كيف يتحول الدين من وسيلة للهداية إلى أداة لهدم الأمم.. تحذير السيسى يطرح سؤلاً عن توظيف الإرهاب للدين.. "دينية البرلمان": الاسلام ضد العنف.. عضو البحوث الاسلامية: يحرفون المقصد الحقيقي لبعض النصوص الشرعية

"الاستعلاء بالدين يمثل مشكلة كبيرة وكانت سبباً للتطرف والإرهاب" هكذا حذر الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته فى جلسة بعنوان "اختلاف الحضارات" من استخدام الدين كوسيلة لتدمير الأمم.

تحذير الرئيس يطرح تساؤلات عن كيف تستخدم الجماعات الإرهابية الدين لتحقيق أهدافها ونشر الفوضى؟

شكرى الجندى، وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، قال إنه لا يجب استخدام الدين كوسيلة لدمار الانسانية، فالدين الاسلامى أكد على اعلاء القيم الانسانية واحترام الاديان السماوية وعقيدة الغير.

وأضاف "الجندى" فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن جميع الاديان أكدت على احترام الانسانية ونبذ العنف والتطرف، مشيرا إلى أن الدين الاسلامى أمر بإحياء الانسانية ونبذ العنف والتطرف، وأشار وكيل لجنة الشئون الدينية إلى أنه لا يجب استغلال الدين لهدم الأمم، ونشر الأفكار المتطرفة.

من ناحيته، وصف عبد العزيز النجار ، مدير إدارة الدعوة بمجمع البحوث الاسلامية تحذيرات  الرئيس عبد الفتاح السيسى من تحول الدين إلى وسيلة لتدمير الأمم ،عن طريق الفهم الخاطئ ،ب"الواقعية"

وقال النجار ل"اليوم السابع" :"كلمة الدين فهى تطلق على جميع الاديان السماوية المنزلة وان كانت شاع فى زمننا هذا ، و الدين الاسلامى نزل لإسعاد البشرية وتوحيد الامم لا التفريق لقوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" "

وأضاف النجار :"الانسان مخلوق للخلافة فى الأرض ، و هؤلاء الذين يوظفون النصوص لغير ما انزل الله عز وجل ويصرفون المقصد الحقيقي لبعض النصوص الشرعية الى غير المراد منها والله عز وجل، فإنهم مفسدون ومخالفون لنصوص القرآن ، والله أمرنا حتى وقت القتال ألا نعتدى وانما نحن فى موضع الدفاع و نهانا عن الاعتداء على أموال ومقدسات الاخرين"

وتابع: "هؤلاء الذين يحاولون تغيير العالم بالقوة يجعلون الأرض ساحة للقتال وسفك الدماء والتدمير والتخريب بدلا من أن تكون ساحة لنشر ثقافة التعايش وقبول الآخر ونشر المحبة بين البشرية على اساس الانسانية وليس على اساس العقيدة ،انما هم يستخدمون الدين لافساد الارض"

وأوضح أن فكرة الاستعلاء بالدين تمثل مشكلة كبيرة وكانت سبباً للتطرف والإرهاب، مضيفاً :"الإنسان مسئول عن نفسه فقط وليس الآخرين، والاعتزاز بالدين لا يعنى رفض ديانة الآخرين، وهنا أتحدث عن مصر والمنطقة العربية والإسلامية ولذا لا بد من احترام الآخرين حتى غير المؤمنين .. فهذا اختيارهم ونحن لسنا مسئولين عن ذلك.. بل سنحاسب عن اختيارنا فقط أمام الله.. لا تجعلوا الدين يستخدم كوسيلة لتدمير الأمم بالفهم والممارسة الخاطئة".

ومن جانبه، ثمن النائب علاء ناجى عضو مجلس النواب حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى بجلسة اختلاف الحضارات والثقافات المنظمة ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المنعقد حاليا بشرم الشيخ والتى حذر خلالها من استخدام الدين كوسيلة لتدمير الأمم.

وقال ناجى لـ" اليوم السابع " أن الرئيس السيسى دائما يضع يده على القضايا العامة والتى تمثل خطورة فى بناء المجتمعات حيث أن المتابع للمشهد خلال الفترة الماضية يرصد قيام بعض الجماعات باستغلال اسم الدين فى الدعوة لممارسة العنف.

وتابع عضو مجلس النواب أنه يجب على وزارة الاوقاف توجيه الأئمة بالمساجد إلى الحرص فى خطبهم  على ضرورة الدعوة إلى تقبل الآخرين بالإضافة إلى نبذ الأفكار المتطرفة مشددا على أن للإعلام دور بارز فى الحفاظ على استخدام الدين كوسيلة للتعمير وليس للتدمير من خلال شن حملات توعية بالاستناد إلى المتخصصين من رجال الدين.

وكان  الرئيس السيسى، طالب فى كلمته بمنتدى شباب العالم، فى جلسة بعنوان "اختلاف الحضارات"، الشباب بضرورة التفاعل والتسامح مع الآخرين، معقباً: "اعتز بدينك وقوميتك وجنسيتك ولكن لا تتكبر بأى منهم ولا تتصادم مع الآخرين.. لا تتكبر وخليها على قد الاعتزاز".