13 عاما على رحيل أبو عمار.. الآلاف من أبناء حركة فتح فى غزة يحيون ذكرى رحيل ياسر عرفات.. "ثائر البندقية" نجا بأعجوبة من غارة إسرائيلية بتونس.. خاطب المجتمع الدولى طلبا للسلام: لا تسقطوا غصن الزيتون من يدى

الخميس، 09 نوفمبر 2017 06:39 م
13 عاما على رحيل أبو عمار.. الآلاف من أبناء حركة فتح فى غزة يحيون ذكرى رحيل ياسر عرفات.. "ثائر البندقية" نجا بأعجوبة من غارة إسرائيلية بتونس.. خاطب المجتمع الدولى طلبا للسلام: لا تسقطوا غصن الزيتون من يدى ياسر عرفات
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شارك آلاف من التيار الإصلاحى لحركة فتح والفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، فى إحياء الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، على شرف تكريم 100 عائلة فلسطينية سقط أبناؤها شهداء خلال فترة الانقسام، وذلك فى ساحة الكتيبة بمدينة غزة.

ورحل المناضل الفلسطينى والرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" فى الحادى عشر من نوفمبر 2004، بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا، وعقب حصار إسرائيلى جائر لمقر الرئاسة "المقاطعة"، جاء ردا على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.

ووفقا لموقع "أمد" الفلسطينى، تقدم قادة من عدد من الفصائل الفلسطينية منصة الحفل الذى شهد حضورا بارزا، وبدأ الاحتفال بكلمة للنائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى ماجد أبو شمالة، الذى أكد أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان رمزا للوحدة الفلسطينية، ووصيته التى كان يحلم بها بأن يكتب على قبره وُلد فى الرابع من أغسطس 1929 وحرر القدس".

وأشار "أبو شمالة" فى كلمته خلال الاحتفال، إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" كان يخاطب قيادات الفصائل الوطنية فى بيروت قائلا لهم: "ما جمعه دم الشهداء لن يفرقه لا قرار عربى ولا قرار إسرائيلى ولا قرار أمريكى"، لافتا إلى أن صورته وهو يُقبّل رأس الشهيد الشيخ أحمد ياسين حاضرة فى ذهن الشعب الفلسطينى، وأيضا وهو يُقبّل أقدام الجرحى ورؤوس أهالى الشهداء.

وأكد عضو المجلس التشريعى الفلسطينى، أن ياسر عرفات ما زال فى ذاكرة الوطنية الفلسطينية، وما زالت صورته وهو يرفع يده فى المجلس الوطنى مع الشهيد جورج حبش، والأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة، وكل قيادات العمل الوطنى، حاضرة فى أذهان الجميع، مشددا على أن تفاهمات القاهرة كان لها أثر بالغ فى تحريك مياه المصالحة الوطنية الراكدة، مستشهدا بكلمة القيادى الفتحاوى سمير المشهراوى "إننا جاهزون للدفع بالمصالحة الوطنية حتى لو كانت رقابنا ثمنا لذلك"، وهى المقولة ذاتها التى رددها القائدان محمد دحلان ويحيى السنوار.

 

وعن مشاعر واتجاهات الفصائل الفلسطينية بشأن المصالحة، قال "أبو شمالة"، إن الجميع ماضون بعراقة وطنية واستراتيجية، ومصممون على أن تصبح الخلافات والأحقاد ماضيا، وأن وثيقة الأسرى أو وثيقة الوفاق الوطنى التى شكلت أرضية هذه التفاهمات، كما شكلت البرنامج الوطنى الفلسطينى، التى صاغها أبطالنا فى الأسر وتوافق عليها الكل الوطنى، اعتُبرت برنامجا وطنيا ملزما لكل القوى الوطنية فى الساحة الفلسطينية.

