واجهت الإدارة الأمريكية إحراج كبير، الأسبوع الماضى، داخل الأمم المتحدة، عندما صوتت 128 دولة، بينهم اقرب حلفاء واشنطن، بتأييد مشروع قرار يدين خطوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هناك.
القرار جاء كاشفا عن عمق العزلة التى تواجهها الولايات المتحدة فى ظل سياسات الرئيس الأمريكى الحالى، المثيرة للجدل، لاسيما فى ظل إستخدامه لهجة حادة فى التعامل مع حلفاءه عندما هدد قبيل التصويت بساعات، بقطع المساعدات المالية عن الدول التى تصوت لصالح القرار.
وعلقت وكالة رويترز قائلة إن واشنطن وجدت نفسها معزولة فى ظل تصويت العديد من حلفائها الغربيين والعرب لصالح الإجراء الرافض لقرار ترامب، وأضافت أن بعض من أولئك الحلفاء، مثل مصر والأردن والعراق، هم مستقبلين كبار للمساعدات العسكرية والاقتصادية، غير أن هذا لم يثنيهم عن رفض قرار البيت الأبيض بحق القدس.
وأشارت الوكالة إلى أن مصر هى مقترحة مشروع القانون الذى يرفض قرار ترامب والذى حظى بتأييد جميع أعضاء مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة باستثناء واشنطن، وأضافت أن مصر والأردن، وهم أكثر دولتان إستثمرتا بقوة فى عملية السلام، لم تتخذا تهديد ترامب على محمل الجد بشكل يثنيهم عن العمل ضد قراره.
وهدد ترامب مرة أخرى، عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" قائلا: "بعد إنفاق 7 تريليونات دولار، بغباء، داخل الشرق الأوسط، حان الوقت للبدء فى إعادة بناء بلدنا".
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز قال وزير، رفض ذكر أسمه "الأمريكيون يعرفون أكثر من أى شخص آخر أن استقرار الأردن أمر حاسم للمصالح الأمريكية فى المنطقة"، وفى إطار التعاون الدفاعى ومجالات أخرى، تتلقى الأردن 1.2 مليار دولار سنويا من واشنطن.
وعلق رئيس الوزراء الأردنى السابق، طاهر المصرى، قائلا إن ترامب لا يمنحنا الأموال كمساعدات خيرية، فالأردن تلعب دورا إقليميا فى الاستقرار، ومع ذلك تقول الصحيفة إن بعض المسئولين الأردنيين أعربوا عن قلقهم بشأن تصرفات ترامب غير المتوقعة.
وأشار التقرير إلى أن مصر تقود الجهود الإقليمية لرفض قرار ترامب بشأن القدس وقد كانت وسيط رئيسى فى الإتفاقات المتعلقة بالسلام. ونقل عن إتش هيللر، خبير الشأن المصرى لدى المجلس الأطلنطى، قوله إن مصر على الأغلب تشعر بتأمين المساعدات العسكرية الأمريكية لها على الرغم من تهديدات ترامب.
ويقول التقرير إن مصر تمثل شريكا عسكريا مهما للولايات المتحدة، وكان تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، قد لفت إلى أن بعض برامج المساعدات، مثل برنامج المساعدات الخاص بمصر، هى من اختصاص الكونجرس، وبينما يمكن للرئيس أن يجمد المساعدات من جانب واحد، فإن إلغاءها سيتطلب تشريع جديد.
وعلقت الصحيفة الأمريكية، قائلة: "إنه من الصعب أن نرى كيف يمكن لترامب أن يستفيد من هذا التهديد لأنه قد ينطوى على قطع المساعدة المالية لأكبر حلفاء البلاد الاستراتيجيين فى الشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة