علاقة نجيب محفوظ بزعماء ورؤساء مصر.. رأى "سعد زغلول" مخلص من الاحتلال الإنجليزى.. و"عبد الناصر" ديكتاتوريته غلبت إنجازاته الكثيرة.. والسادات حقق النصر والسلام معا والانفتاح كان من سلبياته

الإثنين، 11 ديسمبر 2017 08:00 م
علاقة نجيب محفوظ بزعماء ورؤساء مصر.. رأى "سعد زغلول" مخلص من الاحتلال الإنجليزى.. و"عبد الناصر" ديكتاتوريته غلبت إنجازاته الكثيرة.. والسادات حقق النصر والسلام معا والانفتاح كان من سلبياته نجيب محفوظ وزعماء مصر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لنجيب محفوظ آراء تفصيلية فى كثير من حكام مصر عبر تاريخها، وذلك منذ عصر الأسرات المصرية القديمة، حتى حسنى مبارك، وقد نشر هذه الآراء التى صاغها على شكل محكمة متخيلة فى كتابه "أمام العرش"، هكذا قال الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، عن آراء الأديب الراحل فى زعماء مصر.

ويمر اليوم ذكرى ميلاد نجيب محفوظ الـ106، إذ ولد فى 11 ديسمبر عام 1911، ورحل عن عمر يناهز 96 عامًا فى 30 أغسطس عام 2006.

وللأديب الراحل آراء متعددة عن زعماء ورؤساء مصر ذكرها خلال جلساته مع أصدقائه، ونشرت أجزاء منها فى مذكرات بعضهم، وبعضها ألمح لها من خلال رواياته وأعماله الأدبية، لكن يبقى اللافت أن نجيب لم يصطدم بأى رئيس طيلة حياته وإن اختلف معهم وانتقد إدارتهم للبلاد.

ويقول الدكتور حمدى النورج، الأستاذ بأكاديمية الفنون، إن الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، كان لديه ذكاء فى التعامل مع الرؤساء، ولم يعلن فى أى مرحلة عن انتمائه السياسى، وكان ينحاز للمصلحة الوطنية، وكان مخلصًا لفنه فى المقام الأول، إذ كان يحمل مشروعا نهضويًا وفكريًا ضخمًا.

 

وفدى الهوى ويحب سعد زغلول

"ثلاث مرات بكيت فيها بحرقة: يوم مات سعد زغلول الوحيد الذى تمنيت أن أراه ولم أستطع هو سعد زغلول، وفى أول مظاهرة اشتركت فيها وكان عمرى 15 سنة لم أتمكن من رؤيته من الكتل البشرية المحيطة به".

ربما تلك المقولة التى قالها الأديب الراحل نجيب محفوظ، توضح مدى ارتباط "صاحب نوبل" بالزعيم الراحل، فكان يراه زعيمًا وطنيًا ورمزًا للوطنية المصرية.

ويقول "النورج"، إن نجيب محفوظ كان يرى فى سعد زغلول، كغيره من المصريين، أنه "المخلص" من الاحتلال، حيث شكل وجود سعد زغلول حالة شعبية ووطنية كبيرة، أثناء فترة الاحتلال البريطانى، حتى الأوربيين أنفسهم رأوا ذلك فى شخصية سعد زغلول.

حزب الوفد وكما يعرف عنه بـ"بيت الأمة" هكذا كان يراه محفوظ أيضًا، يقول الأديب الراحل فى كتاب "أنا نجيب محفوظ" للكاتب إبراهيم عبد العزيز: "فى الفترة ما بين سنتى 25 و30 اشتركت فى حزب الوفد الذى كان يقف فى كفة تمثل الشعب وفى الكفة الأخرى يقف حزب الأحرار الدستوريين فى حديقة الملك ويسند رأسه إلى الملك نفسه".

ويوضح نجيب محفوظ فى المذكرات إلى أن الوفد كان يضم جميع طوائف المجتمع، حتى إن أحزاب الأقلية من أعداء الوفد، كما وصفهم، أطلقوا عليه حزب الأقباط، نظرًا لانضمام مجموعة كبيرة منهم إليه.

ويقول الدكتور حسين حمودة، رئيس تحرير دورية نجيب محفوظ التى تصدر عن المجلس الأعلى للثقافة، إن نجيب محفوظ كان ليبراليًا طوال حياته، ومؤمنًا بقيمة التعدد والحوار والديمقراطية، وكان يتصور إن حزب الوفد هو أقرب الأحزاب إلى تحقيق القيم التى آمن بها.

 

عبد الناصر مشروع عظيم وديكتاتورية لا تغتفر

ربما لم يرتبط "محفوظ"، بثورة يوليو والرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، كما ارتبط بحزب الوفد وزعيمه التاريخى سعد زغلول، فرغم اعترافه بإنجازات "ناصر" التاريخية .

يقول الأديب الرحال فى مذكرات "أنا نجيب محفوظ": "عبد الناصر غير الحياة من جذورها، لقد حرر هذا الشعب من الإقطاع، وأصحاب رءوس الأموال المستغلين.. وأنا أعترف أن أكبر نصير للفقراء فى تاريخنا كان جمال عبد الناصر"، وتابع: "المصيبة الوحيدة فى حكم عبد الناصر هى تأجيل ممارسة الديمقراطية، لقد طلب من المصريين اعتزال السياسة فتحول المصرى من كائن فعال منتم إلى سلبى متفرج".

وهو نفس الأمر الذى أكد الأديب العالمى خلال لقاء تليفزيونى قديم مع الإعلامى مفيد فوزى، أن الخطأ الأكبر الذى وقع فيه النظام الناصرى، هو الديكتاتورية، واصفًا إياها بأم الكبائر، مشيرًا إلى أنها قضت على أى عمل جيد قام به الرئيس الأسبق، وقضت عليه هو نفسه.

وأوضح "محفوظ"، أن الديكتاتورية "جابت الكافية" لنظام قام بأعمال عظيمة، كنا نأمله وننتظره.

وهو ما يتفق مع ما ذكره فى مذكرات "أنا نجيب محفوظ" بسبب الديكتاتورية مات عبد الناصر مرتين: مرة فى ٥ يونيو، ومرة ف 28 سبتمبر.

الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بكلية الآداب جامعة القاهرة، قال: "بعد 1952 توقف نجيب محفوظ عن الكتابة كما نعرف جميعًا، وكان جزءًا من أسباب هذا التوقف يرتبط بمحاولته تأمل الواقع الجديد، الذى رأى فيه جانبًا إيجابيًا وجانبًا آخر سلبيًا، وقد عبر عن هذا بشكل خاص فى روايته التى كتبها ونشرها خلال فترة الستينيات والسبعينيات بشكل خاص، وكان فيها مختلفًا منع الديكتاتورية وفكرة الحزب الواحد، ثم مختلفًا مع سياسة الانفتاح الاقتصادى فيما بعد"، فى إشارة إلى فترة الرئيس الراحل أنور السادات.

 

"

السادات" رجل الحرب والسلام.. وهجوم على الانفتاح واغتيال فى الرواية

"أما بالنسبة لعهد الرئيس أنور السادات، فأنا أعتقد أن السادات، أدى خدمة جليلة لمصر فى مجال دعم الديمقراطية، وتحقيق نصر أكتوبر رغم الموافقة على مسعى السلام".. هكذا كان يرى تحدث الأديب الراحل عن الرئيس أنور السادات إذ أنه يرى أن السادات حقق إيجابيات عديدة قائلاً أيضًا: "السادات إيجابياته أنه أعاد الشعور بالأمن للمواطن واتجه اتجاهًا ما نحو الديمقراطية بتعدد المنابر والسماح بوجود الرأى الآخر وحقق إنجازين فى رأى يجب أن تذكرهما مصر هما "أكتوبر والسلام".

على الرغم من ذلك لم يفلت "السادات" من هجوم الأديب الراحل، حتى أن "محفوظ" اعترف بمهاجمته بسبب انتشار الفساد فى أعماله "اهل القمة، الحب فوق هضبة الهرم".

 

كما يؤكد الدكتور حمدى النورج، أن محفوظ هاجم تلك الحقبة وأرخ لها من خلال روايته "ليلة مقتل الزعيم" من رصد نظرة اجتماعية وسياسية واقتصادية، ويرى إلى أن نجيب محفوظ تعامل مع ذلك بذكاء كبير ودون تجريح أو صدام.

 

الغريب أن محفوظ وكأنه توقع اغتيال الرئيس السادات، حيث يقول عن رؤيته للسادات على شاشة التليفزيون عقب توليه رئاسة الجمهورية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر: "لم أر فى حياتى وجها كوجه أنور السادات فى هذا اليوم الذى كان مكتوب عليه الموت بخط فارسى".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة