طوال الأيام القليلة الماضية، انتشرت فى شوارع القاهرة إعلانات تبشر بقدوم "ذئب وول ستريت" جوردن بيلفورت أشهر محتال فى مجال سوق الأوراق المالية فى العالم إلى القاهرة لإعطاء محاضرات فى مجال البورصة، ضمن مؤتمر يدعى "نهضة رائدى الأعمال"، والذى تنظمه أكاديمية الاتجاه، والذى كان من المقرر تنظيمه فى القاهرة فى الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر.
وسواء شاهدت الإعلانات أم لم تشاهدها، فإن أشهر نصاب فى العالم كتب على صفحته على "فيس بوك" أنه تعرض للنصب عليه فى مصر، وذلك للمرة الثانية فى ظرف عام واحد، حيث كتب جوردن على صفحته بفيس بوك :"هذا أمر عاجل لكل أصدقائى ومعجبينى فى مصر والدول المحيطة، مرة أخرى اكتشفت أن منظم الحفل الذى كان مقررا أن اتحدث فيه فى استاد القاهرة بتاريخ 16 ديسمبر ليس سوى شخص محتال".
واستكمل بيلفورت: "إلى أى شخص اشترى تذاكر المحاضرات، أريدك أن تعرف أنا لن أتحدث فى هذا الحدث، لقد اختفى منظم الحفل دون أن يدفع أتعابى أو يحجز تذاكر السفر الخاصة بى، لذا اشتريت تذاكر السفر، حاولوا تعقب هذا الرجل والإيقاع به، خذوا أموالكم فورا".
وتابع ذئب وول ستريت: "يجب أن تبلغوا البوليس كى يقبض على المنظم"، مناشدا الصحافة المصرية: "كلما تحدثتم عن الأمر كلما قلت الأموال التى سيستطيع هذا الرجل تبديدها قبل القبض عليه".
ولف اوف وول ستريت
"بيلفورت" الذى أصبح أشهر محتال فى العالم بعدما جسد الفنان الأمريكى ليوناردو دوى كابريو قصة حياته فى فيلمه الشهير the wolf of wall street، حيث كان سمسارا كبيرا فى بورصة وول ستريت الأمريكية، ومارس عمليات احتيال واسعة مكنته من جمع ثروة كبيرة فى زمن قليل قبل أن يقبض عليه ويحكم عليه بالسجن 4 سنوات، قضى منهم فى السجن 22 شهرا قبل أن يفرج عنه.

فيلم دى كابريو
هذه هى المرة الثانية التى يتعرض فيها "ذئب وول ستريت" للنصب فى مصر؛ حسب قوله، فقد سبق أن تكرر أمر تذاكر الندوة الوهمية معه فى أكتوبر من العام الماضى، بعد ان روج مجهولون لمحاضرة له واتفقوا معه بالفعل قبل أن يلوذوا بالفرار.
"اليوم السابع" اتصل بالرقم المخصص إلكترونيا لحجز التذاكر والذى تبين فى النهاية أنه ليس سوى رقم لشركة حجز التذاكر لصالح جهات أخرى، أما سعر التذكرة فلم يكن سعرا قليلا فقد تراوحت بين 600 جنيه للتذكرة الفضية، و1500 جنيه التذكرة الذهبية، و3000 للتذكرة البلاتينيوم ، و3500 التذكرة الماسية، وعندما طلبنا حجز تذكرة أكدت الشركة أن المؤتمر تم إلغاؤه وأن علينا التواصل مع "الجهة المنظمة"، سألنا عن الجهة المنظمة فقالوا لنا إنها "أكاديمية الاتجاه".
بالبحث على "جوجل" لم نجد سوى جهة واحدة تحمل اسم "أكاديمية الاتجاه" ، اتصلنا بالرقم التابع فأجاب علينا أحد المسؤولين عن الشركة والذى رفض ذكر إسمه قائلا: "ما نصبناش عليه هو فهم الموضوع غلط"، سألناه كيف؟ فأجاب المسؤول المجهول: "حولنا له دفعة من أمواله، والدفعة الثانية تأخرت بسبب صعوبة التحويل بالدولار فاعتقد أننا نصبنا عليه، وكتب ما كتبه ونحن من ألغينا الحدث".
سألنا الشخص الذى أجابنا إذا كانت الأكاديمية نفسها التى نظمت الحدث العام الماضى، فكانت الإجابة :"نعم، نحن نظمنا الحدث العام الماضى والأمر تكرر من جديد".