ما سر علاقة "السواقين" بالأغانى الشعبية؟ .. ومتى ظهر مصطلح "أغنية ميكروباصات".. الرحلة بدأت فى الثمانينيات وكلمة السر "شرائط الكاسيت".. السائقون كانوا طريق المنتجين للنجاح.. والتوك توك بطل المشهد فى عصر الفلاشة

الخميس، 09 نوفمبر 2017 11:00 م
ما سر علاقة "السواقين" بالأغانى الشعبية؟ .. ومتى ظهر مصطلح "أغنية ميكروباصات".. الرحلة بدأت فى الثمانينيات وكلمة السر "شرائط الكاسيت".. السائقون كانوا طريق المنتجين للنجاح.. والتوك توك بطل المشهد فى عصر الفلاشة ميكروباصات
كتب تامر إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سنوات طويلة ترسخ فيها لدى أذهان أوساط شعبية كثيرة مصطلح "أغنية ميكروباصات"، وهو يشير فى مضمونه إلى نوعية من الأغانى التى قد ينتقدها البعض ويعتبرها أغانى بلا قيمة، أو ذات طابع شعبى، أو قليلة القيمة الفنية، فى الكلمات والموسيقى، واختلف مدلول المصطلح حسب مزاج ورؤية قائله، حتى تحول لمصطلح نقدى سلبى الدلالة، فما أن تصف أى أغنية بأنها "أغنية ميكروباصات" إلا ويبدأ صاحبها كمطرب أو شاعر أو ملحن فى الدفاع عنها.

ميكروباصات
ميكروباصات

 

سائقون يردون على مصطلح "أغانى سواقين"

من جانبه، يقول "محمد رضا" أحد سائقى الميكروباصات بمدينة 6 أكتوبر، إن السائقين يسمعون من يعجبهم، وليس كلهم يسمعون أغانى شعبية، وأنه أحيانا كثيرة لايستمع إلا للسيدة أم كلثوم، مضيفا: "الكلام دا كان زمان أيام الشريط الكاسيت، لكن دلوقتى ممكن تقول الكلام ده على التكاتك، وبعدين ما كل الناس بتسمع شعبى وبترقص عليه كمان وروح شوف الأفراح، يبقى اشعمنى السواقين".

أما "الأسطى فايز" فيفسر الظاهرة، قائلا: "الفكرة إننا إحنا اللى بنسمع الناس كلها الأغانى دى، لأن محدش أصلا بيسمع أغانى فى بيته، والناس طول الوقت فى المواصلات، وأنا عشان أسلى نفسى بشغل الأغانى اللى بحبها، فالناس بتسمعها وأنا مشغلها فيسموها أغانى ميكروباصات، وشوية تلاقى ناس عايزاك تعلى الصوت، وشوية ناس تقولك وطى، بس إحنا لازم نسمع حاجة بنحبها عشان تهون علينا وقت وتعب الشغلانة".

اسلام خليل
اسلام خليل

 

الشاعر إسلام خليل: المنتجون والمطربون هم السبب

يقول الشاعر إسلام خليل، صاحب الكثير من الأشعار والأغنيات الشعبية، إن بداية تلك العلاقة كانت فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، والسبب فى ذلك أن "شريط الكاسيت" كان الوسيلة الأكثر رواجا وانتشار لسماع الأغانى والألبومات الفنية، حيث لم يكن هناك وجودا للفضائيات ولا القنوات المتخصصة فى الأغانى، ولم يكن هناك وجود لإذاعات غنائية متخصصة كما هو الحال الآن.

ويتابع: "كان أساس نجاح أى شريط او أغنية هو عدد مبيعات شريط الكاسيت لتلك الأغنية، وكانت كافة سيارات الميكروباص بها كاسيت، فكان المنتجين والمطربين يحرصون على توزيع شرائطهم الجديدة على سائقى الميكروباصات ولو بالمجان، ليضمن أكثر عدد من المستمعين من الركاب، وتحقق أغنيته رواجا ونجاحا، وأغلب تلك الشرائط كانت تنتمى لفئة الأغانى الشعبية التى تبحث عن أى وسيلة للانتشار والظهور فى ظل عدم السماح لهم فى الظهور بالتليفزيون مثل المطربين الآخرين أمثال محمد فؤاد ومحمد منير وعمرو دياب الذين كان يبدأون مشوارهم الفنى أيضا فى تلك المرحلة".

ويضيف الشاعر إسلام خليل، أن ذلك الربط ترسخ فى أذهان المواطنين بسبب استماع سائقى الميكروباص لتلك الأغانى والتى كان بعضها سىء وردىء فنيا، مما ظلم أيضا الأغانى الشعبية الجيدة والتى تحمل قيما ومعانٍ فنية فى اللحن والكلمات، موضحا أن ذلك الربط لم يعد موجودا فى عصرنا الحالى ولم يعد "الميكروباص" هو مجال نجاح الأغنية الشعبية، بل تحول ذلك إلى الفضائيات والإذاعات الشعبية والأفراح أيضا التى أصبحت بابا لنجاح هؤلاء الفنانين.

شرائط كاسيت
شرائط كاسيت

 

أستاذ اجتماع: هذه الأغانى تناسب تعليمهم وظروف حياتهم

وفى هذا السياق، تؤكد الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الإجتماع، أن ارتباط الأغانى الشعبية بسائقى الميكروباص يعود إلى حرص هؤلاء السائقين على تشغيل تلك الأغانى التى تعبر فى ألفاظها وأفكارها عن حياتهم وأفكارهم، وأن السائقين فئة من الجمهور له مزاج خاص فى انتقاء الأغانى التى يسمعها أثناء عمله، فمن الصعب أن تجد سائق ميكروباص يستمع إلى أغنية أجنبية أو أغنية لمحمد عبد الوهاب أو فيروز، لأن ثقافته ولغته وطبيعة حياته تختلف مع ذلك النوع من الأغانى وتتفق مع الأغانى الشعبية.

 

تكاتك
تكاتك

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة