أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

حروب الفناء الذاتى!

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الغرب يتعامل مع الحروب الدينية التى أشعلها فى المنطقة على الطريقة الأوروبية، بإشعال حروب دينية استمرت ثلاثين عاما، فى القرن السابع عشر، وتفترض أن القضاء على الخطر الإسلامى، لن يحدث إلا بتأجيج حروب «الفناء الذاتى» بين الإسلاميين بعضهم البعض فى حروب تستمر، مثلهم، ثلاثين عاما، وهى نظرية خاطئة من الألف إلى الياء، لأن الأديان فى الشرق تختلف عنها فى الغرب، والدليل أن صراعات السنة والشيعة، مازالت مشتعلة منذ مقتل «الإمام على» حتى الآن، الغرب يعلم جيدا أن نار الصراعات الدينية إذا اشتعلت لا تنتهى وتقول «هل من مزيد؟».
 
الطريق الوحيد لمكافحة الإرهاب هو التوقف عن صناعة دواعش وتنظيمات إرهابية أخرى، ووقف مؤامرات تفكيك الدول، وقطع شرايين الدعم اللوجستى، فأمريكا أيقظت الشيعة فى العراق لضرب داعش، بعد أن خلقت داعش لضرب الشيعة، وقدمت العراق هدية لإيران وعربونا للصفقة، وأمريكا تدرب المعارضة السورية وتمدها بالمال والسلاح وتقسيم سوريا، وفرنسا فهمت اللعبة وتقف الآن مع مصر جنبا لجنب، لإنقاذ ليبيا من أن تتحول لمستنقع للإرهابيين، يتم دفعهم فى مرحلة أولى إلى مصر، وفى مرحلة لاحقة إلى الشواطئ الأوروبية، عبر الهجرة غير الشرعية، وبدأت الدول التى صنعت الإرهاب، تعانى من ويلات الإرهاب، وابتكر الإرهابيون وسائل بدائية، تفوق التطورات التكنولوجية فى التسليح والكشف عن المتفجرات، مثل الذئاب المنفردة والطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات.
 
لكن الخطر الذى يهدد الأمن القومى العربى هو العرب أنفسهم، بعد أن تم استدراجهم لمصيدة جهنمية يدخلونها بسلام آمنين، فلا يستطيعون لم شملهم، أو حتى مجرد إحياء حلم القومية العربية، بديلا للأفكار المتطرفة، التى دهست هويات الدول تحت عجلة تيارات ظلامية، تستهدف إحكام قبضتها على مصير الشعوب بالنار والحديد، ولم يدرك العرب أن كرة النار تتدحرج تحتهم، إلا بعد أن أحرقت كثيرا من الدول، فذنب العرب فى رقبة العرب.
 
بداية المكافحة الحقيقية للإرهاب، هى وقف إرسال الأسلحة للجماعات الإرهابية، وأن ترفع الدول الكبرى أيديها عن المنطقة، وأن تكف عن اللعب بنيران الصراعات الدينية والمذهبية، ولا تنظر للشعوب كفئران تجارب، فى معامل الفوضى الخلاقة، التى تنتهى بهزيمة كل المتحاربين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة