صور.."اليوم السابع" كان على موعد مع شهداء الروضة قبل الحادث.. 3 ضحايا فى المجزرة مفاتيح خير لأهاليهم البسطاء بشمال سيناء قتلهم الإرهاب.. و"ماجد" تحدى إعاقته لتدبير نفقات أسرته واستشهد مع والده

الخميس، 30 نوفمبر 2017 08:57 م
صور.."اليوم السابع" كان على موعد مع شهداء الروضة قبل الحادث.. 3 ضحايا فى المجزرة مفاتيح خير لأهاليهم البسطاء بشمال سيناء قتلهم الإرهاب.. و"ماجد" تحدى إعاقته لتدبير نفقات أسرته واستشهد مع والده ماجد والسعيد وعبدالرحمن شهداء حادث الروضة
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ماجد، السعيد،عبدالرحمن، 3 من شهداء مسجد الروضة بشمال سيناء، كانوا مفاتيح خير لأهاليهم فى قرية الروضة وضواحيها من الساعين لقضاء حوائج الناس، الشهداء الثلاثة كان لـ" اليوم السابع"معايشة لسعيهم لتقديم الخير قبيل استشهادهم بشهور وأيام قليلة.

الشهيد ماجد
الشهيد ماجد
 

ماجد المعاق وناظر المدرسة

"ماجد شاب سيناوى هزم الإعاقة من عشة بسيطة بقرية الروضة" تحت هذا العنوان نشرت "اليوم السابع" فى مايو الماضى، قصة ومعاناة " ماجد " الشاب المعاق الذى استشهد فى مجزرة الروضة يوم الجمعة الماضية هو ووالده المسن.

الشهيد" ماجد سالم سليم " 27 عاما، الشاب الذكى، كان وراء نشر قصته، ناظر مدرسة الروضة الإعدادية " السعيد أحمد أبوعيطة"، وهو أحد أبناء مدينة المحلة الكبرى، الذى استقر فى قرية الروضة منذ 17 سنة، حتى أصبح من أهلها، واستشهد مع ابنه 7 سنوات، وهو يؤدى صلاة الجمعة فى مسجدها.

 

ماجد فى عشته
ماجد فى عشته
 

الشهيد " السعيد"، كان مقربا للشاب المعاق، الذى كان يحضر للمدرسة لمتابعة والاطمئنان على شقيقه يحيى الطالب فى المدرسة، قُربه من " ماجد" دفعه لأن يطرق الأبواب لمساعدته، خصوصا أنه يساهم مع والده فى تدبير نفقات أسرتهم، وفى منزل " ناظر مدرسة الروضة "، كان لقاء " ماجد "، واستكمل فى بيت المعاق فى عشة من البوص تطل على مساكن قرية "الروضة"، التابعة لمركز بئر العبد، فيها كان يعيش، مع والديه وشقيقه الطالب فى الثانوية العامة، الكرسى المتحرك وسيلة للتنقل، يتركه على أقرب طريق للعشة على بعد 200 متر، يسيرها زحفا على بطنه، أو محمولا بين أياد من يرافقوه.

كانت الابتسامة لا تفارق وجه "ماجد"، الذى بالكاد ينطق حروفا مفهومة، وإن كان يملك ذكاء حادا، فهو بحسب ماقاله خلال اللقاء والده "سالم سليم" الذى استشهد فى الحادث الإرهابى، أن ابنه ولد مصابا بإعاقة كلية فى أطرافه، وحاول أن يبحث عن علاج له فى كل مكان دون جدوى، حتى استسلم للأمر الواقع، وأن ما يستطيع "ماجد" أن يعين به نفسه، هو شرب الشاى والماء من الكوب، بينما يقضى بقية حياته معتمدا على مساعدته فى تناول الطعام، ومساعدته فى قضاء حاجته.

وخلال ذاك اللقاء وبحروف تكاد تكون مفهومة كان إصرار "ماجد"، أن ينطق عبارة أنه يستطيع أن يقرأ فى إشارة لتحديه كل مايحيط به، وترجم إشارته الشهيد "السعيد أحمد" بقوله إنه استغرب من الذكاء الشديد الذى يتمتع به ماجد، عندما كان يحضر للمدرسة على الكرسى المتحرك للاطمئنان على شقيقه.

وأضاف أنه علم أن "ماجد" الذى أرغمته الظروف أن يقيم فى عشة بقرية الروضة، لم يتلق تعليمه فى أى مدرسة، واستطاع أن يتعلم القراءة دون أن يكتب، لأنه لايمكنه الإمساك بقلم، وكان تعليمه عن طريق شقيقة له تكبره، وأن ماجد شاب محبوب من كل أبناء القرية، فهو يغادر عشته، ثم يستقل الكرسى المتحرك قاطعا مسافة تصل لنحو كيلو، للجلوس فى ديوان القرية، وزيارة أصدقائه، وإقامة الصلاة فى المسجد الكبير وسط القرية، ولايكل ولايمل من التحرك لأى مكان يرغب الوصول إليه.

 كل ما كان يملكه 300 جنيه شهريا تصله من التضامن، ويواجه ظروفا صعبة فى الحصول على أدوية لازمة له، ويأمل أن يجد عملا مناسبا لحالته أو مصدر رزق يكفى.

انتهى وقتها اللقاء بالشهيدين " ماجد " و" السعيد" والشهيد " والد ماجد" فى عشته، وبعد النشر تواصل معهم وعن طريق ناظر المدرسة، أحد فاعلى الخير من المصريين المقيمين فى دولة الإمارات العربية المتحدة، لتوفير مبلغ مالى شهرى يعينه على تدبير حاجاته الشخصية، وشاء القدر أن يقع " الناظر" و" المعاق" ضحايا شهداء يوم المجزرة.

آخر لحظات الحياة

" اليوم السابع" عاد لبيت ماجد بعد استشهاده، وكان فى ذات العشة التى جرى فيها تسجيل اللقاء، يجلس شقيقه " يحيى" الطالب فى الصف الثانى الثانوى بمدرسة الروضة.

قال يحيى إن ماجد توجه للمسجد يوم الجمعة فى الساعة التاسعة صباحا، وهو اعتاد على الذهاب مبكرا للمسجد الرئيسى فى القرية الذى شهد المجزرة رغم وجود مسجد آخر قريب منهم، ثم لحقه والده، واستشهد الاثنان.

أضاف أنه وشقيقين له صلوا الجمعة فى المسجد المجاور لهم وسمعوا إطلاق النيران وعند خروجهم من الصلاة علموا بالمجزرة وتوجهوا مسرعين للمسجد ليفاجأ أن والده وشقيقه ماجد ضمن الشهداء.

وتابع قائلا " نحتسبهم عند الله من الشهداء، وأعرب عن حزنه لاستشهاد ناظر مدرسته وكثير من زملائه، وأصبح كل أمنيته أن يستطيع أن يجمع بين دراسته وتولى شئون أسرته التى تجمع شقيقين ووالدته لتدبير أمور معيشتهم.

 

الشهيد " السعيد" وأطفاله

الشهيد أبوملحوس

"مريم" فتاة بدوية تعلن الحرب على الجهل بسيناء.. وتنشئ أول مركز تنويرى"، تحت هذا العنوان نشرت اليوم السابع فى أغسطس الماضى، تجربة فتاة اتخذت لها مكانا فى منطقة نائية تابعة لقرية الروضة ومحرومة من الخدمات لتعليم الأطفال.

 

كرسى المعاق فى موقع المجزرة

وراء نشر قصة الفتاة البدوية مريم، الشهيد " عبدالرحمن أبوملحوس"، وكما يناديه أهل القرية "أبوخالد"، الذى استشهد فى مسجد الروضة مع 12 آخرين من أبناء عائلته، ونجا ابنه الصغير " خالد" من الموت بأعجوبه.

 

 فى احتفال افتتاح الفصل

وجاء إصرار الشهيد " عبدالرحمن " على التواصل مع اليوم السابع، ونشر قصة مريم، لإيمانه بتجربتها التنويرية فى إنقاذ مستقبل أطفال المنطقة، وكان هو واثنين آخرين من المهتمين بقضايا نشر التعليم فى المنطقة وراء تشجيعها والوقوف خلفها حتى تنجح، وكان آخر مناسبة يشارك فيها قبيل استشهاده هى افتتاح مركز مريم التنويرى بعد تحويله من عشة لفصل مجهز وجاء استجابة من إحدى الجمعيات الخيرية لما نشر.

تقول " مريم جمعة " المعلمة التى بدأت مركزها التنويرى، إنها عندما فكرت فى إطلاقها، كان 3 من الرائدين فى العمل المجتمعى وراء تشجيعها وهم الدكتور خالد زايد، والدكتورة أمل نصرالله والشهيد عبدالرحمن أبوملحوس.

 

قبل الحادث

أضافت أن الثلاثة تعاونوا على إنبات الفكرة وإخراجها لحيز التنفيذ من عشة، كان دور الشهيد، هو نقل المؤن وبناء العشة وإحضار الأدوات، وبين الحين والآخر إحضار شنط فيها هدايا للأطفال الدراسين لتشجيعهم على الاستمرار.

وقال زميله الدكتور خالد زايد، أن مساهمة الشهيد فى نجاح مشروع الفصل التنويرى، جزء بسيط من أعمال كان يقوم بها لخدمة المجتمع، وتوصيل الحاجات للمحتاجين فى سيارته الخاصة لقرى ومناطق أخرى خارج الروضة فضلا عن ربط أصحاب الخير والمؤسسات والقائمين عليها، بالحالات الإنسانية التى تستحق المساعدة  فى عمل مشروعات، لافتا إلى أنهم كانوا يعدون سويا لفتح مزيد من الفصول التنويرية فى المناطق التى تستحق ولا تصل إليها خدمات التعليم ويتواصلون مع جميع الجهات الداعمة لتنفيذ الفصول.

 

الشهيد عبدالرحمن أبوملحوس
الشهيد عبدالرحمن أبوملحوس

اللقاء الأخير

بعد انتهاء فعالية افتتاح مركز مريم التنويرى، كان اللقاء الأخير للشهيد مع زملائه، حول موقد نار يلتف حوله الحضور، خلاله حرص على تقديم وجبة إفطار خفيفة انتهى بوداع للأبد.

 

الشهيد وسط الأهالى
الشهيد وسط الأهالى

بعد الحادث الإرهابى، بقى المجلس مفتوحا، ولكن بلا رواد، وتبين أنه إلى جانب الشهيد عبدالرحمن استشهد 12 آخرين من عائلته، بينهم 3 كانوا ضمن حضور آخر لقاء فى مجلسه، وشاب آخر من رواد العمل التطوعى ووالده وهو " طلال أبورشيد".

 

 مع أطفال الفصل فى العشة
مع أطفال الفصل فى العشة

على بعد أمتار قليلة من المجلس حيث منزله، وهو سور بداخله غرفة يتخذها مسكنا إلى جانب مجموعة عشش، على بابه تستقبل الزوار والدته المسنة، وهى تعيد حزم أمتعة، يملؤها الفرح برائحة " حبايب عبدالرحمن " كما تقول، وهى تفتخر أن الله اختاره شهيدا، وتقول إن ابنها الأكبر، كان سندها بعد ترملها بوفاة زوجها، وكان بارا بها.

 

 على باب الفصل بعد بنائه
على باب الفصل بعد بنائه

أبناء الشهيد 4 أكبرهم خالد 10 سنوات، الذى نجا من الموت يوم المجزرة بأعجوبة، فقد اصطحبه والده للصلاة فى المسجد، وكما يقول " عند بداية إطلاق النار استطاع تسلق الجدران والهرب من الشباك والزحف على بطنه حتى وصل منزلهم، وأخبر والدته أنه رأى " عمه " وهم يقتلوه ولكنه لم ير والده رغم أنه كان بجواره.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة