كرم جبر

الظهور المكثف لرجال الدين

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أوافق على الظهور المكثف لرجال الدين، فى أوقات الجرائم الإرهابية، فالإسلام لا علاقة له من قريب أو بعيد بها، وظهورهم للدفاع عن سماحة الإسلام ووسطيته ونبذه للعنف والإرهاب يوحى بموقف الدفاع، وكأن هناك علاقة ما.. ما يحدث جرائم همجية ضد الإنسانية، ولا يجب تفسيرها إلا فى هذا الإطار.
 
انتشار رجال الدين فى الفضائيات للدفاع عن الإسلام غير مبرر، علاوة على أن كلامهم مكرر ومعاد ولا يأتى بجديد أو قديم، مجرد الشهرة فى وقت لا يجوز فيه الشهرة، والتبرير عن أشياء ليس فيها ما يستوجب التبرير.. فمن الذى قال لكم إن هؤلاء الإرهابيين المجرمين لهم أدنى علاقة بالإسلام، حتى تدافعوا عنه ضدهم؟
 
علينا أن نفرِّق بين أمرين.. الأول هو الإرهابيون الذين يحملون السلاح ويقتلون الأبرياء ويهددون أمن وسلامة واستقرار الوطن، وهؤلاء لا ينفع معهم حوار بالكلمات والأفكار، وإنما بالرصاص الحى، فحوارات الأفواه لا تستقيم مع القنابل والمتفجرات، والعين بالعين والسن بالسن.
 
أما الأمر الثانى فهو أجيال الشباب الواقفين فى المناطق الهشة، وتتلقفهم جماعات العنف والإرهاب، وتصنع منهم قتلة محترفين.. وهؤلاء هم الأجدى بالحوار، لإنقاذهم من الهاوية، وتطهير عقولهم من الألغام والأفكار الظلامية.. ويا ليت رجال الدين الأفاضل يركزون على هؤلاء ويجعلوهم هدفاً ثابتاً فى وعظهم وإرشادهم، طوال العام وليس فى أوقات الأحداث فقط.
 
من الضرر لكل الأطراف الإيحاء بأن الأحداث الإرهابية لها أدنى علاقة بالإسلام، والظهور المكثف لرجال الدين وانتشارهم فى الفضائيات، يوحى بأن الجرائم وراءها بواعث دينية، وأن الطريق إلى التعامل معها هو تعميم الخطاب الدينى، رغم أن «التجديد» قضية معطلة الحسم، وتتعثر على أيدى كثيرين.. وأصبحت مسألة تطوير الخطاب وتحديثه من القضايا التى تحتاج حسماً أكثر من الهرولة نحو الفضائيات فى أوقات الأزمة.
 
وصلت جرائم الإرهاب نهاية المطاف، يوم الاعتداء على مصلين آمنين فى صلاة الجمعة، وأراد الإرهابيون أن يقولوا للناس: «سنقتلكم عقاباً على عدم خضوعكم»، ولم يبق شيئاً إلا استيعاب الدرس جيداً، فماذا سيفعلون بعد اقتحام المساجد؟.. لم يبق سوى البيوت والأسواق والأماكن العامة، لإثارة الخوف فى نفوس الناس.
 
واجب المجتمع كله أن يثير الرعب فى قلوب الإرهابيين، بديلاً للخوف الذى يريدون تصديره، رعباً مدوياً وسريعاً وحاسما، يؤكد أن مصر كانت وستظل دائماً مقبرة للغزاة.









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال

سلمت يداك يا أستاذنا العظيم

مقال كطلقة الرصاص المدوية المنبهة لكل من له أذنان ليسمع وعينان ليرى وغقل ليفكر ويتدبر ولسان ليتكلم ... يا سادة أننا نكلم أنفسنا ولا نتكلم ولا نحاور أصحاب العقول الظلامية المنغلقة على فكر عقيم لا يريدون تغييره !!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة