أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 نوفمبر 1973.. السادات يشكو لكيسنجر «إخوانه العرب الذين لا يفهمون رؤيته الاستراتيجية»

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 نوفمبر 1973.. السادات يشكو لكيسنجر «إخوانه العرب الذين لا يفهمون رؤيته الاستراتيجية» السادات وكيسنجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استيقظ هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية مبكرا صباح 7 نوفمبر (مثل هذا اليوم) عام 1973 فى مقر إقامته بفندق «هيلتون» بالقاهرة (راجع: ذات يوم 5 و6 نوفمبر 2017 )، ودعا عددا من مستشاريه إلى فنجان قهوة، حسب محمد حسنين هيكل فى كتابه «أكتوبر 73–السلاح والسياسة»، مضيفا: «انضم إلى المجتمعين «يوجين ترون» مندوب وكالة المخابرات الأمريكية فى القاهرة»، وعرف كيسنجر أن هناك رغبة من السادات فى تخصيص جزء مهم من جلسة المفاوضات المقررة صباح اليوم فى قصر الطاهرة لاجتماع مغلق بينهما وحدهما، واعتبر كيسنجر أن تلك علامة طيبة، غير أن وزير الخارجية إسماعيل فهمى يؤكد فى مذكراته «التفاوض من أجل السلام فى الشرق الأوسط» عن «مكتبة مدبولى–القاهرة» أنه هو الذى رتبه «لأن غرور كيسنجر يدفعه إلى التعامل مباشرة مع رؤساء الدول، وحتى يعطى الاثنين فرصة للحديث بحرية».
 
اشتعل قصر الطاهرة بالنشاط حين وصله كيسنجر فى الساعة العاشرة صباحا، وفقا لهيكل: «لقى استقبالا حارا من الجميع أدهشه باعتباره الرجل الذى أعطى لإسرائيل كل السلاح الذى طلبته لتغيير الموازين لصالحها فى معركة ضد الجيش المصرى، وأدهشه أيضا أن كثيرين من مستقبليه الرسميين المصريين أخذوه بالأحضان والقبلات، ولعلهم أرادوا أن يتباروا فيما بينهم وبين بعضهم حول أيهم يعرفه أكثر من قبل».
 
يؤكد هيكل: «دخل ثلاثة من كبار مستقبليه هم حافظ إسماعيل مستشار الرئيس للأمن القومى، وإسماعيل فهمى وزير الخارجية، والدكتور أشرف غربال المشرف على مكتب شؤون المصالح المصرية فى واشنطن إلى الصالون الرئيسى فى القصر، وما كادوا يجلسون حتى دخل الرئيس السادات مرتديا زيه العسكرى، مرحبا بحرارة شديدة، أدهشت كيسنجر، وبدأ الجزء الرسمى من الاجتماع، ولم يزد عن عبارات المجاملة وترحيب دافئ من جانب المضيف بضيفه.
 
يؤكد هيكل: «بعد دقائق التفت السادات للوفدين قائلا، إنه سيأخذ الدكتور كيسنجر إلى اجتماع مغلق بينهما، واستمر اجتماعهما ثلاث ساعات، وفى الربع الساعة الأخير منه انفتح باب الصالون، والتأم الشمل بين الجانبين مرة ثانية، وقال كيسنجر للجميع إنه ناقش مع الرئيس السادات مشروعا لفك الارتباط بين القوات المصرية والإسرائيلية يشمل نقاط ست، وأن الرئيس السادات وافق عليه، وسيذهب به «سيسكو» إلى السيدة جولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل) للحصول على موافقتها، ثم راح يتلو النقاط الست.
 
كان ما دار خلال الثلاث ساعات هو الأخطر، واختلفت الروايات بشأنه لأنه لم يحضره طرف ثالث، ولا يوجد تسجيل له حسب تأكيد هيكل، مضيفا: «هناك روايتين واحدة للسادات فى كتابه «البحث عن الذات»، ورواية لكيسنجر بعنوان «سنوات القلاقل» فى مذكراته، قال السادات فى كتابه: «استغرقت الجلسة الأولى ثلاث ساعات، بعد الساعة الأولى شعرت أنى أمام عقلية جديدة فى السياسة، وأنى أرى وجه أمريكا الحقيقى الذى كنت فيما مضى أتمنى أن أراه، أعتقد أنه لو رآنا أحد بعد الساعة الأولى من اجتماعنا لاعتقد أننا أصدقاء منذ سنوات وسنوات، لم تكن هناك أية صعوبة فى التفاهم، فاتفقنا على النقاط الستة ومن ضمنها إقرار أمريكا بخط 22 أكتوبر فى فض الاشتباك».
 
أما كيسنجر، فيقول: «فور أن دخلنا وحدنا راح الرئيس السادات يحشو غليونه بالتبغ ويشعله، ثم قال: «لقد كنت من زمن طويل أتشوق لهذه الزيارة، ولدى خطة سأحدثك عنها، ونستطيع أن نسميها خطة «كيسنجر»، ثم دعانى إلى جانب من الغرفة وضعت فيه بعض الخرائط وقد رسم عليها خط فك الارتباط كما يتصوره، ويمتد من سيناء من العريش إلى رأس محمد جنوبا، واستغربت لأنه كان لابد أن يعرف أن انسحاب إسرائيل لهذا الخط مهمة مستحيلة، ولم أكن أريد أن أبدأ معه برفض مقترحاته حتى مع اعتقادى أنها غير عملية، وهكذا رأيت أن أغير الموضوع، وقلت له: «قبل أن نتحدث فيما هو أمامنا الآن، أريدك أن تروى لى كيف استطعت تحقيق مفاجأة السادس من أكتوبر؟ وكان سؤالى هذا نقطة التحول فى حديثنا، وقد ضاقت عيناه وهو يستعيد ذكرياته وراح ينفث دخان غليونه، ثم ابتسم مدركا أننى قدمت إطراء يعطيه قيمته وينقل إليه الإحساس بأنه لا يتفاوض من موقع ضعف، وكانت روايته فى البداية بطيئة، ثم راحت التفاصيل تتسارع وتتدفق حتى قال: «أنا مصمم على إنهاء ميراث عبد الناصر، وأريد أن أعيد العلاقة مع الولايات المتحدة وبأسرع ما يكون، وراح يشكو لى من إخوانه العرب الذين لا يفهمون رؤيته الاستراتيجية الواسعة، وأنه ليس مستعدا لقبول ابتزازهم».  

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة