- سارة ومحمد وأسماء حكاية 3 شباب قرروا دعم الصم بتعلم لغتهم
- فريق العمل: نقص السمع مش نقص عقل.. انتوا بتتكلموا بالشفايف وإحنا بنتكلم بالإشارة اتعلموها علشان تفهمونا
- الفنانة أمينة خليل: فرحانة بالعرض والمواهب جداً.. وانجذبت للفكرة الرائعة
- أطباء: الصم والبكم يحتاجون للدعم النفسى ولديهم مواهب عديدة
- محمد بشير: المسرحية فكرة رائعة أثبتت للجميع أن الأصم مثل أى شخص عادى
«قالوا الكلام ولا السمع قلنا الإحساس بيوصل الضحك والوجع».. هكذا يعبر الصم والبكم عن أنفسهم ومواهبهم.. يعيشون فى عالم صامت حياة هادئة، ولكن كثيرا ما تعتريهم صرخات مكبوتة بسبب معاناتهم مع المجتمع وعدم استيعابهم فيه، لديهم مواهب عديدة مدفونة، يستطيعون الغناء والتمثيل والرقص والتعبير بالإحساس، ويستطيع الكثيرون تحدى الظروف لإثبات مواهبهم، والتأكيد على أنهم لا ينقصهم سوى أن يشعر بهم المجتمع ويمنحهم فرصة.
.jpg)
هكذا عبرت مسرحية «العطر»، للمخرج محمد علام عن هموم الصم والبكم ومواهبهم ومشاكلهم، فالمسرحية مكونة من 5 من المتكلمين و7 من الصم وضعاف السمع، وتعمل على كسر كل الحواجز والقيود التى يكبل بها المجتمع الصم والبكم، لتثبت للجميع أن الفن إحساس والموهبة إتقان، وأن الصم والبكم بإمكانهم الإحساس بالفن وتقديمه والتعبير عن أنفسهم بلغة الإشارة.
والعرض المسرحى عبارة عن مجموعة من المشاهد التى تناقش مشاكل الصم وضعاف السمع فى المجتمع، ومنها عدم فهم الناس للغتهم، كما تعبر المسرحية عن أحلامهم وطموحاتهم فى نقابات خاصة بهم، وأن يتعلم الناس لغة الإشارة حتى يستطيعوا التعامل معهم وفهمهم وتشجيع مواهبهم.
.jpg)
وفى السطور التالية نعرض مشكلات الصم والبكم وتجارب المشاركين منهم فى المسرحية وكيف عبروا عن أنفسهم وأزماتهم ومواهبهم بلغة الإشارة.
حياتى قبل التمثيل مكنش ليها أى معنى
«سافو» أحد أبطال المسرحية من الصم والبكم.. بعيونه وإحساسه وخفة ظله استطاع أن يجذب الجميع، بموهبته غير حياته الصامتة ولم يجعلها تقتصر على مهنته فى صناعة الحلويات، واستطاع بإصراره أن يكون بطلا مسرحيا.
تحدث سافو معنا بلغة الإشارة قائلا: «اختلفت حياتى بعد التمثيل، فقديما كنت بائسا لا يوجد فى حياتى شىء غير العمل فى صمت، والآن أثبت للجميع أنى أصم، ولكنى أستطيع أن أنشر البسمة».
.jpg)
وأضاف: «نفسى الناس تتعلم لغة الإشارة وخصوصا الضباط والأطباء، ليكون هناك لغة تواصل بيننا، فنحن نواجه مشاكل كثيرة بسبب عدم فهم الناس لنا»، وتابع: بعد نجاحى فى المسرح أستعد لفيلم جديد.
أنا ناقص سمع وكلام بس مش ناقص موهبة وعقل
«نفسى يكون فيه مسلسلات وأفلام مترجمة بلغة الإشارة، نفسى أضحك لما أشوف مشهد كوميدى فى التليفزيون، نفسى الناس كلها تتعلم لغة إشارة»، هذه هى أحلام وطموحات «سيف صلاح الدين» بطل المسرحية، وهو واحد من 7 ملايين أصم فى مصر، يحلم بأن يراه المجتمع كمواطن عادى، وأن يكون له حقوق ودور إيجابى، لذلك قرر أن يظهر موهبته للجميع بإحساسه وبدون كلام.
وقال سيف: «أنا فنان أصم أمتلك موهبة وطاقة كبيرة يمكن ربنا سبحانه وتعالى أخذ منى نعمة الكلام والسمع، لكن الفن إحساس مش كلام».
.jpg)
وتابع: «نحن شريحة كبيرة من الصم نمتلك مواهب مختلفة ومنها «التمثيل، الرسم، العزف، وفكرة المسرحية مناقشة حقوق وأحلام الصم وضعاف السمع فى شكل تمثيل وضحك ورسائل وبكاء».
وأنهى كلامه: «هدفنا أن نوصل إحساسنا للجميع، فالصم وضعاف السمع أبطال، ولكن يحتاجون فقط للاهتمام والدعم، أنا ناقص سمع وكلام بس مش ناقص موهبة وعقل وواثق إنى هحقق حلمى».
لازم الناس كلها تتعلم لغتنا
وعن أحلام أبطال مسرحية «العطر» من الصم وضعاف السمع قالت «آية» إحدى أبطال المسرحية من الصم: «طول عمرى أعشق التمثيل ونفسى أكون ممثلة مشهورة، وكنت أشارك فى العروض المدرسية ثم التحقت ببيت الفنون المسرحى، وتعرفت على مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب وبعد الاختبارات تم اختيارى من ضمن مجموعة مسرحية العطر».
.jpg)
وأضافت: انجذبت للفكرة وخصوصا أنها تناقش مشاكلنا فى عدم القدرة على التواصل مع الآخرين بسبب لغة الإشارة التى لا يعرفها الكثيرون، والحمد لله حقق العرض نجاحا كبيرا بين المتكلمين والصم».
وعن أحلام «النجمة آية» تقول: «الصم وضعاف السمع يشكلون 5 ملايين تقريبا، وأهدافنا وأحلامنا واحدة، وهى أن يكون لنا فى كل مكان وخصوصا المصالح الحكومية مترجم للغة الإشارة يستطيع أن يتعامل معنا ويفهم ما نريد قوله، وأن يكون لنا نقابة لحل مشاكلنا وتوفير احتياجاتنا، وأن نتعامل مثل باقى أفراد المجتمع بشكل طبيعى، ولكن نشعر دائما أننا مهمشون».
.jpg)
وقال عمر هشام، مترجم الإشارة بالمسرحية: «فكرة المسرحية مبنية على الدمج بين المتكلمين والصم والمشاكل التى يواجهها الصم وضعاف السمع فى المجتمع».
وأضاف: «فكرة التمثيل بالنسبة للصم وضعاف السمع مش صعبة والدليل على ذلك أن بطل مسرحية العطر هو سيف صلاح الدين من الصم، والحمد لله كان هناك تفاعل إيجابى من الجمهور».
وأوضح أن فكرة الدمج لم تكن فى العرض فقط، ولكن فى الجمهور أيضا، حيث يحضر العرض جمهور مختلط من الصم والمتكلمين، وقرر عدد كبير من المتكلمين بعد مشاهدة العرض أن يتعلموا لغة الإشارة.
.jpg)
وأضاف: الحمد لله وزارة الداخلية كرمت المسرحية، وطالبت باستمرار العرض لحضور طلاب كليات الشرطة، ونتمنى أن يشاهدها الجميع وخصوصا طلاب المدارس، ليكون لديهم وعى كافٍ بالتعامل مع الصم وضعاف السمع».
فيما أبدى عدد من الفنانين الذين حضروا العرض إعجابهم بالمسرحية، وقالت الفنانة أمينة خليل، فى تصريحات لـ«اليوم السابع»: مبسوطة جدا بالعرض وبالمواهب الشابة، أنا بحب المسرح جدا ودرسته، وانجذبت لفكرة وجود عرض مسرحى للصم وضعاف السمع، وأنا مؤمنة أن الفن إحساس مش كلام وأى شخص يمتلك الموهبة والكاريزما والإحساس يستطيع أن يكون ممثلا موهوبا».
.jpg)
الأطباء النفسيون: الصم وضعاف السمع قادرون على النجاح.. ولكنهم يحتاجون الدعم النفسى
وعن الجانب النفسى للتعامل مع الصم وضعاف السمع، قال الدكتور محمد هانى، استشارى الطب النفسى: الشهرة والنجاح لأى شخص طبيعى تعزز الثقة بالنفس والسعادة والرضا، فما بالك بشخص يعانى من مشاكل صحية مثل الصم وضعاف السمع.
وأوضح أن فريق مسرحية العطر أبطال ونجوم فى عالم الصم، واستطاعوا بموهبتهم وخفه ظلهم أن يجذبوا الجمهور لهم بدون كلام، ولكن باستخدام إحساسهم ولغة الإشارة، فكان رد فعل الجمهور إيجابيا، وأثر ذلك على الحالة النفسية للنجوم وشعورهم بأن لهم قيمة فى المجتمع.
وأضاف أن هناك جزءا مهما فى العلاج النفسى يسمى «العلاج بالفن» يشمل الرسم والغناء الرقص والتأليف، وغيرها من الفنون، مؤكدا أن هذه الطرق فى العلاج ترفع الروح المعنوية وتعزز الثقة بالنفس وتمحو الشعور بالنقص والحرمان، وتساعد على استعادة الشخصية وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، ويستطيع الشخص الذى يعانى من الصمم أن يثبت لنفسه وللجميع أنه رغم حرمانه من بعض النعم فإنه حقق أهدافه وتفوق فى أشياء عجز عنها بعض الأسوياء.
.jpg)
وأكد الاستشارى النفسى أن أى شخص لديه طموح ويحتاج للدعم والتصفيق، مشددا على ضرورة أن نقف بجانب الصم وضعاف السمع وأن نتعلم جميعا لغة الإشارة، حتى يكون لهم دور فى المجتمع لأنهم يمتلكون العقل والفكر ولا ينقصهم شىء.
فيما قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن ذوى الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتها يحتاجون للدعم النفسى والتشجيع، لأنهم قادرون على إتقان كل الوظائف والمواهب، ولكن مشكلة المجتمع هى عدم الاهتمام بهم وعدم توفير فرص عمل ملائمة لهم.
وأضاف أن الصم وضعاف السمع متعددو المواهب، فمنهم الرسامون والنحاتون، والممثلون الذين برعوا ونجحوا فى العرض المسرحى «العطر»، مؤكدا أن هذا له تأثير نفسى إيجابى عليهم، ويجب أن يتعامل معهم المجتمع على أنهم أصحاء وليسوا معاقين، وأن نتعلم جميعا لغة الإشارة، مشيرا إلى أنه إذا أردنا أن نشعر بمعاناتهم علينا أن نتخيل أنفسنا فى بلد أجنبى ولا تتقن اللغة السائدة، وهو إحساس صعب ومؤلم بعدم وجود لغة حوار متبادلة.
لغة الإشارة للجميع.. «شباب وهبوا حياتهم للصم وضعاف السمع»
«لغة الإشارة للجميع»، هى الأمنية التى اتفق عليها الصم وضعاف السمع، والتى حققها لهم بعض الشباب الذين وهبوا حياتهم لتعليم وإتقان لغة الإشارة.
«أسماء وسارة ومحمد» ثلاثة شباب استمعوا لمطالب الصم وضعاف السمع ونشروا لغة الإشارة فى المجتمع من خلال الفيديوهات والكورسات الخاصة بلغه الإشارة، ووراء كل منهم حكاية كانت سببا فى إصراره على تعلم وتعليم هذه اللغة.
.jpg)
الأب توفى بسبب جهل الأطباء بلغة الإشارة فقررت ابنته نشرها
سارة الجوهرى، نجلة الفنانة التشكيلية حنان النحراوى، هى مترجمة لغة الإشارة بمسرحية «العطر» وواحدة من الفتيات اللاتى وهبن حياتهن لمساعدة الصم وضعاف السمع، فمنذ طفولتها وقبل أن «تتكلم» أتقنت لغة الإشارة حيث كان والداها أصمين كان التعامل فى الأسرة يتم بلغة الإشارة.
وبعد وفاة والدها الأصم بسبب عدم فهم الأطباء له، قررت سارة أن تنقذ الصم وضعاف السمع بشتى الطرق وأن تنشر تعليم لغة الإشارة، من خلال ترجمة الأغانى والأحداث على صفحات السوشيال ميديا، لتساعد الصم وضعاف السمع على فهم ما يدور حولهم، ومن أشهر الفيديوهات التى حققت نجاحا لها ترجمة أغنية حملة مجدى يعقوب الإعلامية «ارسم قلب». وقالت سارة لـ«اليوم السابع»: «مسرحية العطر حققت نجاحا كبيرا وتركت أثرا إيجابيا فى المجتمع، والدليل على ذلك هو مطالبة الجمهور باستمرار العرض».
وتابعت: فى الفترة الحالية اتجهت للفن، ولكن بلغه الإشارة من خلال تدريب الفنانات على لغة الإشارة، إلى جانب حملات التوعية فى الجامعات والمدارس بأهمية تعلم هذه اللغة.
موقف فى الشارع سبب تعلم أسماء لغة الإشارة
«أسماء خير»، فتاة نوبية وطالبة فى كلية الخدمة الاجتماعية وأخصائية تخاطب، موقف صغير ترك أثرا كبيرا بداخلها، عندما وجدت أصم تائها فى الشارع، وسألها عن العنوان، ولكنها لم تستطيع الرد على إجابته، ومنذ هذه اللحظة قررت أسماء أن تتعلم لغة الإشارة لتساعد الصم.
وقالت أسماء لـ«اليوم السابع»: يجب أن يتعلم الجميع لغة الإشارة فالصم وضعاف السمع يعانون من عدم فهم الناس لهم، وأنا الآن أتعلم لغة إشارة وأترجم الفيديوهات للصم على السوشيال ميديا، واشتركت فى فريق «افهمنى»، وهو نشاط فى جمعية نوبة الخير، الهدف منه هو محو أمية لغة الإشارة فى المجتمع المصرى.
.jpg)
وتابعت: «الاهتمام بالصم وضعاف السمع من حقوق الإنسان وليس إحسانا، والأصم شخص طبيعى لا ينقصه شىء، يريد فقط أن يتفاهم ويتعامل دون صعوبة».
لا فرق بيننا فالأصم يتحدث باليدين والمتكلم يتحدث بالشفايف
وقال محمد عمر بشير، مترجم إشارة بالنقابة المستقلة للعاملين بترجمة لغة الإشارة وإخصائى تخاطب: بدايتى فى ترجمة لغة الإشارة كانت فى الجامعة، وهى فكرة اتحاد الطلاب لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة من خلال كورسات للغة الإشارة، ثم تطوعت فى العديد من الجمعيات الخيرية لخدمة الصم وضعاف السمع وتوعية الشباب بكيفية التعامل معهم».
وأضاف: يعانى الصم وضعاف السمع من قصور فى جميع النواحى فى المجتمع فلا يوجد لهم تعليم ولا وظيفة مناسبة، وأغلبهم يعمل فى الحرف مثل النجارة والحدادة وغيرها، حتى فى المدارس لا يوجد مدرسون متخصصون فى لغة الإشارة، ولا يوجد برامج تعليمية مترجمة، الأدهى من ذلك هو سوء التعامل البشرى فأغلب الناس تنفصل عنهم وكأنهم غرباء فضلا عن المضايقات التى يتعرضون لها».
وعن مسرحية «العطر» قال بشير: «مسرحية العطر فكرة رائعة أثبتت للجميع أن الأصم مثله مثل أى شخص عادى لديه مواهب وأفكار ويستطيع أن يحقق أحلامه، الفرق بيننا أنهم يتحدثون باليدين ونحن بالشفايف، وأتمنى أن يهتم بهم الجميع».
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