ولفت إلى أن الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" كان حريصا على شعبه حتى فى أشد مراحل مرضه، أوصى برواتب الموظفين، مستذكرا رده على صحفية سألته عن حاله، فقال لها: "لا تسألينى عن أحوالى، بل عن أحوال شعبى"، متسائلا أين نحن الآن من أبو عمار فى وقت تُقطع فيه الرواتب ويُحال الشباب للتقاعد الإجبارى؟ موضحا أن المصالحة الوطنية لا تعنى السيطرة على معابر غزة وبسط السيطرة فقط، بل هى تفعيل لدور السلطات الثلاثة، التنفيذية والتشريعية والقضائية.

واختتم عضو المجلس التشريعى الفلسطينى ماجد أبو شمالة، كلمته فى حفل إحياء ذكرى ياسر عرفات الـ13، بالقول: "حتى تكون المصالحة الوطنية حقيقية، يجب أن ترتكز على الشراكة الوطنية ورفض الإقصاء، والعمل فورا على توحيد السلطة القضائية بحيث يجرى القانون على الجميع، كما نريد إعادة الأمانة للشعب، ليقول كلمته فى صناديق الاقتراع، وتمكينه من تصحيح المسار، والعمل على إعادة تفعيل المجلس التشريعى بما يعزز السلطة التشريعية، الأمر الذى من شأنه تصحيح المسار وإعادة القضية لمسارها".

وولد ياسر عرفات "أبو عمار" فى مدينة القدس فى 4 أغسطس عام 1929، واسمه بالكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسينى، وتلقى تعليمه فى القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط فى الجيش المصرى فى التصدى للعدوان الثلاثى على مصر فى 1956.

ودرس عرفات فى كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وشارك منذ صباه فى بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه فى صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذى تسلم زمام رئاسته لاحقاً.

وشارك  "أبو عمار" مع مجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطينى "فتح" فى الخمسينات، وأصبح ناطقا رسميا باسمها فى 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى فبراير 1969، بعد أن شغل المنصب قبل ذلك أحمد الشقيرى ويحيى حمودة.

 

وألقى أبو عمار عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة "جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدى".

 

وبصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قاد أبو عمار خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي ضربته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يوما انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب "أنا ذاهب إلى فلسطين".

 

لقد حل ياسر عرفات وقيادة وكادر منظمة التحرير ضيوفا على تونس، ومن هناك بدأ استكمال خطواته الحثيثة نحو فلسطين.

 

وفى عام 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت منطقة حمام الشط بتونس، أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين، ومع حلول 1987 أخذت الأمور تنفرج وتنشط على أكثر من صعيد؛ فبعد أن تحققت المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية المتخاصمة في جلسة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني، أخذ عرفات يقود حروبا على جبهات عدة؛ فكان يدعم الصمود الأسطوري لمخيمات الفلسطينيين في لبنان، ويوجه انتفاضة الحجارة التي اندلعت في فلسطين ضد الاحتلال عام 1987، ويخوض المعارك السياسية على المستوى الدولى من أجل تعزيز الاعتراف بقضية الفلسطينيين وعدالة تطلعاتهم.

 

وعقب إعلان استقلال فلسطين في الجزائر عام 1988، أطلق في العام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ريجان، والقاضى بالشروع فى إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30  مارس 1989.

 

ووقّع ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين عام 1993، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل فى البيت الأبيض، فى الثالث عشر من سبتمبر، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين، واضعا بذلك الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق الحلم الفلسطيني في العودة والاستقلال.

 

وفى عام 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.

 

وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000، وحاصرت القوات الإسرائيلية عرفات فى مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية سميت بـ "السور الواقى"، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.

 

رحل الشهيد ياسر عرفات قبل 13 سنة بجسده، لكنه ترك إرثا نضاليا ومنجزات وطنية لا زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر وبناء أسس الدولة الفلسطينية، فأبو عمار لم يكن مجرد مقاتل يحمل بندقية، وإنما كان زعيما ملهما، أسس الدولة الفلسطينية العتيدة؛ بدءاً بدوائر منظمة التحرير التي عنيت بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والثقافية للشعب الفلسطيني، وانتهاءً بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية فى الرابع من مايو 1994 على فلسطين بعد رحلة طويلة من النضال والكفاح المرير.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة