لا تتحرك الأجهزة والمسئولين فى المحافظات غير بوقوع الكارثة، خاصة بعدما شهدته محافظة قنا بداية الأسبوع الماضى من انهيار عقار مكون من 3 طوابق بمنطقة الزبيدى خلف مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى أسفر عن وفاة سيدتين، وإصابة أخرى، وتبين أنهم ثلاثة أشقاء يقيمون فى ذلك المنزل منذ عدة سنوات.
منطقة الزبيدى هى منطقة عشوائية تقع بالقرب من مقابر مدافن الموتى خلف مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، وهى ضمن المناطق العشوائية، يسكنها المئات من العائلات فى منازل صغيرة لاتتجاوز 70 مترآ، وأغلبها تم بنائها من الطوب الأخضر والأحمر من 50 عامآ ونظرآ لطول بناءها أصبحت معرضة للانهيار فى أى وقت وقد حدث بانهيار العقار الأخير المكون من 3 طوابق.
الأرض الذى تم بناء عليها تلك المساكن ملك للأهالى، وعندما قررت المحافظة حصر المناطقة العشوائية أدرجتها ضمن المناطق العشوائية، وأجرت فحص شامل للعقارات الموجودة بالمنطقة وتبين أن أغلب المنازل أيلة للسقوط، وأصدرت عدة قرارات إزالة لأكثر من 200 منزل.
لكن أغلب القرارات الخاصة بمنطقة الزبيدى الموجودة بقنا وضعت فى الأدراج المغلقة لمجلس مدينة قنا، ولم يتم تنفيذ قرارات الإزالة أو إخلاء العقارات الأيلة للسقوط، وتوفير بدائل سكنية للعائلات والأسر اللاتى تسكن فى منازل الموت، فهم لايحتاجون إلى مقابر ليدفنوا فيها فهم يقطنون بجوارها ويعيشون فى قبور معرضه للانهيار فى أى وقت.
اليوم السابع انتقلت إلى منطقة الزبيدى لرصد الكارثة قبل وقوعها خاصة أن الأهالى يفضلون الموت فى تلك المنازل خوفآ من التشرد، فلم توفر لهم المحافظة الحلول لإنقاذ حياتهم، باستحالة العيش فى تلك المنازل الأيل للسقوط.
جولتنا داخل المنازل كشفت حجم المعاناة التى يعيشها أهالى منطقة الزبيدى، فهناك من يعيشون فى غرف داخل المنزل تعرض باقى جوانبه وغرفة لأنهيار لكنهم مصرون على البقاء على الرغم من المخاطر الذى يتعرضون لها يوميآ، وينتظرون الموت فى كل وقت، وخاصة مع دخول فصل الشتاء الذى يصاحبة أمطار ورياح شديدة.
مشاهد المنازل متهالكة والحوائط يوجد بها شروخ ولا يخلو منزل من وجود أثار هدم للسقف فضلا على انتشار الثعابين والعقارب فمن يموت نتيجة انهيارات العقارات والمنازل يموت بلدغات سم الزواحف القاتلة التى تهاجم الأهالى باستمرار لقربهم من القبور والمنطقة الصحراوية المتاخمة لمسجد سيدى عبد الرحيم القنائى.
مكاريوس أرمينيوس أحد سكان المنطقة قال أغلب سكان منطقة الزبيدى يتمنون مغادرة تلك البيوت التى قد تتعرض للسقوط فى أى وقت، لكن لايوجد بديل المحافظة يجب أن يكون لها دور فى تحديد المستحقين وتعويضهم بشقق سكنية وتنفيذ قرارات الإزالة.
وقالت أم محمد: معايا 3 بنات وولدين أروح بيهم فين لو حدث قرار إزالة احنا كده كده ميتين ومنتظرين البيت يسقط علينا فجأه لأنى مفيش بديل نعيش فيه، مفيش حد يرغب أن يعيش فى منزل متهالك صادر له قرار إزالة وبه العديد من التصدعات لكن أحنا على قد حالنا ودى بيوتنا ومش معانا غيرها.
وقالت الحاجة فاطمة إن الشتاء بالنسبة لنا مصدر قلق فى المنازل الذى نقيم فيها متهالكة والسقف منهار أغلبه والأمطار التى تهطل فى الشتاء تغرق منازلنا، وقدوم الشتاء يعنى اقتراب أجل الموت للسكان والمنزل الذى أنهار مؤخرآ خير دليل على تهالك منطقة الزبيدى.
من جانبة قال أشرف أنور أمين رئيس مدينة قنا، أن العقار الذى انهار منذ عدة أيام وأسفر عن مصرع سيدتين وإصابة أخرى بمنطقة الزبيدى المجاورة لمسجد سيدى عبد الرحيم القنائى صادر له قرار إزالة منذ عام 2005 من قبل لجان فنية.
وأضاف لـ"اليوم السابع" أن منطقة الزبيدى بقنا، يوجد فيها منازل صادر لها قرارات مبنية بالطوب القديم، وأن المنزل المنهار صدر له قرار إزالة وأمتنع الأهالى عن مغادرته بناء على تقارير هندسية بأن تلك المنازل معرضة للانهيار فى أى وقت، وأجرينا حصر شامل وستكون هناك حملات لتنفيذ تلك القرارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة