مسجد الرفاعى، أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، كونه أكبر مقبرة ملكية، يظله أقدم سقف خرسانى فى تاريخ مصر، تم بناؤه بـ"زاوية الرفاعى" المدفون بها الشيخ على أبى شباك الرفاعى، والموجود قبره بالمسجد، والذى تحول جزء كبير من المسجد إلى مقبرة ملكية، يحوى ملوك الأسرة العلوية "الخديوية" وأبرزهم الملك فاروق أخر ملوك مصر، ووالده الملك فؤاد، وجده رجل النهضة الثقافية الخديوى إسماعيل، وزوجات الأسرة الملكية،و شاه إيران محمد رضا بهلوى، بات هذا المسجد يهدده الاهمال، وتحاصره المجارى.
المجارى وجراج المركبات المتهالكة تحاصر المسجد
مسجد الرفاعى الذى يتفرد بعدة أمور يجعلك تخرج من بيتك قاصدا حضارة كبيرة، لكنك تصدم حينما تجدها غارقة فى المجارى الطافحة، والأسوار المتهالكة، والفرش البالى، والتجهيزات الخارجية المتخاصمة مع التراث وحتى مع الحداثة، مع وجود كولديرات مياه، و أبواب ومواتير مياه بأقفاص حديدية يأكلها الصدأ.
السبيل رمز الإحسان التراثى يتحول إلى كولدير
وتصدم حضاريا حينما تجد بباب الأثر الداخل كولدير، وضعه القائمون على رعاية أبرز المعالم الأثرية للدولة الخديوية، والموجود فى كنف القائد صلاح الدين الأيوبى، ليتحول السبيل رمز الإحسان فى هذه الحقبة إلى كولدير.
ويحيط بمسجد الرفاعى (مسجد الأولياء والملوك) سور أصابة الزمن وتتهده الرطوبة، وتقشر السور بفعل الرطوبة، وعوامل الجو.
حسرة تصيبك عندما تصل إلى باب المسجد الذى حوى التاريخ والحضارة ومقابر صانعوه، فتقف على باب المسجد لدى استقبال بركة من "تفل" الشاى و "طفى" السجائر على أرض ساحة المسجد، من الداخل، وتجد أبواب متعددة أحدها مفتوح والباقى مغلق لتجد من الداخل نفس الصورة على أبواب غرف موظفى الآثار، وحراس المسجد.
وتكتسى واجهة المسجد بالغبار لتتحول من اللون الأصفر الفاتح، إلى اللون الرمادى الغامق، حيث يغطى الغبار ملامح المسجد الجمالية، والأعمدة، والأبواب المتآكلة بالاحتكاك، والفرش غير اللائق، مع ترك سلالم الصيانة فى الواجهة دون تحريكها منذ فترة طويلة.
شروخ بقواعد الأعمدة وفرش متهالك لا يليق بالأثر الخديوى الهوية والعمارة
وتهدد المبنى التاريخى، والتراثى، شروخ موجودة فى قواعد أعمدة المسجد التى تحمل السقفين، الداخلى الخشبى، والعلوى الخراسنى، والذى يعد أقدم وأول سقف خراسنى فى مصر، ويفترش أرض المسجد سجاد بالية متآكلة بها بقع رطوبة تشربه السجاد من الأرض لبقاءه فى مكانه فترات طويلة.
غرفة الشاه الضيف مفتوحة للزوار
ويتفرد قبر شاه إيران بمسجد الرفاعى، عن باقى القبور الملكية المغلقة بالسلاسل بفتحه أمام الزوار، حيث يتواجد به عادة زهرة الزنبق، كشعار للمحبة والوفاء عند النبلاء والملوك، مع إشعال البخور، حيث يكسو الغرفة الرخام.
فى رحاب القائد صلاح الدين الأيوبى وسيدى الرفاعى
و يوجد بالمسجد مقبرتا الشيخان علي أبي شباك ويحيى الأنصاري، وكذلك مقابر الأسرة الملكية التي يرقد بها الخديوي إسماعيل وأمه خوشيار هانم منشئة المسجد وزوجاته وأولاده، والسلطان حسين كامل وزوجته، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول.
سرقة 6 مشكاوات من قبر الملك الأب فؤاد الأول لا تكفى للتنبيه إلى قيمة الأثر
ولم تكف سرقة 6 مشكاوات من غرفة الملك الأب "فؤاد الأول"، للتنبيه إلى قيمة الأثر، التاريخية، فى نفوس المصريين.
وقال الدكتور صلاح زكى، الأستاذ بجامعة الأزهر، ونائب رئيس الاتحاد الدولى للمعماريين، ورئيس لجنة المناطق التراثية بلجنة التنسيق الحضارى إن الأوقاف تبحث استقدام استشارى لترميم المسجد وإعادته إلى حالته الأولى.
وأضاف زكى، لـ"اليوم السابع" أن المسجد فى حالة معقولة ولا يتهدد لكنه بحاجة إلى استشارى على درجة كبيرة من الخبرة لأهمية المسجد والحاجة إلى أعمال صيانة تليق بتاريخه.
وقال الشيخ محمد عثمان البسطويسى، مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، إن وزيرى الأوقاف والآثار يجريان اتصالات بشكل مستمر لمتابعة العمل فى المساجد الأثرية حيث سيعقد الجانبان اجتماعا يجرى تحديده وانعقاده خلال أيام.
وأضاف البسطويسى، لـ"اليوم السابع" أن الجانبان يجريان دراسات وبحث ترميم مسجدى الرفاعى، والسلطان حسن للبدء فى العمل فى القريب العاجل، وترميم أرضيات ومنبر مسجد الإمام الشافعى، حيث سينعقد الاجتماع قبل بدء الترميم، للاتفاق على برنامج عمل قصير الأجل بخصوص هذه المساجد، وتبادل الآراء حول كافة المساجد المسجلة كآثار تتبع الجانبان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة