هل أصبح التحرش مادة خاما للتسلية يعترف البعض ويعتذر البعض الآخر؟!
وهل تحول الشذوذ الجنسى مفخرة وحرية شخصية معلنة، وكأن كل القيم الإنسانية والطبيعة التى خلقنا الله عليها لابد أن تحتمل الغريب والمستغرب.
سيل من الاعترافات فى بلاد الحرية والديمقراطية والدول المتقدمة والمطلوب من مجتمعاتنا الشرقية أن ترحب وترفع القبعة، بل ونعتبرهم المثل الأعلى فى التقدم والرقى يحتذى به.
لدينا أيها السادة قاعدة واضحة جلية فى الإسلام تقول:
«إذا بليتم فاستتروا».. وهذا من أجل عدم المجاهرة بالسوء والفاحشة.. تلك الفاحشة التى يعتبرها البعض من مستلزمات الرقى وتقدم الدول وأنا هنا لا أخص الإسلام بقاعدة الستر فجميع الأديان السماوية لابد وأنها تدعو إلى الستر وعدم الفضيحة كنوع من تدارك الأمور وعدم نشر الرذيلة.
ربما يكون الكثيرون فى العالم قد صدمهم إعلان الممثل العالمى:
«كيفين سبيسى» بأنه شاذ جنسيا بل إنه سبق وأن اعتدى على مراهق فى الماضى وربما مراهقون.. ويعتذر عما بدر منه وكأن اغتصابه لمراهق سيمر مر الكرام، كأنه صفع شخصا ما على وجهه أو داس على قدميه فيعتذر.
رغم أن الخبراء النفسيين يرون أن نوعية من الشواذ جنسيا خاصة من الرجال هم فى بدايتهم قد تعرضوا إلى الاغتصاب فى صغرهم، وهل من المفترض أن نعتبر تشوه إنسان قريب لك أو بعيد عنك حدث لا ننظر إليه على أنه جريمة لابد وأن يعاقب عليها القانون، ويكفينا مجرد الاعتذار.
ومن قبل تم فضح المخرج والمنتج الأمريكى «هارفى واينستين» ذلك الذئب البشرى الذى لم يترك فتاة وقعت تحت يده إلا واغتصبها أو راودها عن نفسها.. أو على الأقل تحرش بها جنسيا.. وكل هذا فى سبيل الفن ورفعة الحياة الفنية فى السينما الأمريكية والعالمية.
ربما نجد أن الأمور هذه فى مجال الفن والسينما أمر عادى وربما غير مستغرب ولكن أشد ماصدمنى أن يحدث هذا فى مجتمع محافظ مثل المجتمع البريطانى وفى وزارة أقل ما يقال عنها هى علامة الانضباط والالتزام، وهى وزارة الدفاع البريطانية فقد تم اتهام الوزير.
«مايكل فالون» بتحرشه بالصحفية منذ خمسة عشر عاما.. وقام بالاعتذار وتقديم استقالته.. والغريب أن الصحفية المبجلة التى لم يتم الإشارة لماذا نشرت ما حدث بعد مرور 15 عاما، وبالتحديد الآن! حيث وصفت الوزير المتحرش أن علاقتها طيبة معه.. بصراحة ضحكت كثيرا.. واستغربت فبالتأكيد هى التى سربت معلومة التحرش حتى تفضح رجلا ستره الله طوال خمسة عشر عاما.
والحقيقة التى لا مفر منها أن مصر هى الدولة رقم 2 فى التحرش الجنسى على مستوى العالم، لدرجة أن التحرش أصبح أداء يوميا كالماء والهواء.
لا نخجل منه ولربما سيأتى الوقت لتأريخه، وكيف بدأ وما هى الظروف المحيطة.
إذا كنا فى مصر والدول المحافظة بها قدر كبير من الكبت، ونرجع أسباب التحرش والاعتداء الجنسى لهذا السبب، بالإضافه لتأخر سن الزواج والظروف الاقتصادية المتدنية، فماذا عن الدول المتقدمة التى بها قدر كبير من التحرر والحرية التى تسن فيها قوانين تدافع عن حرية المرأة فى كل شىء، ومازالت جسد المرأة ينتهك، ولا تستطيع المرأة البوح إلا عندما يفيض بها الكيل وتنفجر.
أعتقد أن كل هذه الأمور إنما تعود إلى منظومة القيم والأخلاقيات الموجودة فى المجتمعات الغربية كانت أم الشرقية.. المحافظة منها أم المتحررة.
«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، فالفيصل هنا العودة إلى الأخلاق الحميدة تلك الأخلاق التى تسير مع الطبيعة البشرية البسيطة والفطرة التى فطر الله الناس عليها.. وصدقونى كلما شعرنا أن أخلاقنا تسير فى اتجاه عكس فطرتنا الأولى البسيطة كلما أدركنا أن هناك شيئا خطأ، وأن هناك جرائم ترتكب باسم الحرية والتحرر.. ولا أظن أن الأمور سوف تستقيم لغير المالوف مهما زاد عدد المدافعين عنها.. فالصحيح أحق أن يتبع.. والله أعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة