شهدت الأربع سنوات الماضية محاولات مستمرة من جانب الإرهاب - وبالتحديد عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى- لتهديد أمن الوطن، والعمل على تكدير سلمه، وزعزعة استقراره، وفى المقابل تعمل أجهزة الأمن بقطاعاتها المختلفة على مواجهة ذلك الخطر الأسود، وشهدت تلك السنوات عمليات دنيئة للعناصر الإرهابية، يُقابلها بطولات سطرها رجال الجيش والشرطة فى حربهما لمواجهة الإرهاب.
إرهابيون
ووفقًا لما أكدته مصادر بالحماية المدنية وإدارة المفرقعات، فإن عدد العبوات الناسفة التى تم استخدامها خلال أول عامين بعد عزل الرئيس الإخوانى (2013-2014)، قدر بنحو 689 عبوة ناسفة وبدائية الصنع، فضلاً عن 8750 بلاغًا لعبوات هيكلية لا تحتوى على مواد متفجرة، وفقًا لما أكدته مصادر بالإدارة العامة للمفرقعات، وتراجعت معدلاتها تدريجيًا فيما بين عامى 2015 و2016، حتى لم يسجل عام 2017 العثور على أى عبوات ناسفة، سوى بعد البلاغات التى تبين سلبيتها.
الشرطة تفكك عبوة ناسفة
كما سجلت العمليات الإرهابية التى نفذت عن طريق الدراجات البخارية واستهدفت المنشآت الحيوية والبنوك، وفق ما أكدت مصادر أمنية ما يقرب من 69 عملية إرهابية خلال السنوات الأربعة التالية لعزل "مرسى"، كان معظمها فيما بين عامى (2013،2014)، وتراجعت معدلات العمليات الإرهابية التى نفذت بواسطة الدرجات البخارية بشكل ملحوظ، حيث سجل عام 2017 عملية إرهابية واحدة استخدم فيها الدراجة البخارية وهى استهداف سيارة شرطة بقرية أبو صير بمركز البدرشين بجنوب الجيزة.
وللحد من العمليات الإرهابية التى استخدمت فيها الدراجات البخارية، وجهت وزارة الداخلية جهودها لضبط الدراجات البخارية المخالفة، والتى لا تحمل تراخيص سير، حيث تم حجز العديد من الدراجات خلال العام الجارى وما قبله، وخلال شهر أكتوبر الجارى تم تحرير مخالفات لنحو 25 ألف دراجة بخارية، فضلًا عن مصادرة أخرى، وجمع بعضها من المتروكة فى الشوارع.
وتراجعت معدلات العمليات الإرهابية التى استخدمت فيه السيارات المفخخة بشكل كبير، حيث لم يسجل عام 2017 أى عمليات إرهابية باستخدام السيارات المفخخة داخل القاهرة أو الجيزة والمحافظات الداخلية، مقارنة بأعوام 2015 وما قبلها، والتى استخدمت فيها وفق تأكيدات مصادر بإدارة المفرقعات والحماية المدنية، نحو 20 سيارة مفخخة استهدفت مديرتى أمن القاهرة والدقهلية ومبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، والقنصلية الإيطالية فى القاهرة، واغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق.
انفجار بسيارة مفخخة
اللواء عبد الحميد زهران الخبير الأمنى يُرجع سبب نجاح القوات الأمنية فى القضاء على الإرهاب، وخاصة فيما هو متعلق بالعبوات الناسفة، إلى حالة اليقظة التى تحلى بها الأفراد فى الفترة الأخيرة، بعد تلقيهم تعليمات واضحة وصريحة بذلك، خاصة بعد استهداف العمليات الإرهابية الأخيرة، مؤكدًا أن نجاح قوات الأمن فى الحد من خطورة الإرهاب يرجع إلى عدة عوامل أخرى، من بينها القبض على عدد من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وقيادتها الذين تولوا تشكيل الخلايا النوعية التى نفذت عمليات إرهابية عديدة خلال العامين الأولين لعزل "مرسى"، فضلًا عن تجفيف منابع تمويل الإرهاب عبر المنافذ الدولية وخاصة من قطر.
ويرى اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى، أن وزارة الداخلية تضررت كثيراً عقب ثورة 25 يناير، على كافة المستويات سواء المعدات أو الأفراد، وخلال السنوات الأخيرة نجحت الوزارة فى التعافى بشكل كبير، وتم تدارك الأمر سريعاً، وساعد على ذلك الدعم الذى أولته الدولة للوزارة، ودعمها بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وهذا كان له أكبر الأثر فى التصدى للعمليات الإرهابية التى حدثت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة