أعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة انه يجرى حاليا التنسيق مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لتعزيز دور التكنولوجيا الحديثة في المجالات الصناعية وذلك من خلال تنفيذ استراتيجية وزارة الصناعة لتنمية مراكز البحوث والابتكار الصناعي بهدف تحقيق معدلات تنمية عالية في كافة المجالات وتقليص فجوة التطور العلمي السريع بما يحقق التوازن مع القوى العالمية والتكتلات الاقتصادية الجديدة وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة.
واشار إلى أهمية بناء أنظمة معلومات متطورة داخل المصانع لدعم اتخاذ القرار الفعال والسليم والمساهمة في التفاعل الإيجابي مع المتغيرات التي تشهدها مصر في أقل زمن وبأقل تكلفة، وكذا تفعيل قنوات اتصال بين القطاعات المعنية بالتنمية التكنولوجية وإدارة المشروعات القومية.
تصريحات قابيل جاءت خلال سلسلة الاجتماعات التى عقدها بمقر وزارة التجارة والصناعة مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور رؤساء مجالس ادارات شركتين يعملان فى مجال تصنيع المنتجات البلاستيكية والإطارات ، حيث تناولت الإجتماعات سبل تحقيق الربط بين الصناعة الوطنية ومنظومة البحث العلمي وتعزيز دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير وتحديث الصناعة المصرية.
وقال وزير التجارة والصناعة إن عقد هذه الاجتماعات المكثفة تأتى فى اطار حرص الوزارة على تعزيز أطر التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بما يسهم في تحديث وتطوير الصناعة المصرية ورفع قدرتها التنافسية، وكذا تنمية الاستثمارات والمشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتقديم الدعم الفني للمشروعات الصناعية، مشيراً الى حرص الحكومة على دفع منظومة البحث العلمى والتطوير خاصة وان مصر تمتلك الكوادر البشرية والعقول اللازمة لانجاح هذه المنظومة.
وأشار قابيل إلى ضرورة ربط مشروعات الابتكارات الجديدة بمنظومة الصناعة الوطنية، بهدف الاستفادة من هذه الابتكارات في تطوير وتحديث القطاعات الصناعية، فضلاً عن أهمية توفير آليات تسويقية للترويج لهذه المشروعات بما يعود بالنفع على الاقتصاد القومي، لافتاً إلى أهمية توفير دورات تدريبية متخصصة في آليات التسويق والترويج الحديثة لأصحاب الابتكارات الجديدة.
ونوه قابيل إلى أن الوزارة قامت خلال العام الحالي بإنشاء عدد كبير من المجمعات الصناعية المتخصصة في عدد من المحافظات لدعم الصناعة الوطنية وربط المشروعات الناشئة والصغيرة بالمشروعات والمصانع الكبيرة لتحقيق مزيد من الترابط والتكامل الصناعي بين المؤسسات الصناعية، لافتاً إلى أن الوزارة تستعد حالياً لطرح عدد من الأراضي الصناعية بجوار مجمع الصناعات البلاستيكية بمرغم حيث سيتم تخصيص الأراضي للمستثمرين شريطة أن تكون الصناعات البلاستيكية التي تنتجها لا يتم تصنيعها بالسوق المصري حالياً وذلك لتشجيع تصنيع المنتجات البلاستيكية التي تستوردها مصر بكميات كبيرة لتقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم وتعزيز الصناعة المحلية.
وأضاف قابيل أن الوزارة تعمل على تطوير مراكز التدريب المهني التابعة لمصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني المنتشرة في كافة محافظات الجمهورية لتلائم متطلبات واحتياجات الصناعة بالتعاون مع القطاع الخاص، مشيراً إلى أن هذا التعاون قد أسفر مؤخراً عن شراكة مع مؤسسة غبور للتنمية والتى قامت بتطوير مركز تدريب مهنى سيارات إمبابة التابع للمصلحة ، حيث نجحت المؤسسة فى تطوير البنية الأساسية والمباني الخاصة بالمركز وعمل صيانة كاملة للماكينات والمعدات والورش لتيسير عملية الشرح وتوفير كل الاحتياجات التدريبية اللازمة لسير العمل بالمركز وتزويده بالمعدات والأجهزة الحديثة.
وأكد وزير التجارة والصناعة أهمية تكرار هذه التجربة في النهوض بالتعليم الفنى والتدريب المهنى فى مصر باعتباره المحرك الأساسى لدفع عجلة الاقتصاد القومي والضمانة الحقيقية لاستدامة وتنافسية الصناعة المصرية محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أن هناك فرصة كبيرة لخلق شراكة بين الوزارة والقطاع الخاص لتطوير مراكز الكفاية الانتاجية وهو ما سيسهم في توفير التدريب اللازم للشركات الصناعية.
ومن جانبه أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى حرص الوزارة على ربط البحث العلمى بالصناعة، مشيراً الى ان الوزارة لديها العديد من الشراكات مع الجهات الصناعية وخاصة الواقعة بنطاق الجامعات والمراكز البحثية.
وأضاف الوزير أنه من الضرورى الاستفادة من العقول البشرية بمصر وخاصة الباحثين بالجامعات والمراكز البحثية في مختلف التخصصات لخدمة المشروعات الصناعية، مشيراً الى اهمية تفعيل مبادرة استاذ لكل مصنع مع كافة الجهات بهدف حل المشكلات الصناعية وتحقيق التطبيق العلمى لمخرجات البحث العلمى بما يتناسب مع استراتيجية الدولة للعلوم والبحث العلمى.
واشار عبد الغفار إلى ان هناك استراتيجية لتطوير التعليم الفنى على مستوى المعاهد الفنية التابعة لوزارة التعليم العالى مؤكداً على اهمية وجود معهد فنى تكنولوجى بكل منطقة صناعية يقوم على تحقيق ربط البحث العلمى بالصناعة، لافتاً الى اهمية تحقيق ذلك بمنطقة برج العرب باعتبار قلعة صناعية كبيرة.
واوضح وزير التعليم العالى أن الوزارة بصدد انشاء 8 جامعات تكنولوجية فى ضوء استراتيجية مصر 2030 ، مشيراً الى انه تم بالفعل بدء العمل في 3 منها بالقاهرة الجديدة وقويسنا وبنى سويف
ومن جانبه أشار المهندس الدكتور مجدي الطاهري، رئيس مجلس إدارة شركة روبكس للصناعات البلاستيكية إلى أن الشركة تنفذ حالياً 36 مشروع بحثى جديد لتطوير كافة المنتجات التى تنتجها الشركة، مشيراً إلى أن الشركة تعمل حالياً على انشاء حضانات صناعية لنقل الخبرات واستيعاب صغار المصنعين وتقديم التدريب الفني لهم تمهيداً لبدء مشروعاتهم الصغيرة.
كما لفت المهندس فكرى القيسونى العضو المنتدب لشركة بيريللى لتصنيع الاطارات إلى أن الشركة تدرس حالياً انشاء مركز مستقل للابحاث والتطوير لها بالسوق المصرى خلال الثلاث سنوات المقبلة، مشيراً الى ان انشاء هذا المركز سيسهم بصورة كبيرة في الارتقاء بصناعة الاطارات في مصر بصفة خاصة وخدمة الصناعة الوطنية بصفة عامة.
واضاف أن هذا المركز سيكون الاول في مصر في مجال ابحاث وتطوير قطاع انتاج الاطارات في مصر، مشيراً الى ان البنية الاساسية لانشاء المركز متوفرة حالياً بالمصنع.
واشار القيسونى الى ان الشركة تصدر معظم انتاجها لاسواق قارة اوروبا ودول الخليج العربى وفي قارة افريقيا والبرازيل، لافتاً الى ان الشركة تستهدف زيادة انتاجها بالسوق المصرى بنسبة 30% خلال المرحلة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة