"الهادى" من قلب السجن: المخدرات ضيعتنى والحرية أغلى شىء واتعلمت الدرس

الخميس، 30 نوفمبر 2017 08:00 ص
"الهادى" من قلب السجن: المخدرات ضيعتنى والحرية أغلى شىء واتعلمت الدرس المتهم
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعرف أن المخدرات ستحرمه من أطفاله الأربعة، وأسرته فى كفر الشيخ، ولم يتوقع أن سكة الندامة آخرها السجن، ليصطدم بأسوار السجون، بعد القبض عليه فى قضية مواد مخدرة، ويقضى سنوات العمر خلف القضبان، يلعن أصدقاء السوء، ووسوسة الشيطان، ويعلن نفسه يوم أن سلمهم جميعاً عقله وفكره.

التقى "اليوم السابع"، السجين الذى سرد قصته مع المخدرات، وكيف تحول فجأة لسجين وحُرم من أسرته، ليقضى جزءا من حياته فى الزنازين.

قال "السجين"، اسمى "الهادى.ص" أبلغ من العمر 32 سنة، تزوجت قبل 10 سنوات من الآن من سيدة تقطن بالقرب منا فى كفر الشيخ، وكانت الأمور تسير بطريقة طبيعية، ومرت الأيام وأنجبت منها الطفل تلو الآخر، حتى أصبحت أبا لأربعة من الأطفال.

وأضاف "السجين"، ربما لم أتخيل يوماً من الأيام أن يحرمنى شىء من أطفالى الأربعة، الذين كانوا كل شىء فى حياتي، فطالما ملأ الأطفال الأربعة المنزل سعادة وبهجة، بأصواتهم المزعجة وعراكهم فيما بينهم، واللعب بينهم، وكنا نسعد بتلك المشاهد، ونتلذذ بتعبهم و"شقاوتهم".

المخدرات حرمتنى من أطفالى ـ السجين يكمل حديثه ـ فقد تم القبض على فى قضية مخدرات
، وصدر ضدى حكم بالسجن لمدة 3 سنوات، لأجد نفسى فجأة خلف أسوار السجون، حيث تم ترحيلى الى سجن جمصة فى الدقهلية.

وأردف "السجين"، البدايات كانت صعبة وقاسية فى السجن، فلم أعتاد التواجد فى مكان مغلق ومحكم، خاصة أننى أحد أبناء الريف، وقد اعتدنا التحرك كثيراً بحكم الحياة الريفية، والتزاور والتواجد وسط البيئة الريفية الجميلة، لأجد نفسى فجأة بين أسوار محددة، فسجن الحرية هو الأصعب على النفس البشرية، فلحظة منه أصعب من أى شىء، وتجعل الشخص يندم على أية لحظة خطأ يكون قد وقع فيها، ويعاتب نفسه ويلومها حتى لا يكرر ذلك.

السجين قصير القامة أسمر الملامح، قال بلهجته الريفية، قضيت فى السجن سنة، ومرت بحلوها ومرها، وانتظر باقى الوقت، بفروغ الصبر حتى تنتهى مدة العقوبة وأخرج للدنيا مرة أخرى، وأعيش مع أسرتى حياتى الطبيعية.

وتابع "السجين"، مصلحة السجون تسمح لى باستقبال أسرتى فى الزيارات الرسمية، مما يخفف عنا ما نحن فيه، فضلاً عن وجود علاقات صداقة نشأت بينى وعدداً من السجناء هنا، ساهمت فى التغلب على الوقت ومروره سريعاً، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما أصبحت أعمل فى مجال صناعة الحلوى داخل السجن، حيث توفر لنا مصلحة السجون الخامات اللازمة لتصنيع الحلوى، ويتم عرض هذه المنتجات فى معارض السجون ونحصل على جزء من العائد المادي.

وأكمل السجين حديثه قائلاً: بالتأكيد نحن نادمون على كل شىء، لكن فى بعض الأحيان يأتى الندم متأخر، لكن الإنسان يتعلم الدرس مما سبق، ويحاول باستمرار عدم الوقوع فى أخطاء الماضى وتلاشيها، والسجن أكبر مدرسة يتعلم فيه المرء كل شىء.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة