سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 ديسمبر 1969.. أبطال الجيش الثانى يأسرون الضابط الإسرائيلى «أفيدان» فى أول عملية بعد نكسة 5 يونيو 1967

الخميس، 14 ديسمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 ديسمبر 1969.. أبطال الجيش الثانى يأسرون الضابط الإسرائيلى «أفيدان» فى أول عملية بعد نكسة 5 يونيو 1967 الظابط الإسرائيلى أفيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية، تكليفا إلى قائد الجيش الثانى الميدانى اللواء عبد المنعم خليل بضرورة الحصول على أسرى من العدو الإسرائيلى، فدارت العجلة للتنفيذ، ووقعت أول عملية يوم 14 ديسمبر عام 1969، وفقا لتأكيد «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل -1967 1970 عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة».
 
جاء هذا التكليف ضمن عمليات حرب الاستنزاف التى خاضها الجيش المصرى ضد إسرائيل، وبدأت فى أغلب الآراء فى مارس عام 1969، غير أن الفريق فوزى يؤكد أنها بدأت مع نهاية حرب يونيو 1967، طبقا لمذكراته «حرب الثلاث سنوات -1967 1970» عن «دار المستقبل العربى – القاهرة»، وحسب «جنيدى» فإن هذه الفترة من يونيو 1967 حتى أغسطس 1970 تنقسم إلى عدة مراحل هى، المرحلة الأولى: الصمود من يونيو 1967 حتى أغسطس 1968، المرحلة الثانية: الدفاع النشط من سبتمبر 1968 حتى فبراير 1969، المرحلة الثالثة: المعارك من مارس 1969 حتى أغسطس 1970.
 
ووفقا لهذا التقسيم، فإن تكليف الفريق فوزى وتنفيذه يقع فى «المرحلة الثانية» ويقول عنه : «وضعت الخطط المنفذة لهذا التكليف، وبدأت التشكيلات فى التمهيد لهذه العملية الضرورية، ونجحت الفرقة الثانية المشاة فى قطاع اللواء 117 مشاة جنوب الإسماعيلية فى الحصول على أسير ضابط يسمى «دان أفيدان»، أثناء تحركه بعد الغروب عائدا إلى موقعه فى «الدفرسوار» فى سيارة جيب، وعادت به الدورية وسلمته حيا ومعه وثائق إلى القيادة العامة للقوات المسلحة» ويضيف فوزى: «دفعت التشكيلات عناصر من أفرادها مدربين تدريبا عاليا لتنفيذ مثل هذه المهام، وكانت الدورية المكلفة بالحصول على أسرى صغيرة فى الحجم، قوية فى رجالها وعزيمتهم وأسلحتهم، كانوا خمسة رجال، اثنين ضباط وثلاثة ضباط صف من سرية استطلاع اللواء 117 مشاة، عبروا قبل الفجر إلى الضفة الشرقية، وحفروا حفرا شخصية اختبأوا بها طول النهار حتى سنحت لهم فرصة عبور سيارة جيب عائدة إلى موقعها فى الدفرسوار».
 
كانت الخطة وفقا لفوزى هى: «رص أربعة ألغام على الطريق فى الحفر الموجودة فى الأسفلت وتغطيتها بنفس لون الأرض، وتقسيم أنفسهم إلى ثلاث مجموعات، اثنين اقتناص، واثنين تأمين، والفرد الخامس مراقبة، وإنذار وحراسة على الساتر الرملى خلفهم»، ويؤكد فوزى: «بالصبر والمثابرة وقوة التحمل تمكنت هذه المجموعة الصغيرة من أسر الضابط، بعد انفجار اللغم فى السيارة وقتل السائق نتيجة الانفجار، وتمكنوا من أسر الضابط الذى أصيب فى فخده وبطنه من الانفجار، وقال لأفراد الدورية بعد أسره: «أنا ضابط إدارى ماليش دعوة»، كما تم أسر رقيب إسرائيلى مصاب بإصابات خطيرة، وتعاون الأربعة على حمل الأسيرين مستخدمين البنادق والبطاطين كمحفة للنقل حتى وصلوا إلى الشاطئ الشرقى، وأعطى المراقب إشارته لتحرك القارب إليهم من الضفة الغربية، وتم نقل أسير واحد، أما الثانى فترك مكان الحادث، حيث توفى متأثرا بجراحه».
 
كان الضابط يسرى أحمد عمارة، أحد الذين شاركوا فى تنفيذ هذه العملية بعد تخرجه فى الكلية الحربية بشهور قليلة، ووصوله إلى الخطوط الأمامية للجبهة يوم 31 يوليو 1969، ويروى وقائعها فى حوار نشرته جريدة «الشروق - مستقلة - القاهرة»، وأجراه: إسماعيل الأشول: «فى ديسمبر من عام 1969، كان قائد كتيبتنا ضابطا من بنى مزار بمحافظة المنيا، يدعى عبد الله عمران، سأل عن هوية من أطلق النيران نحو الصهاينة، وكنت أطلقت النار عليهم بعد استشهاد مجند لدى من المنصورة اسمه توفيق الشافعى، وكان خريج تربية رياضية، ثم سألنى عن السلاح الذى أطلقت به النار عليهم، فقلت له «رشاش ميم ميم» فقال: «بكره هبعت لك ميم طاء»، أى مضاد للطائرات، وأرسل لى سلاحا نص بوصة يقتل من على بعد كيلو ونصف الكيلو متر، وقال لى: إذا مرت الدورية الإسرائيلية مرة أخرى خلص عليهم، وأرسلت ضابطا ومعه سلاح مضاد للطائرات، وضرب على الصهاينة، وانتهزنا الفرصة وتم أسر أحدهم، بواسطة النقيب أحمد إبراهيم، قائد سرية استطلاع اللواء 117، حيث استهدف سيارة جيب كانت قادمة من طريق بورسعيد، فقام بتدميرها، وأسر أول ضابط إسرائيلى، وقال: أبعت لى ناس تشيله، لأنه كان ثقيلا، وكان ملازما أول، اسمه دان أفيدان شمعون، وعولج من إصابته بالفخد أثناء عملية الأسر فى مستشفى المعادى، وكان من أوائل الأسرى الذين تمت مبادلتهم فى حرب أكتوبر 1973، لأنه قريب جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل».
يؤكد«فوزي» أن هذه العملية أصابت الإسرائيليين بذهول شديد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة