أكد الدكتور عدلى السمرى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن هناك عدة معايير يحدد عليها مفهوم التحرش عالميًا، مشيرًا إلى قيم المجتمع تتغير يترتيب عليها تغير فى السلوك ذاته.
وأضاف السمرى، خلال ندوة "خرافات حول ظاهرة التحرش"، المنعقدة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ضمن فعاليات حملة الـ 16 يوم لمناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بوحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بالجامعة تحت شعار "معًا ضد التحرش"، أنه يجب على الجميع معرفة معايير التحرش، مشيرًا إلى أنه لوقت قريب لم يكن هناك مادة فى القانون المصرى، ومادة التحرش فى القانون المصرى تتحدث عن 3 مراحل للتحرش للعقوبة بدءًا من الفعل الفاضح، ثم هتك العرض، وفى النهاية الاغتصاب.
وأشار إلى أن القانون وتعديل تلك المادة الهدف منه تغليظ العقوبة الخاصة فى بندى هتك العرض والاغتصاب، هتك العرض يمكن أن يكون للفردين الذكر والأنثى، والاغتصاب مواقعة أنثى دون إرادتها، مؤكدا أن التحرش لم يصبح فعل يقع على الإناث فقط، ولكنه أصبح هناك أطفال ومراهقين، والمتحرش غالبًا ليس بغريب عن الضحية، مشيرًا إلى أن المتحرش يكون فى نطاق المعرفة للضحية.
وأوضح السمري، إن هناك خرافات عديدة يشهدها مفهوم التحرش للجميع، أبرزها أن المجتمع المتشدد يشهد أعلى نسب التحرش أمام نظيره المنفتح، مؤكدًا أن هذا ليس بصحيح، مضيفا أن أعلى نسب التحرش تأتى فى المجتمع المتحرر لأن العقوبة فى قانون الدول المتحررة يأتى عقابًا على الجانى فقط، فيما يأتى العقاب قمعى وليس تعويضى فى المجتمع المتشدد؛ لأنه يرى السلوك الحادث الخاطئ يمس المجتمع بأجمع وليس فرد بعينه، مؤكدًا أن جميع المجتمعات بها التحرش ولكنه يتغير معاييره وفقًا لقيم المجتمع ذاته.
وأشار إلى أن هناك خرافة أخرى أن التحرش دافع جنسى بالدرجة الأولى، ولكن التحرش لا يكمن فى هذا الدافع ولكنه يأتى فى المقام الأول العنف، كما أنه وفقًا للمعايير العالمية فأن المسافة بين الفرد والأخر لا تقل عن 30 سم بين الجالسين سويًا فى أى موضع اجتماع، مشيرًا إلى أنه فى حالة دخول أحد فى القاعة المنعقدة بها الندوة يمكن أن يقول أن هناك تحرش حادث فى القاعة.
وأكد أستاذ علم الاجتماع أن التحرش يحدث فى جميع المؤسسات، مشيرًا إلى تحدث رب العمل مع الموظفة حول أمور عائلية تخصها يعد تحرش وفق المعايير العالمية، موضحًا أن هناك من التحرش يطلق عليه التحرش المرئى أيضًا وهو الذى يحدث من خلال الصور والفيديوهات.
وقال الدكتور عدلى السمري، إنه ألا يجب أن يدفع خطأ الأخرين أن يجعل الفرد يخطأ، وذلك تعليقًا على مقولة "ما هى لابسة ضيق، لابسة مكشوف، وهكذا"، وذلك عندما تُلام الضحية أمام حادثة التحرش، موضحا أن حل مشكلة التحرش يكمن فى تنشئة جيل يحترم جسده وجسد غيره، مشيرًا إلى أن هذا الحل له العديد من المعايير أبرزها أن لكل فرد حر فيما يرتديه ولكن على الأخرين احترام ذلك ولا يدفعهم لارتكاب سلوك خاطئ لابد أن يحترم الفرد جسد الأخر، مشيرًا إلى أن أخر خط الدفاع فى التربية والضبط أصبح منهارًا وهو الأسرة، مؤكدًا جميع خطوط التربية والتنشئة أصبحت منهارة من مدارس وسلوكيات والمجتمع.
وأوضح أن الغش أصبح حق وليس جريمة، مؤكدًا أن التربية فى الأسرة أصبحت منهارة فالعديد من الأسر لا تعرف شيئًا عن أبنائها، فأصبح كل شيء مباح، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن تلام الضحية ولكن يجب ألا تكون هدف لهذا، مشيرا إلى أن التحرش يحدث عندما تكون الضحية فمكان لوحدها فى ساعة متأخرة وترتدى ملابس وكأنه تعلن عن نفسها، قائلًا: "ومع هذا ليس هذا الفعل مبررًا لفعل التحرش، والحل فعليًا فى احترام جسد الأخر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة