أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

داعش باعتبارها «حملة صليبية»

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من وجهة نظرى فإنه ليس فى الأمر أى جديد، وأصدقاء كتب التاريخ يؤكدون دوما أنه لا جديد تحت الشمس، كما ما قد يحدث الآن حدث من قبل، وما كل سوف يحدث غدا يحدث الآن، التاريخ يعيد نفسه «حقا»، لكنه لا يعيده بنفس الشكل، يعيده بنفس الآلية، نفس الأحداث تتكرر باختلاف الألوان، نفس الصراع يتكرر باختلاف الأدوات، ومنذ اليوم الذى فكر فيه الإسكندر الأكبر تكوين إمبراطورية عالمية وتوحيد العالم تحت رايته لم يهدأ هذا الصراع أبدا، لكنه فى كل مرة يتخذ صورة جديدة، مرة صورة عرقية، ومرة صورة تجارية، ومرة صورة دينية، مرة تحت اسم الفرس والروم، ومرة تحت اسم الإسلام والكفر، ومرة تحت اسم البربر والصليب، وكما أشار موقع «اليوم السابع» أمس الأول، فقد مرت منذ يومين الذكرى الـ 922 على إلقاء البابا أوربان الخطاب الذى أشعل الحرب الصليبية على الشرق والتى انتهت عند بعض المؤرخين بانتهاء القرن الثالث عشر، لكن بعض المؤرخين الآخرين يؤكدون أنها لم تنته بعد، بل يعتبر العديد من المؤرخين احتلال فلسطين على يد اليهود حلقة فى سلسلة الحملات الصليبية التى تهدف إلى السيطرة على الشرق العربى والإسلامى، برغم أن إسرائيل لا ترفع الصليب بل على العكس تماما، اليهودية التى أسست إسرائيل من أجلها لا تعترف به، وعلى هذا فهل يمكن اعتبار ما تقوم به «داعش» الآن هى وأخواتها من مستنقع الإرهاب حملة صليبية أيضا؟
 
إن كانت الأعمال تحسب بالنتائج فحسب، أو تحسب بما تؤدى إليه فأنا لا أشك ولو للحظة فى أن تلك المرحلة الخطيرة التى نعيش فى ظلها أثمرت العديد من المكاسب التاريخية للغرب، للدرجة التى جعلت حاكما عربيا هو تميم بن حمد حاكم قطر يفتخر بوجود قاعدة أمريكية على أرضه، وفى الجنوب حاكم آخر هو «البشير» حاكم السودان يتوسل إلى روسيا من أجل بناء قاعدة عسكرية على أرضه، أما بقية الدول العربية فبين مناضل يبحث عن قطعة أرض راسخة ليقف عليها وسط عالم يهتز، ومترنح يعانى من الضربات المتلاحقة التى تصيبه فى مقتل، وطريح سقط سهوا من حالة الدولة إلى حالة اللادولة، نكمل غدا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة