زلزال استقالة سعد الحريرى يفتح الباب أمام قائمة الاغتيالات السياسية فى لبنان.. رئيس الوزراء يترك منصبه ويؤكد: لمست ما يحاك لاستهدافى.. وتقارير: التهديدات تلاحقه منذ 2011 وإيران وحزب الله فى صدارة المتهمين

السبت، 04 نوفمبر 2017 06:40 م
زلزال استقالة سعد الحريرى يفتح الباب أمام قائمة الاغتيالات السياسية فى لبنان.. رئيس الوزراء يترك منصبه ويؤكد: لمست ما يحاك لاستهدافى.. وتقارير: التهديدات تلاحقه منذ 2011 وإيران وحزب الله فى صدارة المتهمين زلزال استقالة سعد الحريرى من رئاسة وزراء لبنان
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مفاجأة من العيار الثقيل، تقدم سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان باستقالته من منصبه على هامش زيارته التى أجراها للمملكة العربية السعودية، معربا عن خشيته من التعرض للاغتيال، قائلًا: "لمست ما يحاك سرًا لاستهداف حياتى". واصفًا الأجواء الراهنة بأنها تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريرى.

 

وأعلن الحريرى فى ختام خطابه استقالته من منصبه موجهًا الشكر إلى كل من تعاون معه، وقال إن اللبنانيين سيتجاوزون الوصاية الخارجية، وأكد على أن إيران بشرها حولت حزب الله إلى دولة داخل الدولة اللبنانية تسيطر على كل مقاليد الأمور.

استقالة الحريرى
استقالة الحريرى

 

مخطط اغتياله

وحسب قناة العربية، فأنه كان هناك مخطط لاغتيال سعد الحريرى، رئيس وزراء لبنان المستقيل، وأنه تم إحباط العملية فى بيروت قبل عدة أيام.

 

وأضافت المصادر، أن المخططين لعملية الاغتيال عطلوا أبراج المراقبة خلال تحرك موكب الحريرى فى بيروت منذ أيام.

 

ولم يكن الخوف من الاغتيال وليد اليوم ففى 2011 خرج سعد الحريرى من لبنان ، بعد أن تواترت المعلومات الأمنية الدقيقة عن أنه مستهدف وكل تحركاته تخضع للمراقبة بعدما أصبح المطلوب الأول على قائمة الاغتيالات السياسية فى لبنان، كونه يشغل رئيس أكبر تيار سياسى سنى ويمثل رمزية وشعبية الأب الحريرى والرافض القوى لاستمرار نظام الرئيس السورى بشار الأسد.


وأمضى سنوات وهو يقيم فى الخارج، يستقر فى العاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية مع عائلته الصغيرة زوجته لارا وأولاده حسام ولؤلؤة وعبدالعزيز، ويتنقل ما بين باريس وسويسرا بطائرته الخاصة على أمل أن تنتهى ولاية بشار فى سوريا ويعود دون أن يطارده شبح الاغتيال.

 

أسباب استهدافه

ويرى مراقبون، إنه كانت هناك دوافع خفية لتصفيته الذى يتعامل فى السياسة ويمارس المعارضة البرلمانية، ربما تكون مواقفه الحادة من النظام السورى وعدم رضاء حزب الله عنه، وربما تكون لعبة السياسة حتى يبتعد سعد عن المسرح السياسى فى لبنان بما يمثله من دعم كبير لتياره المستقبل الذى ينطوى ضمن قوى 14 مارس المتنوعة.

 

رفيق الحريرى
رفيق الحريرى


فالحريرى أخذ على عاتقة مهمة توفير الدعم المادى والمعنوى لتيار المستقبل، فى بلد لا تستقيم فيه لعبة السياسة دون غطاء مالى وفير، ومن هنا كلما نجح رافضوه فى إبعاده حانت لهم لحظات الانقضاض على المشهد اللبنانى برمته. الحريرى يبلغ من العمر 43 عاما وهو خريج جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية وهو الابن الثانى بعد بهاء لكن بعد اغتيال والده فى عام 2005 تم تصعيده للمشهد السياسى وشغل منصب رئيس الوزراء وزعيم تيار المستقبل.

 

خصومة

خصوم الحريرى فى السياسة كثر لكن من أين يأتى التهديد بالقتل؟ هو يخشى النظام السورى ومن يؤيده فى الداخل اللبنانى، يعرف أن مهمة تصفيته ليست بالأمر الصعب على القتلة، لهم سوابق عديدة وشهيرة، كانت لبنان مسرحا للاغتيالات الدامية منذ عام 2004، ولا أحد يتوقع أين تحدث ومن تصيب؟ الجميع يحبس أنفاسه ويتوقع الأسوأ.

 

عُرف سعد بخصومته الشديدة لحزب الله والحكومة السورية، اللذان يحملهما مسئولية الضلوع في التفجير الذي أودى بحياة والده عام 2005م، حيث ورث والده سياسيًا وشكل ما يعرف باسم تحالف 14 مارس، هذا هو سعد الدين الحريرى المستقيل من رئاسة الحكومة اللبنانية، بسبب تدخلات إيران فى المنطقة.

 

إيران وراء الاستقالة

قال الحريرى، إنه أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن وحذر من أن الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها"، وأضاف الحريرى: "إن إيران تسيطر على المنطقة، وعلى القرار فى سوريا والعراق واليمن"، وفى إشارة إلى التعاون بين إيران و حزب الله، أعلن: "إيران وجدت في بلادنا من تضع يدها بيدهم".

نصرالله
نصرالله

 

وأكد رئيس الوزراء المستقيل رفضه "استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين"، مشيرًا إلى أن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربى، متابعًا: "لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة".

 

عاصفة على السوشيال ميديا

خاض الحريرى، منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عامًا مواجهات سياسية عدة مع دمشق، وحزب الله، لكنه اضطر مرارًا إلى التنازل لهذين الخصمين القويين، وكان والده رفيق الحريرى، رئيسًا للحكومة اللبنانية، حتى اغتيل فى تفجير ضخم استهدف موكبه فى بيروت، فى العام 2015، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر فى اغتياله عناصر من حزب الله بالتورط فى العملية.

 

واجتاحت عاصفة من التأييد لـ"الحريرى" عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعد إعلان استقالته، حيث أشاد الإعلامى محمد فهد الحارثى عبر حسابه الرسمى على "تويتر بالاستقالة، قائلا: "موقف بطولى.. الرجل كان حازما فى مواجهة إيران.. وكان واضحا أن أجواء التهديدات تخيم على بيروت".

 

الحريرى
سعد الحريرى

 

 من جانبه، علق ثامر الشبهان، وزير الدولة لشئون الخليج العربى بالمملكة العربية السعودية، على استقالة "الحريرى، فى تغريدة على حسابه الشخصى، بموقع التدوينات المصغرة "تويتر": "أيدى الغدر والعدوان يجب أن تبتر".

 

لبنان تاريخ من الاغتيالات

دعم مخاوف سعد الحريرى من اغتياله أن للبنان تاريخ أسود من الاغتيالات فاهتزت بيروت على صوت انفجار مدو استهدف الرمز والسياسى مروان حمادة فى أول أكتوبر 2004 لكنه نجا، وفى يوم 14 فبراير 2005، وقع الاغتيال الكبير بتفجير موكب رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق.

 

وبدأت موجة جديدة وعاصفة من عمليات الاغتيالات الواسعة، حيث جرى اغتيال الكاتب الشهير المعارض للوجود السورى سمير قصير فى الثانى من يونيو 2005 وبعد أقل من 20 يوما على هذه الجريمة تم اغتيال جورج حاوى الأمين العام للحزب الشيوعى السابق.

 


كانت عمليات الاغتيال تتم بأسلوب التفجير عن بعد وجميعها يتسبب فى وقوع ضحايا آخرين سواء من المرافقين أو من تصادف وجودهم فى مكان الانفجار. عاشت لبنان ظروفا صعبة.

 

كانت عمليات الاغتيال تتنقل بين المناطق وتستهدف كل صوت يرفض ويعارض سوريا وحلفائها فى الداخل. وفى هذه المرة جاءت محاولة اغتيال الياس المر وزير الدفاع فى 12 يوليو 2005 ونجا منها بمعجزة، ودخل فى مراحل علاج طويلة وممتدة فى أوروبا، أعقبتها محاولة اغتيال الإعلامية مى شدياق فى 25 سبتمبر من نفس العام ونجت منها ونتج عنها بتر أطرافها اليسرى القدم والساق، وشكلت هذه المحاولة تحولا خطيرا فى المشهد بعد أن بدأ القتلة فى وضع المعارضات على قوائم التصفية والاغتيالات، ثم حدثت جريمة اغتيال النائب والصحفى جبران توينى فى ديسمبر من نفس العام.

 

كان سعد الحريرى يراقب كل هذا بحسرة وتحد، لكن حدثت الصدمة وأفاقت بيروت على خبر اغتيال الوزير الشاب بيير أمين الجميل فى فى 21 نوفمبر 2006  ومن شدة الانفعال ضرب الحريرى يده فى الحائط وتعرضت للكسر.


ثم جاءت عملية اغتيال النائب وليد عيدو ونجله يوم 13 يونيو 2007، وبعدها وقع انفجار دام أودى بحياة نائب الكتائب أنطوان غانم فى سبتمبر من نفس العام، وآخر اغتال اللواء فرانسوا الحاج يوم 12 ديسمبر والذى كان مرشحا لتولى مهمة قائد الجيش خلفا للعماد ميشال سليمان الذى تم انتخابه رئيسا للجمهورية.

 


وفى تطور لافت تم استهداف النقيب وسام عيدو فى 25 يناير 2008 وهو مهندس التحق بفرع المعلومات الأمنية وتوصل إلى شبكة الاتصالات المعقدة التى تورطت فى جريمة اغتيال الحريرى. و. وتم اغتيال العميد وسام الحسن مدير شعبة المعلومات فى 12 أكتوبر العام الماضى 2012 وهو رجل أمن نجح فى تعقب شبكات إرهابية خطيرة وشبكات تجسس لحساب الموساد، كانت الاغتيالات تحدث حتى يسقط البرلمان والحكومة وتفقد الأغلبية التى كان يتزعمها الحريرى أغلبيتها كما كانت عمليات الاغتيال تخطط لسقوط الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة من خلال التصفية الجسدية للنواب والوزراء لآجل لا تتم موافقة البرلمان والحكومة على المحكمة الدولية فى اغتيال الحريرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة