أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

من حمل السكين وفصل «الكف» عن يد شاب المنصورة؟!

الإثنين، 18 ديسمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح الفريق الطبى بمستشفى المنصورة فى إعادة «الكف المقطوع» إلى «يد» الشاب بعملية جراحية صعبة، وبقى السؤال الصعب، من قطع اليد؟! وأى مشاجرة تلك التى تنتهى بقطع اليد كلية وفصلها عن الكف؟! وأى مجتمع هذا الذى ينتهى فيه خلاف بين اثنين إلى هذه القسوة؟! ومَن مِن شبابنا امتلك الجرأة وحمل السكين واتخذ القرار لهذا الفعل المجرم؟!
 
واقع مؤلم يدفعنا لطرح عشرات الأسئلة عن المسار الذى يتحرك له مجتمعنا، عن مزيد من القيم التى تنهار يوما بعد يوم، وكثير من العلاقات الإنسانية التى نتجرد منها دون أن ندرى حتى نكتشف فى النهاية أن جيلا جديدا بعد عقد أو عقدين من الزمان بعيد كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا التى تربينا عليها.
 
عبر بحث بسيط فى المواقع الأخبارية رصدت عشرات القصص المؤلمة التى تكشف الحال الصعب لواقعنا المؤلم.. البداية من محافظة سوهاج.. توأماى الصغيران يرددان من وقت لآخر كلمات داليدا فى أغنيتها الشهيرة.. سوهاج بلد المووايل.. سوهاج يا عروسة النيل.. بينما سوهاج تشهد أكبر وأخطر جريمة فى العام 2017، سيدة تحرق 3 أطفال فى «فرن خبز» ثم تخفى الرماد فى «شيكارة».. التفاصيل أكثر إيلاما عند قراءتها.. سيدة اشتركت مع حماتها فى خطف الأطفال ثم قتلهم ثم إحراقهم ثم إخفاء الرماد فى فرن بحوش المنزل.. عامان متواصلان يواصلان اختطاف الأطفال وقتلهم بنفس الطريقة.. لا أعلم الموقف النفسى للسيدة وحماتها، ولكن أعرف أن سيداتنا فى الصعيد كن أكثر طيبة من ذلك وأن شيئا ما تغير يحتاج لتحليل.
 
حتى محافظة بنى سويف.. المحافظة التى خرج منها الإمام البوصيرى صاحب العبارات البديعة فى مدح الرسول «محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجمِ».. حتى هذه المحافظة لم تخل من جريمة تهز مجتمعنا، سيدة أنجبت طفلا، ثم قررت أن تلقيه إلى المجهول فعذبته ثم تركته داخل مقطورة جرار زراعى أمام مستشفى سمسطا المركزى.. جنت عليه مرتين بالتعذيب والإلقاء إلى المجهول، ولا أستطيع أن أصفها بالأم.. الواقع أنها ليست أما أو أن مصطلح الأم يحتاج إلى إعادة تعريف فى مجتمعنا.
 
قبل شهر ونصف انتشر مقطع فيديو لطبيب يجلس فى صيدلية يتابع عمله، وفجأة يقتحم الباب 5 أفراد يحملون أسلحة بيضاء ويحطمون محتويات المكان ويعتدون على الطبيب حتى سقط مغشيا على الأرض، المشهد بتفاصيله مربك ومخيف، من أين جاء الشباب بهذه الصفات الغريبة؟! وأى تعليم حصلوا عليه حتى تتحول الصيدلية عندهم من مكان مقدس يقدم العلاج إلى مكان تنتهك قدسيته بممارسة البلطجة على أصحابه فقط لخلاف بين الصيدلى وأحد أقارب الجناة؟! قد يكون مشهدا عبثيا، لكنه يعكس الواقع المؤلم.
 
الثلاثاء قبل الماضى أعلى طريق المحور عند ميدان لبنان، شابان بزى راقٍ يستقلان دراجة بخارية، أسمع أصوات من الخلف وسط الزحمة «عجلة قدام يا أستاذ علشان نعدى» يمران فعلا ويتجاوزان الطريق بين صفوف السيارات، وفجأة أجد أحد الشباب يعبر بالموتوسيكل حاجز الطريق بطريقة بهلوانية ليقف فى الجانب الآخر من الطريق، بينما الشاب الآخر يهرول مسرعا ليلحق به، وبعدها بثوانٍ يعلو صوت رجل أربعينى من أحد السيارات، الحقونى أنا اتسرقت، سرقوا موبايلى من إيدى، لا أحد يستطيع نجدته أو مساعدته، فر الشابان بالموتوسيكل بعد أن سرق أحدهما الهاتف المحمول، دقائق وتحرك الطريق وطويت الجريمة.. تمتم الرجل بكلمك منكم لله وبقى أثر الجريمة فى نفسى.. يدق الخوف من كل موتوسيكل أقابله على الطريق حتى لو كان حسن النية، وأصبح التعامل مع أى عابر طريق من خلف زجاج السيارة خوفا من سارق الموبايل الذى هو نفسه قاطع يد شاب المنصورة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة