علماء الأزهر يقصفون جبهة السلفيين.. فتاوى تحريمهم التهنئة بعيد الميلاد هى والعدم سواء.. الداعية أحمد المالكى: المشاركة باحتفالات الكريسماس برا بغير المسلمين.. والدكتور محمد الشحات: لا يفهمون مقاصد الشريعة

الإثنين، 18 ديسمبر 2017 09:00 م
علماء الأزهر يقصفون جبهة السلفيين.. فتاوى تحريمهم التهنئة بعيد الميلاد هى والعدم سواء.. الداعية أحمد المالكى: المشاركة باحتفالات الكريسماس برا بغير المسلمين.. والدكتور محمد الشحات: لا يفهمون مقاصد الشريعة الداعية أحمد المالكى ومحمد الشحات الجندى عضو مجلس البحوث الإسلامية
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم الاحتفالات الرسمية والشعبية التى تقام فى مصر بمناسبة ذكرى أعياد الميلاد، إلا أن التيار السلفى له رأيا آخر فى هذه المناسبة، حيث يحرم المشاركة فى مثل هذه الاحتفالات، ليس هذا فحسب بل يعتبرها اعترافا بعقائد وملل غير المسلمين.

 

ومع اقتراب موعد مناسبة أعياد الميلاد، صدرت فتوى سلفية تدعو لعدم المشاركة فى أعياد الميلاد، بزعم أنها تخالف نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح، الأمر الذى انتقده بشده دعاة أزهريون وأساتذة بمجمع البحوث الإسلامية، معتبرين مثل هذه الفتاوى هى والعدم سواء.

بداية الأمر، عندما أصدر الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى، بيانًا يحتوى على فتوى تحمل عنوان "النبى والصحابة لم يحتفلوا بالكريسماس" قال فيه :"نحن مسلمون، وعلينا أن نقتدى بالسلف الصالح، والسلف لم يحتفلوا بالكريسماس، وليس هناك آية أو حديث فى الحث والحض على المشاركة فى هذه المناسبة، بل هناك نصوص تنهى عن الاحتفال بهذه الأعياد التى تخص غير المسلمين".

ودعا "عبد الحميد" لتدشين ما سماه "حملة مقاطعة للكريسماس"، مضيفًا: "أنصح بعدم المشاركة فى هذا العيد غير الإسلامى، فعقيدة المسلمين الصحيحة ترفض الاحتفال بهذه المناسبات غير الإسلامية.

 

"المُقَرر فى فتوى دار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من مجاملة غير المسلمين وتهنئتهم أو مواساتهم فى أى مناسبة تحل بهم"، بهذه الجملة انتقد الداعية الأزهرى أحمد المالكى الفتوى السلفية التى تحرم الاحتفال فى أعياد الميلاد.

وأضاف "المالكى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "السؤال الذى يطرح نفسه: هل ورد دليل عن النبى صلى الله عليه وسلم أو الصحابة يُحرم تهنئة غير المسلمين وبخاصة فى مناسبتهم الاجتماعية والوطنية؟، مضيفًا: "فإن قيل: بأن ابن القيم - رحمه الله - نقل الإجماع على ذلك، فنقول: إن الإجماع حتى يتحقق لابد من استناده على دليل صريح واضح، وإذا عدمنا الدليل الصريح، فلا أقل من أن يستند إلى الأصول والقواعد الفقهية العامة، فالله لم يترك عباده هملا، ولم يتعبدنا بأحكام لا نعرف لها علة ولا حكمة، ودعوى الإجماع دون الاستناد إلى ما ذكرنا سابقًا تكون هى والعدم سواء، اللهم إلا إذا حملناها على الحربيين الذين يحاربوننا فتكون صحيحة.

وأضاف :"إنما يجوز ذلك وخاصة تحت قانون المواطنة الذى نحيا بظله، ولا سيما إذا كان هناك ترابط وتفاهم وتواصل كالقرابة والمجاورة فى المسكن أو العمل أو صلة المصاهرة بين المسلمين وغيرهم، فهو من البر الذى لم ينهنا الله عنه، بل يحبه كما يحب الإقساط إليهم، مسشتهدا بقول الله: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين"، مضيفًا: "والبرُّ درجة أعلى من القسط، فالمسلمون يتقرَّبون إلى الله ببرِّ هؤلاء الذين يخالفونهم فى العقيدة، ما داموا لم يحاربوهم أو يظلموهم!!".

وأضاف الداعية الأزهرى: "ومن تتبع سير الصالحين ومواقفهم يجد من الألفة والإحسان مع غير المسلمين المسالمين لهم ما لا يخطر على بال أحد؛ حتى ساد الأمن والاستقرار آنذاك، وهذا هو التطبيق الأمثل للإسلام، وليس فى ذلك خروج عن الدين، أو فيه نوع من الحرمة، كما يرى بعض المتشددين، فالدين يُسرٌ لا عُسرٌ، ولما ورد فى "صحيح البخارى": «وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ»، ونسأل الله السلامة وأن يجنبنا الزلل إنه ولى ذلك والقادر عليه، وحفظ الله مصر وأهلها ورزقها الأمن والاستقرار.

 

وبدوره، هاجم الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، فتاوى السلفيين التى تحرم الاحتفالات المشاركة فى أعياد الميلاد، قائلًا:" مثل هذه الفتوى تثير البلبلة وتصدر عن شخصيات لا تفهم مقاصد الشريعة الإسلامية"، مضيفًا: " الاحتفال بعيد الميلاد فى حد ذاته وحلال ولا مانع من المشاركة فى أعياد مولد سيدنا المسيح عليه السلام، الذى يعتبر من رسل أولى العزم، فهذا أمر جدير بالاحتفال".

وأضاف "الجندى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "يجب أن يتوقف هؤلاء –أى السلفيين- عن مثل هذه الفتاوى، التى تثير البلبلة" مضيفًا :" هؤلاء يقولون أن الاحتفالات بأعياد الميلاد حرام لأنها بدعة وكل بدعة ضلالة، لكنهم لا يدركون أن البدعة أمرا جديدا يخالف الشرع وهذا لا ينطبق على الاحتفالات بأعياد الميلاد فالله سبحانه وتعالى يقول "وذكرهم بأيام الله" أفليس مولد سيدنا المسيح من أيام الله.

 

 

واختتم كلامه قائلا :" الاحتفالات حلال لكننا نحن لا نرضى بأن يحتوى الاحتفال على أمور مخالفة للشرع كشرب الخمور ومثل هذه المحرمات".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة