"فى يوم ما ستفتخرين بى يا أمى".. والدة عضو لجنة تنظيم منتدى شباب العالم المتوفى: "كان نفسه يشوف مصر أحلى وبيحب يساعد الناس".. وشقيقه: رفض ترك المنتدى قبل انهاء مهامه.. واللجنة المنظمة لم تنساه فى حفل الافتتاح

"فى يوم ما ستفتخرين بى يا أمى"، لم يكن يدرى "عبد الوهاب يسرى"، صاحب الـ29 ربيعًا، أن أمنيته ستتحول إلى حقيقة، فلم يعى ما تخبئه له الأقدار، و"عبد الوهاب"، هو أحد الشباب المشاركين فى تنظيم فعاليات منتدى شباب العالم، المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى الفترة من 4 إلى 11 نوفمبر الجارى.

وحقق الشاب "عبد الوهاب يسرى"، حلمه بجعل والدته، بل أسرته بالكامل فخوره به، لمساهمته فى تنظيم تلك الفعالية الشبابية العالمية التى شهد لها القيادة السياسية فى مصر، وكذلك العالم أجمع، بعظمة تنظيمها وإدارتها لما يقف ورائها من قدرات وكفاءات الكوادر الشبابية المصرية، إلا أن القدر لم يُمهل "عبد الوهاب"، الفرصة ليرى بعينيه فخر العالم بما صنعه بيده ويد زملائه فى تنظيم ذلك المنتدى.

عبد الوهاب يسرى عضو لجنة تنظيم منتدى الشباب الراحل

عضو لجنة تنظيم منتدى شباب العالم توفى بحادث سيارة أثناء الإعدادات
 

ولقى عبد الوهاب، مصرعه فى حادث سيارة خلال الإعداد لمنتدى شباب العالم، إلا أن ذكراه لم تغب، فمع اللحظات الأولى من انطلاق المنتدى بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والسيدة قرينته، انتصار السيسى، والرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبو مازن، ولفيف من السفراء، والوزراء، والفنانين، ممثلى الدول العربية والأجنبية، وجهت الإعلامية الشابة، خلود زهران، تحية اللجنة المنظمة للمنتدى، لروح عبد الوهاب يسرى، عضو اللجنة المنظمة الذى توفى أثناء الإعداد للمنتدى الشبابى.

اللجنة المنظمة للمنتدى تحيى ذكرى عضوها الراحل فى حفل الافتتاح
 

وقالت مقدمة الجلسة الافتتاحية لمنتدى شباب العالم، بحضور الرئيس السيسى، "نرسل تحية تقدير واعتزاز من اللجنة المنظمة للمنتدى لروح الزميل عبد الوهاب يسرى، عضو اللجنة المنظمة، الذى توفى أثناء الإعداد للمنتدى.. سلام على روح الفقيد"، لتعج القاعة بالتصفيق تحية وتقدير للشاب الراحل.

خلود زهران مقدمة منتدى شباب العالم بشرم الشيخ خلال نعيها لعبد الوهاب

والدة الشاب الراحل: كان بيحترم مواعيده وبيساعد الناس
 

وبالانتقال إلى أسرة الشاب عبد الوهاب يسرى، انعكست علامات الإيمان بالقضاء والقدر، إلى جانب لوعة الشوق والحزن على الفقيد، على وجه والدة "عبد الوهاب"، كريمة محمود الزينى، التى بدأت حديثها، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، قائلة "كان بيحب البلد جدًا وكان نفسه يشوف مصر أحلى دولة فى العالم، كان يتميز باحترام المواعيد ومساعدة الآخرين، ولم أكن أتصور أنه لن يكون موجودا خلال شعورى بالفخر إزاءه".

وأضافت "كان يعمل بإحدى شركات المحاسبة بالعاصمة الإدارية، وكان يأتى إلينا فى دمياط، يومى الخميس، والجمعة، ليتوجه إلى مقر عمله فى اليوم التالى، إلا أنه زارنا على غير العادة يوم الثلاثاء، حيث يسعى لتحضير رسالة ماجستير والتقدم بالأوراق المطلوبة، وقرر التوجه ليلا إلى شرم الشيخ، يوم الأحد قبل الماضى، وكنا على اتصال به، ولكن شخص آخر هو من رد علينا، قائلا "لقد توفى صاحب هذا الهاتف، إثر انقلاب سيارة قبل دمياط"، مستطردة "كان وقع الخبر علينا كالصاعقة، كانت لحظة صعبة جدًا واحتسبه مع الشهداء والصديقين".

شقيق الشاب الراحل: كان دمس الخلق وبار بأهله
 

أما شقيقه الأكبر، أسامة يسرى عبد الوهاب، فقال - والدموع تترقرق فى عينيه - "جاء (عبد الوهاب) إلى دمياط للتقدم بأوراق رسالة الماجستير، وكان يحب البلد جدا، لقد سمعت عنه من زملائه أشياء لم أكن أعلمها من قبل فهو - رحمه الله - كان دمث الخلق، بار بأهله وتميز ببشاشة الوجه حتى فى أحلك الظروف، وكان يقول لمن ظلمه (أفوض أمرى إلى الله)، وكان محترما جدا بشهادة كل من زامله، ولم يوافق أن يترك المنتدى قبل أن ينتهى من كافة المهام الموكلة إليه".

وفى اليوم الذى لقى فيه حتفه، اتصل "عبد الوهاب"، بوالده فى الواحدة صباحا، وقال له، إنه فى طريقه إلى دمياط، ولكن لم يمهله القدر، حيث انقلبت سيارته أمام "محبس غاز" على طريق بورسعيد فى منطقة (المناصرة) قبل الديبة، قبيل دمياط بحوالى 20 كم، حيث قال عامل المحبس - لوالد عبد الوهاب - أنه نطق بالشهادتين قبل نقله بسيارة الإسعاف، حيث جاد بأنفاسه الأخيرة.

منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ برعاية الرئيس السيسى

عضو لجنة تنظيم منتدى الشباب تخرج من كلية التجارة
 

وتخرج عبد الوهاب يسرى، من كلية التجارة جامعة المنصورة، عام 2009، وعمل محاسبًا فى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد التحاقه بالبرنامج الرئاسى لإعداد القادة فى دفعتها الثانية، كما حرص على المشاركة فى مؤتمرات الشباب التى نُظمت خلال الأشهر الماضية.

وكان أخر ما نشره الراحل على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، كانت صورة رجل يرتدى طربوشًا ويدور بتنورته، وذلك قبل 6 أيام من وفاته، مرفقة ببعض أبيات للشاعر فاروق جويدة، "بكل اتجاه أراك كطيفٍ يُلازم عينى، فأرنو إليك، فليتَ الطيوف تكون حقائق، وليتَ الشعور يكون يديك".