رفض قرار دولة بنقل سفارتها بدولة أخرى من تل أبيب للقدس لا يتأثر برفضه من أى دولة أخرى ولا برفضه أو التنديد به من مجموعة دول ..
و كان الأولى أن يؤثر الرفض و التنديد بضم القدس و إعلانها عاصمة للدولة الصهيونية ..
خاصة و أن الدول الرافضة لا تخرج فى معظمها عن كونها تابعة أو على الأقل محتاجة للولايات المتحدة إقتصاديا أو سياسيا أو عسكريا أو بكل هذه الصور للولايات المتحدة ..
فضلا عن أن ظرف وجود ترامب رئيسا لأمريكا يضيف صعوبة لفكرة التأثير على القرار ..
و الممكن حاليا هو إستخدام القرار فى تجريد أمريكا من نفوذها فى الصراع العربى الصهيونى برفض أى دور لها سواء فى المفاوضات أو فى التحركات العربية و الإسلامية و توجيه دفة التعاون الإقتصادى للشرق بقدر الإمكان و لأوربا ..
كما أن تجريد أمريكا من دورها فى اليمن و سوريا و ليبيا يصبح واجبا و حيويا لأنها تلعب فى هذه الدول دورا مكملا لسياساتها و أهدافها الإستعمارية و لصالح إسرائيل ..
و لا ننسى أن الدور الأمريكى فيما يسمى بثورات الربيع العربى كان داعما للإخوان و قطر كجزء من السياسات الهادفة لتفتيت المنطقة العربية و تقويض الأنظمة و القوى الرئيسية بها ..
و لا غنى عن دور الشعوب و متظمات المجتمع المدنى العربية و الإسلامية فى مقاطعة أمريكا و الحد من إنتشار الثقافة الأمريكية على المجتمعات العربية و الإسلامية لتأثير تلك الثقافة على عقل و خيارات المواطن و تسييدها لأفكار اليأس و الرضاء بالواقع الذى تفرضه أمريكا و البحث عن المصالح القريبة الصغيرة على حساب المصالح الأساسية و المستقبل.