قال فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والأديان "كايسيد" ومستشار الديوان الملكى السعودى، إن المجرمين الذين يرتكبون الجرائم باسم الدين لا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد وهناك مؤسسات دينية إسلامية عديدة فى أغلب الدول أعلنت تبرئها من هؤلاء المجرمين.
وأضاف بن معمر، فى ندوة بعنوان دور القادة والمؤسسات الدينية فى ترسيخ ثقافة الحوار نظمتها الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية ظهر اليوم السبت، أن التعايش وتعزيز الحوار والسلام الاجتماعى هى الأهداف التي نسعى لها، مؤكدًا على أن الحوار أفضل الوسائل لمكافحة الظواهر الشاذة من إرهاب وعنف وتطرف.
وأعرب عن سعادته بزيارة مصر، قائلا: "حضرت مصر كثيرا وشاركت فى معرض القاهرة للكتاب أكثر من مرة وتعلمت من أساتذة مصريين عظماء".
وأوضح الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والأديان، أن مشروع الحوار الوطنى بالسعودية عام 2003 كنا نبحث عما يجمع الناس ونعزز به العلاقات الإنسانية عندما أعددنا دراسة كانت شاملة لبحث أسباب التباعد وحل مشاكلها وكانت أهم التوصيات هى إنشاء مؤسسة دائمة للحوار وأطلقنا مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار ثم استمرت عمليةالحوار بالسعودية فى إطار هياكل تنظيمية ومجالس أمناء ولوائح ومن أهم المبادئ هو لاتفاق على آداب الحوار من احترام اتباع الطيانات والمذاهب المختلفة.
وأشار بن معمر، إلى أنه خلال 13 سنة تم إنشاء أول أكاديمية للتدريب على أداب الحوار وهى متاحة الآن لكل العالم العربى ثم مركز استطلاعات الرأى العام بالسعودية إضافة لمراكز أبحاث أخرى، لافتًا إلى أن السعودية والنمسا وأسبانيا والفاتيكان اتفقت على تأسيس مركز الحوار ويضم 5 ديانات الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية للوصول إلى 70% من البشر ويضم فى أمانته 3 مسلمين و3 مسيحيين ويهودى وبوذى وهندوسى.
واستطرد الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والأديان: "عقدنا اتفاقيات مع جهات مختلفة للوصول إلى صناع السياسات وأكبر قدر من صناع القرار للتأثير عليهم ومساعدتنا في الوصول لنتائج واقمنا منصة للحوار بين المسلمين والمسيحيين فى إفريقيا الوسطى ونيجيريا ومنصة أخرى للحوار في ميانمار، ونهدف إلى التأكيد أن دور العبادة والأسرة والمدرسة شركاء لنا فى عملية الحوار ونهدف للخروج من حوارات النخبة والوصول لأكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع"، مؤكدًا على أن المركز يركز على الحوار بين أنصار الديانات المختلفة دون التطرق للمعتقدات مشيدا بالتعاون مع الأزهر الشريف فى مجال الحوار بين الديانات والثقافات.
ولفت بن معمر، إلى أن الوطن العربى يحتاج لتسويق فكرة تجديد الخطاب الدينى لأن البعض لديه تخوفات من المصطلح خوفا من أن يمس الثوابت دينية وهذا غير صحيح ولا مساس بهذه الثوابت"
وتابع الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والأديان، أن النظام الإيرانى لا يريد الحوار بل يريد تأسيس مليشيات وهو يستخدم الدين لأغراض سياسية وهو ما تفعله بعض الجماعات الأخرى وهذا التصرف الإيرانى أضر بالشيعة والآن أغلب الشيعة وأعوان بما تقوم به إيران ويرفضونه.
من جانبه، قال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الانجيلية مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، إن لقاء اليوم يمثل نقلة مهمة للحوار بين مؤسسات المجتمع المدنى وقدم ملخصا لدور الهيئة القبطية الإنجيلية فى المجتمع المصرى منذ الخمسينات بخدمة 2 مليون مواطن سنويا فى مختلف المجالات دون النظر للون أو دين أو جنس.
وأكد زكى، على أن الهيئة تستخدم المدخل الحقوقى للتنمية حيث لابد من توافر كل الحقوق للمواطن من أجل التنمية، مشيرًا إلى أن الهيئة تهتم بالحوار المجتمعى عبر منتدى شباب الدعاة ومنتدى حوار الثقافات ومنتدى شباب الإعلاميين.