على مدار سنوات ماضية عانى خلالها أصحاب البازارات السياحية من تراجع أعداد السائحين إلى محافظة أسوان، الأمر الذى وصل إلى تبدل معالم السوق السياحى الشهير بالمحافظة، فبعد أن كان مقصدا للسائحين ونادرا ما تجد وسط رواده مصريين، تبدل حاله بعد أن غير العديد من أصحاب البازارات السياحية نشاطهم لبيع الملابس القطنية الحريمى والاطفالى.
ومنذ عام بدأت تدب الروح للسوق من جديد، بعد بدء توافد الحركة من جديد فعادت المحلات لمهنتها القديمة، ولكن ماذا الذى يقف حائلا أمام أصحاب البازارات بعد ازدياد أعداد الزائرين، السطور التالية توضح معاناتهم والمقترحات التى يقدمونها لوزير السياحة والشركات لإنقاذ مهنتهم من الضياع.
جانب من المعروضات بالسوق السياحى
الحاج حسن: الزبون المصرى أفضل من الاجنبى وغيرت نشاطى بحثا عن لقمة العيش
يروى الحاج حسن على، صاحب إحدى البازارات السياحية بالسوق السياحى، أنه يعمل بهذه المهنة منذ 38 عاما، عندما كان طفلا بالمدرسة فلا يعرف مهنة غيرها، ورغم ذلك اضطر لتغيرها وتبديل نشاطه لعدة سنوات لبيع الملابس الاطفالى حتى يتمكن من الانفاق على أسرته، لكن بعد عودة السياحة تدريجيا قرر العودة إلى مهنته منذ 4 أشهر فى بيع التحف الفرعونية بمختلف أشكالها.
وأكد قائلا: الزبون المصرى حاليا أفضل من الأجنبى، وده بسبب سياسية شركات السياحة اللى قررت إلغاء الجولة الحرة من الأجندة السياحية، فانقطعت رجل السائح الاجنبى من السوق، وأصبح السائح المحلى هو مصدر رزقنا الوحيد".
وأوضح الحاج حسن: هناك تعاقدات تتم بين شركات السياحة وبعض البازارات السياحية الكبرى بطريق الخزان، أثرت على حركة السياحة بالسوق، فأصبح السائح يشترى التحف الفرعونية من بازارات محددة مقابل أن تدفع هذه المحال نسبة عمولة قدرها 70% لهذه الشركات، فعندما يأتى الينا الزبون الأجنبى يأتى مفلسا يكتفى بالمشاهدة على التحف فقط".
أحد أصحاب البازارات يرون مشكلاتهم لليوم السابع
صاحب بازار سياحى: بعض المحلات المتعاقدة مع الشركات تستغل الفرصة لرفع أسعار التماثيل لأكثر من الضعف
واتفق معه فى الرأى، الحاج محمد أحمد، صاحب بازار سياحى، أن نظام التعاقدات مع البازارات السياحية بالقرى النوبية وطريق الخزان، أدى إلى تدهور أوضاع العاملين بالسائحين إلى 90%، وأصبح الاعتماد على السائح المحلى خلال أجازة منتصف العام.
وأوضح أن البازارات السياحية المتعاقدة مع الشركات، تستغل الفرصة وترفع أسعار التحف والتماثيل التى تعرضها فورقة البردى التى يبدأ سعرها من 20 جنيها ممكن تصل قيمتها بهذه المحلات إلى 500 جنيه.
وأوصى أنه لابد أن تعود الجولة الحرة بالسوق السياحى على الأجندة السياحية، ولم تقتصر على زيارة المعابد والقرى النوبية فقط.
وفيما يتعلق بأشهر التحف والقطع الفنية التى ينجذب إليها السائحين، فأكد أن كل جنسية تنجذب لنوع معين فالسائح الفرنسى يفضل اقتناء الأحجار الكريمة والصدف، بينما يفضل الانجليزى على شراء التماثيل الفرعونية، والايطالى يعجب بالقطع التى تدل على جلب الحظ مثل الجعران والقطة السوداء.
أحد أصحاب بازارات السوق السياحى مع محررة اليوم السابع
مرشد سياحى: السوق السياحى بلا تأمين من الشرطة
ومن جانبه أكد خالد سيد، مرشد سياحى سابق وبائع بإحدى البازارات السياحية، قائلا: الأزمة تكمن فى المسئولين عن صناعة السياحة فى مصر، كيف نرغب فى الارتقاء بالمهن التى تقوم على السياحة ونهمل سوق سياحى هام بلا قوات تأمين، فالسائح لم يذهب فى منطقة غير متوفر بهل سب التأمين فى ظل الأحداث الإرهابية الراهنة، لذا لابد أن نهتم بعناصر التأمين حتى يعود السوق إلى سابق عهده، ثم نلتفت إلى كيفية الترويج لمنتج السياحة بالخارج والعمل على تحسين مستوى الطرق والشوارع الرئيسية بالمحافظة التى تنتشر بها القمامة فى أبرز المزارات السياحية.
السوق السياحى من اهم مزار للسائحين إلى سوق للملابس الشعبية
افتقاد عنصر الأمان وتعامل البائعين مع السائحين بعشوائية وراء حذف الجولة الحرة
فى حين أوضح عبد العال عبد الكريم، صاحب بازار سياحى، أن حذف جولة السياحية من أجندة السائح يرجع لتغيير نشاط السوق السياحى بالكامل، فأصبح عدد البازارات السياحية محدود للغاية، فلماذا يأتى السائح إذن.
كما أوضح أن هناك أسباب أخرى لحذف الجولة أبرزها عدم قدرة البائعين صغار السن على التعامل مع السائح، فالتعامل مع السائحين فن ويحتاج لخبرة، التى يفتقدها الشباب، كما الإهمال الذى ضرب بالسوق من انتشار القمامة أثر على قيمته بعد أن كان يتربع على عرش أجندة الوافدين للمحافظة.
التماثيل الفرعونية بإحدى البازارات
ومن جانبه أكد أحمد كامل، صاحب بازار سياحى، الزبون الأجنبى الوافد الينا خلال هذه الفترة زبون فقير، فقيام شركات السياحة بخفض قيمة الرحلة إلى أسوان انعكس على نوعية الوافدين إلينا، فأصبح أغلبهم من محدود الدخل، واختفى الزبون الغنى فى ظل هذه الرحلات منخفضة التكلفة، مما أثر على حركة البيع والشراء فى البازارات السياحية.
وأوضح قائلا: أنه برغم أنه يعمل فى هذا المجال منذ عاما إلا أنه اضطر إلى تغيير نشاطه فى بيع الساعات اليدوية والعطور، بعد تدهور السياحة خلال الفترة الماضية، وأوصى بضرورة عودة الجولة الحرة وزيادة تكلفة الرحلة السياحية لجذب نوعيات أعلى من السائحين.
القطع الفنية بالسوق السياحى
"شركات السياحة" ترد: السوق السياحى يزخر بالقمامة وانتشار الباعة الجائلين وراء تدهوره
وجاء رد غرفة شركات السياحة والسفر بأسوان على هذه الاتهامات، حيث أوضح عبد الهادى محمد، رئيس الغرفة، أنه بالفعل هناك تعاقدات تتم بين الشركات والبازارات السياحية بطريق الخزان، وذلك بعد أن قررت العديد من الشركات إعطاء الأفضلية لعدد من البازارات فى هذا المكان، مرجعا ذلك لعدة أسباب أهمها تدهور مستوى البازارات بالسوق السياحى الذى أصبح يزخر بالقمامة والإشغالات التى تعرقل حركة السائحين وتعطى مظهر سيئ للمحافظة، فأصبح السائح لايتمكن من التحرك بحرية وسط الباعة الجائلين.
كما لفت رئيس غرفة شركات السياحة، لـ"اليوم السابع"، إلى أن تميز البازارات السياحية بطريق الخزان، التى أصبحت على مستوى عالى من الكفاءة لاستقبال السائحين مع تطوير عنصر التسويق للزائر يميزها عن غيرها من الأماكن، فهناك يستمع السائح إلى شرح توضيحى لكل منتج موجود بالمتجر، مما يجعل السائح يستمتع بعملية الشراء، وهذا ما تفتقده محال السوق السياحى الذى يركز بها البائع على بيع التحف فقط دون تسويقها بشكل جيد، كما أن تركيز الرحلات السياحية على المزارات بشمال أسوان أدى إلى صعوبة نقل السائح إلى السوق السياحى الذى يقع بوسط المدينة.
واقترح رئيس الغرفة حلول للارتقاء بوضع بازارات السوق السياحى، الذى يعتبر من اهم معالم المحافظة، مؤكدا على ضرورة العمل على رفع الإشغالات التى تعرقل حركة الزائرين والعمل على تأمينه ونظافته حتى يعود إلى سابق عهده كواجهة هامة بالمحافظة.
الجعران أهم القطع التى يقبل عليها السائحين لجلب الحظ
أحد أصحاب البازارات بالسوق السياحى
السوق السياحى بأسوان
القط الأسود أهم تماثيل بالبازارات السياحية
جانب من المعروضات بالسوق السياحى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة