوخى» أحد الأبطال السريين لهذه الثورة، ابن مدينة طوخ بمحافظة القليوبية والمولود فيها يوم 8 فبراير عام 1895، وقادته عملياته البطولية إلى حبل المشنقة.
 
بين الميلاد والاستشهاد، عاش «فهمى» 31 عاما، حصل فيها على دبلوم المدارس الصناعية قسم النجارة، وعمل فى مدرسة «التلغراف» بالقاهرة، ثم سلم نفسه لنداهة النضال الوطنى الذى انتهى به إلى حبل المشنقة يوم 30 ديسمبر «مثل هذا اليوم» عام 1926، وحسب مصطفى أمين فى كتابه «الكتاب الممنوع- أسرار ثورة 1919» عن «أخبار اليوم- القاهرة»: «انضم إلى الجهاز السرى للثورة فى نوفمبر1921، بعد القبض على رئيس الجهاز عبدالرحمن بك فهمى، وبعد أن تولى أحمد ماهر الإشراف عليه، والتحق بخلية شفيق منصور، لكنه لم يكتف بالانضمام إلى خلية واحدة، كان عضوا فى عدة خلايا تابعة للجهاز، كان يضرب بالرصاص، ويحصل على المعلومات، ويوصل الرسائل، وكان يعرف كثيرا من أسرار هذا الجهاز، ويضطر أن ينقطع عن عمله فلا يكسب مليما واحدا فى ذلك اليوم، ولا يأكل رغيفا وطبقا من الفول طول اليوم، ويسمع السلطات العسكرية تعلن عن مكافأة ألف جنيه، وخمسة آلاف جنيه، وعشرة آلاف جنيه، لكن لا يدلى بمعلومات عن الجهاز السرى، كان يقرأ هذه الإعلانات التى تلصقها السلطات العسكرية البريطانية على الجدران ويضحك ويمضى يبيت ليلته بدون عشاء».
 
اشترك «فهمى» فى عمليات استهدفت جنود وضباط الاحتلال فى القاهرة، وقادت عملية قتل سردار الجيش المصرى وحاكم السودان السير لى ستاك يوم 19 نوفمبر 1924 «إلى الكشف عنه بالرغم من أنه لم يشارك فيها، لكن أحد المتهمين فيها وهو «شفيق منصور»، ذكر اسمه فى التحقيقات، فتكشفت أسرار عمليات اغتيالات شهدتها شوارع القاهرة، قبل قتل «السرادار»، وكان هو أكبر أضلاعها فتم القبض عليه، وأصبح متهما فى قضية «الاغتيالات»، وكان أشهر المتهمين فيها «أحمد ماهر» و«النقراشى» الوزيران فيما بعد، وكان نصيب «فهمى» وحده فى القضية 15 اتهاما، تشمل اغتيالات لضباط وجنود إنجليز، يذكرها مصطفى أمين ومنها: فى يوم 20 ديسمبر1921 بشارع السد قسم بولاق بالقاهرة، قتل العسكرى البريطانى «بروكول» بعيار نارى، وفى 18 فبراير 1922 بشارع قصر العينى قتل ع مستر «الدرد براون»، وفى 24 مايو 1922 فى شارع الفلكى، قتل البكباشى «كيف» أحد كبار ضباط البوليس الإنجليز، وفى سنة 1923 قتل ضباط وجنود بريطانيين وأشخاص آخرين بإلقاء قنابل عليهم.
 
اعترف «فهمى» بارتكابه عمليات القتل لجنود وضباط الاحتلال، وفى يوم 22 مايو 1925، قضت محكمة الجنايات بإحالة أوراقه إلى المفتى، وأجلت الحكم على باقى المتهمين وهم أحمد ماهر والنقراشى وحسن كامل الشيشينى وزملاؤهم، ولأنه كان من أبناء الشعب البسطاء المدفوعين فقط بالعطاء الوطنى، أثار انتباه الزعيم سعد زغلول باشا، وكذلك الكاتب الروائى يحيى حقى، فسجلا تعاطفهما الكبير معه. كان «حقى» ممن حضروا جلسة «22 مايو» وسجل شهادته عما رآه فى كتابه «خليها على الله»عن»دار الهلال-القاهرة»: «كان يتتبع باهتمام العامة ما يدور من كلام عويص بين القضاة والمحامين، وظل نظرى مثبت على وجهه، لا أستطيع أن أقول أن وجهه شاحب أو مذهول، لم يكلم واحد من زملائه أولاد البلد فهم مشغولون بأنفسهم، ولا واحد من شركائه السياسيين المثقفين الجالسين وراءه»، أما سعد زغلول فكتب فى مذكراته التى ينقل منها مصطفى أمين عنها ما حدث بعد النطق بالحكم عليه:«لم يهتم الجمهور بشأنه، ولا أستشعر بشىء من الأسف لحاله، إذ حصر كل همه فى الآخرين، والبحث عما ينتظرهم من الإدانة أو البراءة، والتهمة لم تكن سرقة مال ولا انتقاما شخصيا، بل لغرض سياسى قصده المحكوم عليه، وهذا الغرض فى حد ذاته يقطع النظر عن وسيلته، غرض محمود هو إنقاذ الوطن من أيدى غاصبيه، سار هذا الشقى لهذه الغاية فى الظلام، من غير أن يشعر به أحد، هو الآن قادم على الموت وما يرثى له أحد، لماذا انصرف الناس عنه؟.
 
فى ستينيات القرن الماضى احتفى شباب من بلدته «طوخ» بذكراه، فأطلقوا اسمه على الشارع الذى كان يسكن فيه، كما أطلقوا اسمه على المدرسة التى تلقى فيها تعليمه، واعتبر يوم 30 ديسمبر من كل عام هو اليوم السنوى لمدينة طوخ.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة