تشرق أشعة الشمس فى ظاهرة فلكية نادرة على المحور الرئيسى لمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، وذلك بعد غد الخميس، "يوم الانقلاب الشتوى"، الذى يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء فى نصف الكرة الشمالى.
وتتميز هذه الظاهرة، التى تحدث يوم الانقلاب الشتوى فى معابد الكرنك، عن التى تحدث نفس اليوم فى معبد قصر قارون، بأن زائرى الكرنك سيتمكنوا من رؤية قرص الشمس وأشعتها التى تنتشر فى جميع أرجاء المعبد، فى حين أن ضوء الشمس فى معبد قصر قارون سينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة فقط.
وسيتمكن زائرو الكرنك من رؤية قرص الشمس، وهو يتوسط البوابة الشرقية، والتى تقع على المحور الرئيسى له، والذى يمثل أقصى الجنوب الشرقى للأفق الذى تشرق منه الشمس، والذى يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوى، وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك (الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الاله آمون )، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار.
ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته فى إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذى اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللاحركة، ولذلك كان من الضرورى توفير أكبر قدر من الضوء فى ساحات المعبد المختلفة، خاصة فى فصل الشتاء، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.
وبالنسبة لمعبد قصر قارون بالفيوم.. فستشرق الشمس على قدس أقداس المعبد، الذى كرس لعبادة الإله سوبك "الإله ذو رأس التمساح"، وستتعامد الشمس أولا على قرص الشمس المجنح على مدخل المعبد، ثم تتعامد على المقصورة الوسطى والمقصورة اليمنى، ولكنها لا تتعامد على المقصورة اليسرى وربما يكون التعامد على تمثال الإله فى المقصورة اليمنى وعلى المركب فى المقصورة الوسطى، ولا تقترب الشمس من مومياء التمساح التى تمثل إله التمساح سوبك، لأن المومياء المفترض أنها فى العالم الآخر المظلم.
ويقع معبد قصر قارون جنوب غرب بحيرة قارون، ويبعد عن مدينة الفيوم بحوالى 50 كيلومترا، ويرجع تاريخه إلى العصر البطلمى، ويقع ضمن مدينة "ديونيسوس"، والتى تأسست فى القرن الثالث ق.م،ويتكون المعبد من صالتين تؤديان إلى قدس الأقداس، وهو عبارة عن 3 مقاصير، وكان يوضع القارب المقدس فى المقصورة الوسطى وعلى المقصورتين الجانبيتين كانا يوضع بها تماثيل للآلهة.
وتؤكد ظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما فى معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذى يسجل فيه التعامد بدء فصلى الزراعة والحصاد.
يذكر أن أشعة الشمس، قد تعامدت يوم 9 ديسمبر الحالى على قدس أقداس معبد الدير البحري، الذى شيدته الملكة حتشبسوت فى حضن جبل القرنة غرب مدينة الأقصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة