عبد الفتاح عبد المنعم

جيوش هتلر وراء العلاقة الشاذة بين أمريكا وإسرائيل

الأحد، 10 ديسمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية وتأثير علاقتها الحميمية مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وقد خرج علينا كل من «جون ج. ميرشايمر» و«ستيفن م. والت» بكتاب حمل عنوان «اللوبى الإسرائيلى والسياسة الخارجية الأمريكية» وعرضه الكاتب سعيد الشطبى.
 
 أما المساعدات الأخرى التى تأخذ أشكالا متنوعة، فقد ذكر منها المحلل الاقتصادى توماس ستوفار، فى تقرير نشرته صحيفة «كريستيان ساينس منيتور» الأمريكية ذائعة الصيت ما يلى: الأموال التى تجمعها المنظمات الخيرية اليهودية فى أمريكا فى شكل منح والتى تصل إلى 60 بليون دولار خلال الفترة المشار إليها، ضمان الولايات المتحدة قروضا تجارية بـ10 بلايين دولار وأخرى سكنية بـ600 بليون دولار، ويتوقع الخبير أن الخزينة الأمريكية تغطى تلك النفقات، دفع 2.5 بليون دولار لدعم مشروعى الطائرة المقاتلة «لافى» وصاروخ «آرو» الإسرائيليين، شراء إسرائيل تجهيزات عسكرية أمريكية بأثمان منخفضة مقدرًا الفارق على مدى السنوات الأخيرة ببضعة بلايين دولار، استخدام إسرائيل %40 من المساعدات العسكرية الأمريكية التى تقدم لها سنويا «نحو 1.8 بليون دولار» لشراء تجهيزات مصنعة داخل إسرائيل بدل إنفاقها فى شراء أسلحة أمريكية، كما أن سلطات الدولة العبرية حصلت على تعهد من وزارة الدفاع الأمريكية ومن وكلائها لشراء معدات إسرائيلية وخصم أثمانها من الأموال التى تقدمها أمريكا لإسرائيل بمعدل 50 سنتًا إلى 60 سنتًا من الدولار الواحد.
 
يضاف إلى ذلك أن الدعم التقنى والمالى الأمريكى سمح لإسرائيل أن تصبح بدورها ممول أسلحة أساسيا بحيث تمثل الأسلحة نصف صادرات إسرائيل الصناعية إلى الخارج، وأضحت تنافس أمريكا نفسها فى الأسواق العالمية ما يحمل الإدارة الأمريكية دفع المتطلبات المالية الإضافية لمواجهة المنافسة من أموال دافعى الضرائب الأمريكيين.
 
علاوة على ذلك، السياسة الأمريكية فى المنطقة والعقوبات التجارية الناجمة عنها قلصت من صادراتها إلى منطقة الشرق الأوسط بنحو 5 بلايين دولار، وألغت نحو 70 ألف منصب شغل أمريكى، كما أن عدم مطالبة إسرائيل باستخدام المساعدات الأمريكية فى شراء سلع أمريكية كلف هو الآخر سوق الشغل 125 ألف منصب، حسب تقديرات ستوفار، كما أن إسرائيل أجهضت صفقات سلاح أمريكية مثل صفقة بيع السعودية مقاتلات إف 15 فى منتصف الثمانينيات ما كلف الميزان التجارى الأمريكى 40 بليون دولار على مدى عشر سنوات.
 
وخلصت الصحيفة إلى القول بأن تقرير الخبير الاقتصادى أثار جدلاً لكونه استفاد فى بحثه من مساعدة عدد من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين السابقين، فضّلوا عدم نشر أسمائهم خشية أن يتهموا بمعاداة السامية إذا ما انتقدوا السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، على حد قولها.
 
ومنذ عدة سنوات نشر رأفت حمدونة، المختص فى الشؤون الإسرائيلية كتابا خطيرا حمل عنوان «المعونات الأمريكية لإسرائيل.. الأسباب والتجليات» كشف فيه عن أسباب التحالف الأمريكى- الإسرائيلى الذى نتج عنه فتح خزائن أمريكا لإسرائيل، حيث يقول حمدونة: بعد أن كان «هرتزل» ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها بديل منافس لمشروعه الرامى إلى زرع دولة يهودية فى فلسطين بسبب وصول عدد كبير من يهود شرق أوروبا إليها فى القرن التاسع عشر، وبروز عدد قليل منهم فى مجالات المال والإعلام والفن، اتجهت أنظار الحركة الصهيونية، فى منتصف القرن العشرين بينما كانت رحى الحرب العالمية الثانية لاتزال دائرة، إلى الولايات المتحدة، لقد كان دخول هذه الأخيرة الحرب ضد جيوش هتلر نقطة تحول بارزة فى تاريخ العلاقات الأمريكية الصهيونية، فقد أوصلها إلى قلب المنطقة فصار لها فيها مصالح وأهداف ولا سيما بعدما أكدت عدة دراسات أن هذه النقطة ستكون فى وقت قريب أهم منابع النفط فى العالم، ولهذا اتجهت الحركة الصهيونية إلى الأمريكيين اليهود، ولسان حالها يقول: «إن يهود أوروبا قد نجحوا فى استصدار وعد بلفور، وضمان الدعم الإنجليزى، وعلى يهود أمريكا استكمال الطريق من خلال إنهاء المراحل الأخيرة لقيام الدولة وتحقيق اعتراف العرب بها». وقد كان من ثمار هذا التوجه انتقال مقر الحركة الصهيونية من لندن إلى نيويورك، وانعقاد مؤتمر بلتيمور فى مارس 1942 فى الولايات المتحدة. 
ولئن كانت جذور الدعم الأمريكى لإسرائيل تعود إلى موافقة الرئيس «وودرو ويلسون» «1913-1921»، صاحب النقاط الأربعة عشرة الشهيرة، فى رسالة سرية أرسلها إلى وزارة الحرب البريطانية على وعد بلفور، وإلى موافقة الكونجرس الأمريكى فى 30 يونيو 1922، فى عهد «وارين هاردنج» «1921-1923» على الانتداب البريطانى على فلسطين، فإن الرئيس الأمريكى «هارى ترومان» «1945-1952» قد أرسى حجر الأساس للانحيار الأمريكى لإسرائيل، برغم تحذير أركان إدارته من خطورة هذا الانحيار على العلاقات الأمريكية العربية وقتذاك، ومع عهد الرئيس «ليندون جونسون» «63-1969» بدأت حقبة جديدة من السياسة الأمريكية تتسم بالانحيار التام لإسرائيل على مستوى الرئاسة والكونجرس معا، وقد استمرت هذه السياسة فى عهود الرؤساء «نيكسون» و«فورد» و«كارتر» و«ريجان» و«بوش» حتى وصلت فى عهد الرئيس «بيل كلينتون» إلى حد لم يسبق له مثيل. يتبع






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة