" زورونى كل سنة مرة.. حرام تنسونى بالمرة" هى واحدة من أشهر أغانى الراحل سيد درويش والتى يتذكرها محبيه رغم مرور سنوات طويلة على وفاته إلا أنهم لم يجدوه له مكاناً ليحيوا فيه ذكراه سوى الساحة المقابلة لمنزله بمنطقة كوم الدكه ليحيوا فيها ذكراه السنوية، وذلك الإهمال الذى طرأ على منزله القديم وإلقاء القمامة فيه واستغلال المحلات المجاوره فى وضع بضائعهم على جدار منزله .
ولد سيد درويش بمنطقة كوم الدكه عام 1892 وكانت له أعمال فنية استطاعت أن تحفر فى أذهان المصريين ذكريات عديدة منها ثورة 1919 والأحداث السياسية الهامة والنشيد الوطنى المصرى، حيث كانت مدينة الإسكندرية هى ملهمته فى الألحان والأغانى، حيث يجلس على المقهى المجاوره لمنزله ويصطحب عوده ويندمج فى الألحان ليخرج أفضل ما لديه.
ومع اقتراب موعد إحياء ذكرى ميلاد سيد درويش إلا أن منزله ما زال يحوطه الإهمال رغم كل المحاولات التى يبذلها محبو سيد دروش مع مسئولى الثقافة فى إحياء وترميم المنزل إلا أنه هناك تجاهل فى البدء فيه بدون أسباب واضحة، ويكتفى محبوه بإقامة احتفالية بساحة كوم الدكه بحضور المئات من الشباب ومحبى سيد درويش لإحياء تراثه وأغانيه من جديد فى ليلة فى حب "سيد درويش".
منزل سيد درويش
وبالقرب من منزل سيد درويش تجد قهوة عليها صورة كبيرة للموسيقار الراحل وهى قهوته المفضلة التى كان يجلس عليها يوميا وسط أصدقائه ليجالسهم وينتج الألحان والنغمات التى خرج بها علينا وأصبحت من أهم الألحان فى العالم العربى.
ومازال يحتفط رواد القهوة بالمقتنيات القديمة التى كان يستخدمها الأجداد فى القهوة والمقاعد القديمة ويسمعون من حين لآخر عدد من ألحانه وأنغامه.
ومع اقتراب الاحتفال بذكرى سيد درويش خرج علينا بلاغ يطالب بالكشف عن سبب وفاة سيد درويش التى كانت ولا زالت غامضة فى الوسط الفنى ولم يكشف عنها وسط شائعات عديدة.
توفى فى التاسع من سبتمبر عام 1923 فى ظروف غامضة، وهناك روايات عديدة قيلت لتفسير وفاته، منها رواية السيدة حياة صبرى، التى قيل إنه تزوجها عرفيا، وقالت إن أحد الأشخاص من عائلة الجريتلى وضع المورفين فى كأس الويسكى للشيخ سيد درويش قاصدا قتله، وادعت أن الشيخ سيد بالصدفة كان متناولا لجرعة من الكوكايين، ليتفاعلا معا ويكونا سمًّا تسبب فى قتله".
كما أن هناك رواية أخرى حول الأمر، هى رواية حفيدة الشيخ سيد درويش نفسها، التى ادعت أن جدها توفى داخل العائلة وأنه لم يتعاط الكوكايين إلا مرة أو مرتين نتيجه طلب وإلحاح أصدقائه، نافية رواية السيدة حياة صبرى، وأشار المحامى طارق محمود إلى بعض الأخبار المتواترة حول تفسير سر موت الشيخ سيد درويش بأن الاستعمار الإنجليزى وراء الأمر، إذ جنّد أحد أفراد الأسر القريبة من الشيخ سيد لتضع له السم فى الطعام.
تضاربت الأقاويل حول موت الشيخ سيد درويش، إذ كتب الدكتور فؤاد رشيد فى جريدة الشعب "عدد 2 أبريل 1958"، أن الشيخ سيد درويش مات نتيجة أزمة قلبية سببها الحزن، وقال طارق محمود إنه بعد كل تلك الرويات نتأكد من أمر واحد، أن هناك شبة جنائية شابت مقتل الشيخ سيد درويش، وهو الأمر الذى يشكل جريمة فى حق شخصية وطنية وفنية فريدة، ولهذا يجب الوقوف على حقيقة الأمر.
وطالب المحامى طارق محمود فى بلاغه للنائب العام بفتح تحقيقات عاجلة حول الأمر، وإصدار قرار بتشكيل لجنة مختصة من مصلحة الطب الشرعى، مهمتها استخراج رفات الشيخ سيد درويش من مقبرته الكائنة فى مقابر المنارة بالإسكندرية، فى ضوء توفر معلومات قوية عن وجود شبهة جنائية فى موته.
ويقول محمد حسين باحث فى الدراسات التاريخية بجامعة الإسكندرية، أنه لا داعى لتشويه الرموز التاريخية والفنية لدينا ببعض الشائعات التى تثير البلبة فى الوسط والمجتمع خاصة أن الموسيقار سيد درويش من أشهر وأفضل الفنيين فى تلك الفترة، واستطاع أن ينتج أعمالا فنية أثرى بها الفن ومنها الأغانى الوطنية التى لا زالت موجودة فى الأذهان حتى الآن.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن نتيجة الوفاة لن تفيد بشىء خلال الفترة الحالية ولن يُحاسب المتسبب فيها لمرور أكثر من تسعين عاماً على الوفاة والمتضرر الحقيقى هو محبو الموسيقار سيد درويش.
منزل سيد درويش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة