مفاوضات السلام حول سوريا تنطلق اليوم فى جنيف بغياب وفد الحكومة

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 10:18 ص
 مفاوضات السلام حول سوريا تنطلق اليوم فى جنيف بغياب وفد الحكومة ديمستورا فى جنيف - أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنطلق، اليوم الثلاثاء، جولة ثامنة من مفاوضات السلام السورية برعاية الأمم المتحدة، بغياب الوفد الحكومى الذى أرجأ موعد وصوله إلى جنيف، فى خطوة من شأنها أن تعرقل المحادثات الصعبة بين طرفى النزاع.

وفيما لم تحدد دمشق موعد وصول وفدها، حملت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات فى عددها الثلاثاء على "الشروط غير الواقعية" لوفد المعارضة الذى كرر تمسكه بتنحى الرئيس بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

وأعلن وفد المعارضة إلى جنيف أنه سيلتقى الموفد الدولى الخاص الى سوريا ستافان دى ميستورا بعد ظهر الثلاثاء. وهى المرة الاولى التى تشارك المعارضة فى المفاوضات بوفد موحد يضم بالاضافة الى الهيئة العليا للتفاوض، منصتى القاهرة وموسكو اللتين كانت حتى الآن أقل تشددا إزاء دور بشار الاسد.

وأكد رئيس وفد المعارضة نصر الحريرى فى مؤتمر صحفى عقده فور وصوله مساء الاثنين الى جنيف أن "الانتقال السياسى الذى يحقق رحيل الأسد فى بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا"، ليعيد بذلك النقاش الى المربع الأول الذى إنطلقت منه محادثات السلام، ولطالما شكل مصير الأسد العقبة التى إصطدمت بها جولات التفاوض السابقة مع إعتبار دمشق هذه المسألة غير مطروحة للنقاش.

وفيما كان دى ميستورا يأمل بإمكانية تحقيق تقدم حقيقى فى هذه الجولة ونقل المحادثات إلى مستوى أكثر عمقاً، يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بعرقلة تقدم المفاوضات وفرض شروط مسبقة.

وفى ما يبدو أنه إحتجاج على تمسك وفد المعارضة بهذا البند، أبلغ الوفد الحكومى دى ميستورا الاثنين قراره بإرجاء سفره إلى جنيف.

وقال دى ميستورا خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الأمن الدولى "الحكومة لم تؤكد بعد مشاركتها"، مضيفا "إذا حضر الطرفان إلى جنيف، فسنتمكن من اجراء محادثات معمقة".

وتابع "ندرك جيداً وجود فوارق بين المواقف المعلنة وما يجرى فى المفاوضات"، مؤكداً "عدم فرض شروط مسبقة على الطرف الآخر ورفض محادثته. فهذا هو جوهر التفاوض".

ولم يصدر أى تعليق عن مسؤولين سوريين إزاء موعد وصول الوفد الحكومى، لكن صحيفة "الوطن" أوردت فى عددها الثلاثاء أن الوفد "لا يزال حتى الآن فى دمشق ولم يغادر إلى جنيف"، مرجحة فى حال حسم قراره بالمشاركة، أن يصل صباح الأربعاء.

وانتقدت تصريحات الحريرى فى جنيف، معتبرة إياها مؤشراً على "رغبة المعارضة فى إفشال مسار جنيف وعرقلته من خلال شروط مسبقة غير واقعية"، فى المقابل، إتهم رئيس وفد المعارضة، الوفد الحكومى باتباع "تكتيكات المماطلة".

وقال نصر الحريرى "تأتى قوى المعارضة بوفد واحد وتتجاوز كل العقبات نرى اليوم أن النظام لا يأتى فى تأكيد لسياسته القديمة الجديدة المعرقلة للتقدم السياسى"، ورأى أن رفض النظام حتى الآن للحل السياسى "يعكس حقيقة موقف الدول التى تدعم النظام".

وطالب الحريرى روسيا بالضغط على دمشق. وقال "إذا كانت لدى روسيا نية بالتوصل الى حل سياسى فهى الجهة الوحيدة القادرة على أن تأتى بالنظام الى طاولة المفاوضات"، معتبراً أن البديل عن ذلك "إرادة دولية جماعية تضغط على الروس والنظام" للمشاركة.

وفى مؤشر على دعم عملية جنيف، إتفق الرئيسان الأمريكى دونالد ترامب والفرنسى إيمانويل ماكرون الاثنين خلال محادثة هاتفية على أن محادثات جنيف هى "المسار الشرعى الوحيد للتوصل إلى حل سياسى فى سوريا"، وفق بيان للبيت الأبيض، وتعقد الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن اجتماعاً الثلاثاء فى جنيف بطلب فرنسى.

وأعلن دى ميستورا أنه سيشارك فى "هذا الاجتماع التحضيرى" الذى يبدو أنه يندرج فى إطار رغبة القوى الكبرى بالامساك مجدداً بالملف السورى، فى مواجهة دبلوماسية نشطة تقودها موسكو على وقع إنتصارات ميدانية وسياسية حققتها القوات الحكومية على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية فى آن معاً.

وترعى روسيا مع إيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، محادثات أستانا التى أثمرت التوصل فى مايو الى أربع مناطق لخفض التوتر فى سوريا. والتقى رؤساء الدول الثلاث فى سوتشى الأسبوع الماضى فى اطار الجهود لتسوية النزاع السورى.

وتتهم المعارضة السورية روسيا بمحاولة "الالتفاف على مسار جنيف" والعمل على التوصل إلى تسوية تستثنى مصير الأسد من خلال الدعوة إلى مؤتمرات حوار موازية فى سوتشى.

وقال رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم فى لندن الاثنين إن محادثات أستانا "ليست بديلاً عما يجرى فى جنيف"، مضيفاً "ما نحاول القيام به هو إعداد بُنية من أجل حل ينبثق عن محادثات جنيف"، وأكد يلدريم أن بلاده ما زالت متمسكة برحيل الرئيس السورى، قائلا "على المدى الطويل لا يمكن للأسد البقاء فى سوريا. يجب تقبل هذا الواقع".

وفشلت الجهود الدولية السابقة لتسوية النزاع السورى المستمر منذ العام 2011، متسبباً بمقتل اكثر من 340 ألف شخص ودمار هائل فى البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة