تتعرض المكسيك لتحديات كبيرة فى عام 2018، وذلك لأنه عام الاستعداد لعقد انتخابات فى ديسمبر 2018 ، من هذه التحديات أزمة بناء الجدار المكسيكى، وطرد المهاجرين، ولكن اليسار المكسيكى يعتبر الأكثر استغلالا للرئيس الأمريكى فى الحملات الانتخابية.
وأشعل ترامب الانتخابات المكسيكية مبكرا، حيث إن الانتخابات المقبلة ستضع ترامب فى مواجهة رئيس مكسيكى جديد، وحكومة جديدة اعتبارا من ديسمبر 2018 وحتى 2024، حتى أن مواجهة ترامب أصبحت العنوان الأبرز للمرشحين المحتملين للانتخابات المكسيكية التى بدأ الحديث عنها مبكرا، وعلى الرغم من العلاقات التى طالما جمعت البلدين والتى جعلت المكسيك ثالث أكبر شريك تجارى للولايات المتحدة، فضلا عن اقتسامها 2000 ميل تقريبا من الحدود المشتركة مع الولايات المتحدة إلا أن ترامب اختار منذ دخوله البيت الأبيض اتباع نهج تحريضى ضد المكسيك فى محاولة لإثبات أنه "رجل صعب".
وقالت صحيفة "بروثيسو" المكسيكية إن استغلال الأزمة القائمة بين المكسيك وترامب فى الانتخابات المكسيكية تتناسب مع اليسار المكسيكى الذى يمثله مانويل لوبيز أوبرادور والذى يعتبر فى صدارة المنافسين للانتخابات ، وترى الصحيفة أن ذلك ليس خطيرا فقط بل أنه خطأ أيضا.
وقال أوبرادور إن: "ترامب ليس بشخصه المؤثر على الانتخابات المكسيكية، إنما نحن نجعل المكسيك تتحدى الإجراءات التى يتخذها ترامب للحفاظ على المصالح الوطنية المكسيكة ضد الإدارة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن أبوبرادور دائما يتخذ ترامب أداة للفوز فى الانتخابات المكسيكية، حيث إنه قال من قبل "ممارسات ترامب غير مقبولة.. لن نقبل مثل هذه المضايقات بعد الآن"، مشيراً إلى أنه حال فوزه سيتبنى سياسات أكثر حزما مع الإدارة الأمريكية وسيكون للمكسيك ردود مختلفة.
ويحتل المرشح اليسارى قمة استطلاعات الرأى، مستغلا الحشد الشعبى الذى تزايد ضد واشنطن بفضل ممارسات ترامب العدائية، وقالت الصحيفة إن أوبرادور، مؤسس وقائد حركة التجديد الوطنى حصل على 33% من دعم المصوتين بزيادة 4% عن شهر نوفمبر الماضى، متقدما بواقع 6% عن السيدة الأولى السابقة، مارجريتا زفالا، المرشحة الرئاسية المحتملة عن حزب العمل الوطنى المحافظ.
ووصف أوبرادور الرئيس الأمريكى الجديد بأنه "مغرور واستبدادى"، معتبرا أن تحركات ترامب تجاه المكسيك "عدوان خارجى"، وقال: "ترامب يرتجل.. ربما أنه متنمر لكن هذه استراتيجية سياسية محكمة، فهو يتصرف بالطريقة التى يطلب منه التصرف بها"، مشيرا إلى وجود فريق من خلفه، وعندما ذكر أمام السياسى المكسيكى اسم "ستيفن بانون"، أجاب: "إنه أحد الأشخاص الذين يخبرون ترامب ماذا يفعل، فالرئيس الأمريكى لا يستيقظ من نومه إلا ليغرد ضد المكسيك".
ويشكك أوبرادور فى حمائية ترامب العدوانية، قائلا إن "عرقلة التجارة مع المكسيك لن تعيد الوظائف إلى الولايات المتحدة، ولا شك فى فشل هذه الاستراتيجية، وبمجرد أن يدرك ترامب ذلك، سيعود إلى رشده، وسرعان ما سنجد ترامب آخر".
أما المرشح الآخر فى الانتخابات المكسيكية، فهى مارجريتا زفالا، المرشحة الرئاسية المحتملة عن حزب العمل الوطنى المحافظ، فهى زوجة الرئيس السابق فيليب كلاديرون الذى سبق بينيا نييتو، وهى على النقيض من أوبرادور، إلا فى أمر واحد يجمعهما وهو المعارضة الصريحة الشرسة ضد ترامب، فهى تتحدث بقوة ضد الرئيس الأمريكى على الرغم من أنها مترددة دائما فى الحوارات الصحفية، فهى تبلغ 49 عاما وعضو سابق فى بمجلس النواب، وتعمل مدرسة فى المرحلة الثانوية منذ أكثر من عقدين.
وقالت زافالا فى بداية حملة ترامب الإنتخابية "ترامب يصفنا باللصوص، وإنه خطاب كراهية"، مشددة على أن "عدم احترام ترامب للمكسيك أمر لا يجب ألا يتم التسامح معه".
وتعهدت زافالا فى بداية إعلان ترشحها بالعمل على تحسين الاقتصاد وتعزيز سيادة القانون فى المكسيك، وكانت زافالا عضو سابق فى الكونجرس المكسيكى عن حزب العمل الوطنى الذى ينتمى ليمين الوسط، وأثار الغضب العام من الإفلات من العقاب والفساد السياسى وركود النمو الاقتصادى سخطا على نطاق واسع على حكومة الرئيس إنريك بينينا نييتو التى تنتمى للحزب الثورى التأسيسى، ولكن بعد فوز ترامب فى الإنتخابات الأمريكية ووصوله إلى البيت الأبيض أصبح هو التحدى الأكبر للفوز فى الانتخابات المكسيكية فى 2018.
أما من الجانب الاقتصادى ، فإن الاقتصاد المكسيكى يتعرض لتحديات فى عام 2018 ،ووفقا لخورخى فلوريس كيلى مؤلف كتاب "تفكير المكسيك" فإن هناك أربع تحديات من شأنها ان تؤثر على المكسيك فى العام المقبل، وهى:
1- السياسة النقدية للولايات المتحدة والزيادة فى أسعار الفائدة فى مجلس الاحتياطى الاتحادى، مما ينطوى على تأثير مباشر على ارتفاع أسعار الفائدة فى المكسيك ،والتكافؤ بين البيزو والدولار، وشراء السلع، والقوة الشرائية بالدولار.
2- نافتا: فمن المتوقع صدور قرار حول استمرار اتفاقية التجارة الحرة فى مارس القادم، أو الغاءها كما يرغب الرئيس الأمريكى، وكانت مواقف المكسيك والولايات المتحدة وكندا فى بعض الأوقات قد انحرفت عن بعضها البعض ويوجد منذ بداية العام حالة من عدم اليقين حول ما سيتم من مناقشات بين الأطراف الثلاثة، حيث وصلت الآن الاتفاقية الى طريق صعب خاصة بعد فشل محادثات الجولة الخامسة وحالة عدم الرضا من المسئولين المكسيكين والكندين فى الوقت الذى يبحث فيه ترامب عن إلغاء الاتفاقية وحسب.
وتعرف نافتا بإنها معاهدة لإنشاء منطقة تجارية حرة ما بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تم توقيعها وأصبحت سارية المفعول عام 1994، وتعتبر مصادقة الكونجرس الأمريكى على الاتفاقية هى البداية لإنشاء هذا التكتل.
وتعد نافتا وسيلة لعدم فرض الضرائب على البضائع عند استيرادها، مما ساعد على زيادة حجم التبادل التجارى وخفض التكلفة على المستهلكين .
3- الموافقة على الإصلاح المالى الذى اقترحته إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لخفض الضرائب المفروضة على الأفراد والشركات، الأمر الذى سيغير التدفقات الاستثمارية من المكسيك، إلى جارتها الشمالية، وذلك حيث إن الشركات لا تستجيب فقط للتغيرات المالية للاستثمار بل إلى الحوافز الأخرى من التجارة الخارجية والأنظمة والتطور التكنولوجى والابتكار والبنية التحتية.
4- والانتخابات فى المكسيك فى ديسمبر 2018 ، ووفقا لماريو دى أجويرو، المدير العام للتجارة الإلكترونية فى المكسيك فإن هناك آثار سياسية وانتخابية على استهلاك قطاع التجزئة وخاصة الاحتياجات الأساسية للمكسيكيين من حيث أنشتطهم اليومية مثل الغذاء والدراسة والعمل والترفيه.
