المخرج المغربى هشام العسرى: انتقاد الوضع والمجتمع سينمائيا لا يسىء للبلد

الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 07:00 م
المخرج المغربى هشام العسرى: انتقاد الوضع والمجتمع سينمائيا لا يسىء للبلد المخرج المغربى هشام العسرى
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يرى المخرج والسيناريست المغربى هشام العسرى أن إنتاج أفلام تنتقد الوضع والمجتمع لا يمثل إساءة للبلد، وإنما ضرورة لا بد منها فهى من جانب تمس المشاهد بشكل مباشر ومن جانب آخر تفرض على الآخر فى الغرب احترامنا.

 

وقال العسرى 40 عاما فى مقابلة مع رويترز "لماذا يعتبر البعض أنه إذا أنتجنا أفلاما تنتقد الوضع والمجتمع نكون قد أسأنا إلى صورة البلد، مع العلم أننى لما أسافر بأفلامى إلى عروض فى الخارج يقولون لى مادام لم يمنعوك من التصوير وسافرت لتشارك بها فى مهرجانات خارج المغرب فهذا يعنى أنكم بلد ديمقراطى.. وهذا يثلج صدرى".

 

وأضاف "أفلامى ذات طابع تجريدى، فالسينما لها كتابتها وانطلق من خلال فكرة أننى مغربى وأعيش فى هذا البلد، إذ يجب أن نبتعد فى أفلامنا عن الديماجوجية وأن نتطرق إلى مواضيع تبحث فى عمقنا بواقعه الجميل والبشع".

 

وقدم العسرى عددا قليلا من الأفلام منها القصيرة مثل (وشم العذاب) و(محطة الملائكة) والروائى الطويل مثل (هم الكلاب) فى 2013 و(البحر من ورائكم) فى 2014 و(جوع كلبك) فى 2015 و(ضربة فى الرأس) في 2017 لكنها تركت أثرا كبيرا لدى المشاهد المغربى بفضل جرأتها وتناولها لقضايا شائكة، ما أهلها للمشاركة فى أكبر المهرجانات الأوروبية.

 

ويتناول أحدث أفلامه (ضربة فى الرأس) الذى عرض ضمن الدورة 67 لمهرجان برلين السينمائى فى فبراير الماضى إحدى أكثر الحقب صعوبة فى تاريخ المغرب، والتى شهدت أحداثا حزينة منها مظاهرات شعبية سميت "مظاهرات الخبز"، وكذلك أحداثا سعيدة مثل فوز المنتخب المغربى على نظيره البرتغالى فى بطولة كأس العالم لكرة القدم 1986 بالمكسيك.

 

ويبدأ الفيلم من نقطة تأهل المنتخب المغربى إلى الدور الثانى ببطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث يتم إرسال ضابط أصيب بالشلل فى وجهه خلال مظاهرات الخبز إلى جسر يربط بين قريتين لتأمينه لاحتمال مرور موكب الملك عليه.

 

ويقول العسرى "الطريف بالنسبة للفيلم هو أننا لم نطلب دعم المركز السينمائى لأنه فيلم سيكون حتما ممنوعا من العرض حتى أنه لما كنا نصور الفيلم كان الناس خائفين".

 

وأضاف "وعلى العموم هذا الفيلم لم يعرض فى المغرب بل عرض فى مهرجانات عالمية مثل تورونتو وبرلين وقرطاج".

 

وتابع قائلا "هذا يعنى أن فكرة الفيلم حقيقية فالخوف معشش فى المجتمع المغربى.. بالرغم من أن العديد من الناس يقولون إن ما وقع فى الماضى أصبح وراءنا وتخلصنا منه، لكن الأساليب والخطابات القديمة لا تزال موجودة لا نستطيع أن نغير مجتمع ما بين عشية وضحاها".

 

وكان المغرب قد أنشأ 2004 هيئة رسمية تحت مسمى (هيئة الإنصاف والمصالحة) لكشف ماضى انتهاكات حقوق الإنسان فى المملكة من 1956 إلى 1999، لكن الدولة لم تقدم اعتذارا عما حدث من اختفاء قسرى واعتقال تعسفى وتعذيب لنشطاء وسياسيين معارضين لنظام الحكم.

 

وقال العسرى "الناس تخاف من أفلام دون أن تراها وتكون فكرة مسبقة كما حدث مع بعض أفلامى مثل (هم الكلاب)".

 

وأضاف "أنا لا أمارس السياسة، أنا أحاول أن أتطرق إلى هذه المواضيع كفنان من خلال الميدان السينمائى".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة