محمد حمدى طالب بمدرسة النور للمكفوفين بمحافظة الفيوم تؤلمه دوما فكرة تجسيد المكفوفين بالدراما المصرية والعربية يشعر أنهم يبعدون عن فكرة أن يكون الكفيف مبدعا أو عالما، إنه يرى فى الظلام طموحات وأحلام يعافر كثيرا لتحقيقها لذلك قدم بحثا سلوكيا خلال مسابقة الأيسف للعلوم والهندسة بعنوان "مثلنى صح".
يقول محمد فى لـ"اليوم السابع" لا يعجبنى تمثيل المكفوفين بالدراما على الاطلاق فكثيرا يظهر الكفيف على أنه قليل الحيلة ولا يستطيع أن ينجز شيئا ويكون أحيانا مختل عقليا وهو ما يسبب لنا الكثير من الحزن والوجع ويشوه صورتنا فى مجتمعنا ولم يكلفوا أنفسهم جهد البحث والتعمق فى الشخصية الحقيقية للكفيف ويبعدون عن الواقع.
ووجه الطالب نداء إلى المؤلفين ان يكون هناك تقرب للمكفوفين على أرض الواقع وقراءة شخصياتهم ومعاشرتهم ومعرفة تفكيرهم، مشيرا إلى انه قام خلال بحثه بعرض مجموعة من الدراسات يتم فيها تسليط الضوء على أهم القضايا والمشاكل والعقبات التى تعترض شخصية الكفيف ومحاولة علاجها وان هذه الدراسة قد تغير نظرة المجتمع عن الكفيف إلى الأفضل.
ولفت الطالب فى بحثه إلى أن الدراما المصرية تعرض شخصية وقضايا الكفيف بشكل سلبى حيث يتم تشويه الكفيف حسب رؤية ووعى المخرج أو المؤلف حيث يتم تسليط الضوء على عاهته لاستخدامه لأهداف خاصة من ضمنها إثارة الضحك والتعامل معه على إنه عاجزا واتكالى أو إنسان مثير للشفقة أو السخرية حيث أن أغلب الأعمال التى تناولت شخصية الكفيف بشكل أو بآخر تستخدم مفردات ساخرة وتقلل من الكفيف حيث تصفهم بالعجزة والعميان والعالة دون الالتفات إلى مشاعر المعاقين الذين يشاهدون أو يتابعون تلك الدراما.
وأعطى الطالب فى بحثه بعض الأمثله لتجسد قضية الكفيف بعيدا عن الواقع فمثلا يكون خارق مثل شخصية عادل إمام فى فيلم "أمير الظلام" أو فى صورة مجنون أو لص وأحيانا يثير السخرية و شخصية الفنان محمود عبد العزيز فى فيلم " الكيت كات" والذى جسد فيه شخصية الشيخ حسنى وبالتالى يأتى الكفيف فى سياق درامى ضيق وهذا نتيجة التركيب الذهنى وما استقر فيه من أن الأعمى مخلوق أو كائن غريب.
وأكد الطالب أن الباحثين حللوا العديد من الأفلام التى تناولت شخصية الكفيف واعتبروها أفلاما فاشلة لأنها لم تستطع ان تنفذ الى نفسية الكفيف وأغفلت العديد من المظاهر التى يتصف بها الكفيف كما أن هذه الأعمال تعتمد على عنصر المفاجأة حيث يظهر الشخص الكفيف بشكل مأساوى فى بداية العمل الفنى ثم تنتهى النهاية السعيدة بأن يتم اجراء عملية جراحية له فيشفى ويرد اليه بصره وبالتالى يخلو العمل من الواقع ولا ينقل معاناة الكفيف او مشكلاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة