أقدم، أمس، وزير الصحة الإسرائيلى "يعقوف ليتصمان" على تقديم استقالته رسميا من منصبه لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وذلك بعد سماح الحكومة الإسرائيلية بالعمل يوم السبت المقدس لدى اليهود، وذلك على خلفية ما جاء على لسان وزير المواصلات حاييم كيتس أنه حصل على موافقة من الحكومة للاستمرار فى العمل بخط سكك حديد يوم السبت لإنجازه.. فلماذا فعل الوزير ذلك؟
ويقال على اليهود "أصحاب السبت"، نظرا لما يمثله ذلك اليوم من قداسه وأهمية دينية كبيرة لديهم، وذلك كونها ضمن الوصايا العشر، وبالتحديد الوصية العاشرة وهى "تذكر يوم السبت واجعله مقدساً، أمر الله بنى إسرائيل أن يقدسوا كل يوم سبت وقد أحل الله على بنى إسرائيل العمل فى كل الأيام إلا يوم السبت فإنه يوم لتقديس الله وللعبادة فقط"
.
وبحسب موقع "الأنبا تكلا هيمانوت": السبت كلمة عبرانية معناها "راحة" حيث يعتبر يوم السبت، هو اليوم الذى يترك فيه الإنسان أشغاله المادية حتى يستريح قديمًا، وذلك تذكارًا لليوم السابع من الخليقة (لذلك بارك الله يوم السبت وقدسه لأن فيه استراح الرب من جميع أعماله).
وقد حرم على اليهود، بحسب معتقدهم الدينى 39 تصرفا، من بينها العمل فى ذلك اليوم المقدس، وبحسب موقع "مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية" المحرمات هى " حمل الأشياء فى مكان عام، الضربة الأخيرة للمطرقة، إخماد النار، إشعال النار، الهدم، البناء، الشطب، الكتابة، التقطيع والتشكيل، تحديد العلامات، الإهلاك، دبغ الجلود، تجارة الجلود والفراء، التنقيب عن المواد الخام، الصبغ، الغزل، إدخال خيط فى إبرة، النسيج، التشطيب، الفصل إلى خيوط، ربط عقدة، فك عقدة، الخياطة، التمزيق، نصب الشباك، الذبح، الحرث، رمى البذور، الحصاد، التحزيم، الدراسة، الغربلة، الاختيار، التنخيل، الطحن، العجن، الخبز، جز الأغنام، تقصير القماش".
وبحسب دراسة للكاتب محمد طنطاوى نشرت فى جريدة الحياة اللندية فإن هناك حالات استثنائية أجازت فيها الشريعة اليهودية بعض الأعمال يوم السبت كالختان فى اليوم الثامن من عمر المولود لو كان يوم سبت، والمرض والولادة والإسعاف، وإطفاء الحريق وفى حالة سقوط منزل، كما أن هناك عدداً من التسهيلات التى وافق عليها المجلس الدينى الأعلى كحدود الأحواش وحدود الزراعة والطبخ يوم العيد أو السرور نهاية الشهر العبرى.
وبحسب الدراسة أيضا يشير سفر التثنية الى بُعد إنسانى وهو تمكين الإنسان والحيوان من الراحة بعد ستة أيام من العناء لا تعمل فيه عملاً أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وثورك وحمارك وسائر بهائمك ونزيلك الذى فى داخل أبوابك لكى يستريح عبدك وأمتك مثلك".
أما اليهود الآن فيهم يمتنعون عن كل شىء من أعمال الرفاهية مثل قيادة السيارات وقراء الصحف وشرائها وحتى غلق الأبواب بالمفاتيح واشعال المصابيح الكهربائية، ويقاوم المتشددون اليهود أى عمل يوم السبت ويشتبكون فى معارك ويقيمون المظاهرات للاعتداء مع من يخرق حرمة السبت بالبصق فى وجوههم ورشقهم بالحجارة ونثر الزجاج فى طريقهم بل وعضهم وضربهم وتمزيق ملابسهم.
وقد القرآن الكريم عقاب الله لليهود مما قاموا بصيد الحيتان يوم السبت المقدس، حيث سخطهم قرود، عقابا لهم، وذلك كما جاء فى الآية 164 من سورة الأعراف "وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ"
.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة