حذر عدد من الإعلاميين والصحفيين الدوليين من خطورة خطاب الكراهية خاصة الإعلام الإلكترونى لما يحمله ذلك من تحريض، مؤكدين فى مؤتمر "لا.. لخطاب الكراهية" الذى تستضيفه القاهرة وانطلقت فعالياته ظهر اليوم، أن القائمين على وسائل الإعلام عليهم التمييز جيدًا بين حرية الرأى والتعبير وبين التحريض وخطاب الكراهية.
ودعت الإعلامية نهال سعد، رئيس مكتب منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، لمكافحة خطاب الكراهية فى وسائل الإعلام فى ظل انتشار الإعلام الرقمى، مشددة على أهمية التفرقة بين حرية الرأى والتعبير وخطاب الكراهية الذى يتم بثه عبر الإعلام فى الكثير من الأحيان.
وأكدت نهال سعد، ضرورة أن يكون هناك دقة فى تناول موضوع من الموضوعات ويجب أن يكون الصحفى واعيا جدًا لما يقوم بكتابته وتحريره فى التقارير التى يتم تحريرها.
فيما دعا أستاذ الإعلام فى الجامعة الأمريكية فراس الأطروشى للبحث عن المبادرات المختلفة التى يتم طرحها لمواجهة خطاب الكراهية الذى يتم بثه عبر وسائل الإعلام، مشيرًا إلى وجود تغير فى التعاطى مع العمل الإعلامى مع دخول التكنولوجيا بشكل قوى فى الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن العالم أصبح أكثر استقطابًا من ذى قبل لذا يجب محاربة هذه الأجندات التى تتمسك بها التنظيمات المتطرفة عبر بثهم لخطاب الكراهية.
وأكد الأطروشى أننا بحاجة لإعلام مسئول يجابه خطاب الكراهية الذى يتم بثه عبر الإعلام، مشيرة لانضمام عدد كبير من الشباب إلى التنظيمات المتطرفة جراء خطاب الكراهية الذى يتم بثه، مشيرًا للانقسام السنى والشيعى فى بث خطاب الكراهية بين الطرفين.
ودعا إلى احتضان الشباب والتعاون مع شركات الإنترنت والمجتمع المدنى لوقف خطاب الكراهية بشكل كامل، مشددًا على أهمية التحقق من الأخبار واستخدام كل السبل لوقف خطاب الكراهية، مؤكدًا أن النجاح الأكبر سيكون عبر تعليم الشباب بشكل صحيح لإبعادهم عن التطرف.
بدورها قالت لمياء راضى رئيس القسم العربى فى الأسوشيدبرس، إن خطاب الكراهية يؤثر على الأطفال، مشيرة لبعض الأفلام الكرتونية التى يتم بثها للأطفال التى تؤثر على الأطفال وتبث خطاب الكراهية، مشددة على أهمية إلقاء الضوء على الأمور الإيجابية للمهاجرين.
فيما أكد مساعد رئيس تحرير ليبيا هيرالد، سامى زبطية، أن موضوع الهجرة غير الشرعية قضية مخيفة وتهدد المهاجرين الذين يتم تخويفهم عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا أن ليبيا طريق لأوروبا وهى دولة معبر للمهاجرين، موضحًا أن المهاجرين يتم احتجازهم فى ليبيا من قبل الميليشيات المسلحة حتى يتم تهريبهم لأوروبا.
وأوضح أن ليبيا بلد مستقطب بشكل كبير، موضحًا أن المشكلة التى تواجه المجتمع الليبى هو إنفاذ القانون، مشيرًا إلى عدم وجود مؤسسات فى ليبيا ما يصعب تدوين مدونات أخلاقية، موضحًا أن حالة الاستقطاب تؤثر بشكل كبير على وسائل الإعلام فى ظل الاستقطاب بالبلاد، مشيرًا لعدم وجود مدونة أخلاقية يتم الالتزام بها فى الإعلام الليبى، موضحًا أن ليبيا لا يوجد بها ميراث صحفى كالصحافة المصرية وعدم وجود قاعدة للقارئين للصحف.
بدوره قال عمرو طه رئيس المكتب الوطنى لمنظمة العمل الدولية فى مصر، إن هناك 10 ملايين مصر يقيمون بالخارج فى عدد من البلدان العربية والغربية يسهمون بـ20 مليار دولار، مؤكدًا ان مصر سادس أكثر متلقى للتحويلات المالية من المواطنين وهناك ثورة ديموغرافية فى مصر تشهد ارتفاع معدلات المواليد مقابل انخفاض معدلات الخصوبة فى الكثير من دول الغرب.
وأكد "طه" ان قائمة أغنى 500 شخص فى العالم ستكون 284 إذا ما تم نزع منها المهاجرين خلال الـ17 عامًا الماضية، موضحًا أن 39% من رابحى جائزة نوبل مهاجرون أو ينحدرون من جذور غير أمريكية، مشيرًا إلى أن المهاجرين السوريون يسهمون بـ800 مليون دولار فى الدول التى هاجروا لها.
فيما أشارت الصحفية راندا حبيب إلى أن بعض السلطات الحكومية تقوم بالتشجيع على خطاب الكراهية فى الإعلام، مؤكدة أن الأخبار الملفقة تحض على الكراهية وتخدع الناس، موضحة أن شعار "الدولة الإسلامية" لجأ إلى خطاب الكراهية والأخبار الملفقة.
وأكدت راندا حبيب أن حرية التعبير أمر ضرورى فى التعاطى مع الأخبار التى يتم نشرها، موضحة أن بعض المسئولين فى عدد من الدول كان لهم رد فعل رسمى على ما تم نشره فى وسائل الإعلام الغربية واعتبرت مسيئة للدين الإسلامى، داعية للتعاطى بشكل إيجابى مع حرية التعبير فى الخطاب الذى ينشر فى عدد من وسائل الإعلام.
وأوضحت أن خطاب الكراهية يؤثر على اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، مؤكدة أن تحميل المهاجرين مسئولية ما يجرى فى البلدان التى يعيشون بها حيث يتم تقديمهم كـ"غزاة" لتلك الدول، مشيرة إلى أن السلطات المغربية لم تتعاطى بشكل إيجابى تجاه خطاب الكراهية الذى انتشر فى الإعلام.
وأكدت أن اللاجئ يتحمل أعباء كبيرة بسبب خطاب الكراهية الذى يتم بثه فى الدول التى يعملون بها، موضحة أن اللاجئين لا يستطيعون التقدم بأى شكوى تجاه الظلم الذى يتعرضون له بسبب تواجدهم فى تلك البلدان بشكل غير قانونى.
ودعت إلى توعية الصحفيين المبتدئين بخطورة خطاب الكراهية وبث الأخبار الملفقة فى وسائل الإعلام، داعية لإيجاد حلول فاعلة وناجعة لحل هذه المشكلة بشكل كامل، مشيرة لوجود مصالح سياسية تتوافق مع خطاب الكراهية الذى يتم بثه عبر وسائل الإعلام.
فيما أكد دافان مهراج مدير الحملات والتواصل فى شبكة الصحافة الأخلاقية صعوبة إلغاء خطاب الكراهية لكن يمكن الحد من هذا الخطاب، مشيرًا لامكانية اجتثاث الظاهرة بشكل كبير عبر عدد من الطرق.
وشدد على أهمية وجود دليل للصحفيين حتى لا يقعوا فريسة لبث خطاب الكراهية والانحياز، مؤكدًا وجود العديد من الأقاويل المضللة وضرورة أن يتم إظهار الجانب الإنسانى فى عمل الصحفيين، موضحًا أن الصحفيين عندما كانوا يتعاملون مع المهاجرين فى الماضى كانت توجد حالة من عدم الثقة.
فيما قال الصحفى المغربى هشام حذيفة، إن جزءا كبيرا من الصحافة المغربية الناطقة باللغة العربية تلجأ بتغطية شعبية لظاهرة الهجرة غير الشرعية، موضحًا أن عددًا من وسائل الاعلام تقوم بتغطية ظاهرة الهجرة بشكل إنسانى ومهنى، مشيرًا إلى دور بعض منظمات المجتمع المدنى فى العمل بشكل جيد فى التعاطى مع هذه القضية.
وأكد الصحفى المغربى وجود رؤية مختلفة للإسلام لدى بعض الشباب المغربى ومفهوم مغاير للعلمانية، موضحًا أن جرى احتضان تلك الأصوات والتعاطى معها بشكل إيجابى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة