بأكثر من اثنتى عشرة صورة فوتوغرافية حملت عنوان "وجوه الشارقة"، أبدع المصور الفلسطينى محمد محيسن فى سرد التفاصيل البصرية لأبطال صوره، عبر معرض صورٍ فوتوغرافى خاص أطلقه أمس ضمن فعاليات المهرجان الدولى للتصوير "اكسبوجر" الذى ينظمه المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة فى الفترة ما بين 22-25 من نوفمبر الجارى فى مركز إكسبو الشارقة.
خلال معرض وجوه الشارقة فى مهرجان اكسبوجر 2017 (1)
وكشف المعرض قدرات محيسن فى اقتناص اللحظة، وإبراز التفاصيل الصغيرة للوجوه، حيث اعتمد محيسن فى معرضه على الضوء فى إظهار جماليات الوجه البشرى، ووظف عناصر المكان والزمن فى تنوع أعماله على المستوى اللونى والتقنى.
خلال معرض وجوه الشارقة فى مهرجان اكسبوجر 2017 (2)
وخلال جولة جاب فيها إمارة الشارقة، استطاع محيسن أن يسرد حكايات الشغف والحنين، والانتماء، لأبناء البلد، والمغتربين فيه، مؤرخاً لتفاصيل حفرت فى ذاكرة الأجيال بالنسبة لأصحابها فى الصور، فمحسين الفائز بجائزة بوليتزر للتصوير مرتين تناول فى صورة "مصباح السويدى" الإماراتى البالغ من العمر 93 عاماً، المدير المتقاعد من شركة الكهرباء ويملك حالياً مراكب عدة للصيد، وهو يجلس على أريكة فى منطقة الجبيل بالشارقة ليدعّم المشهد بشرح فى أسفل الصورة، حمل عبارة:" لقد ولدتُ فى الشارقة، وترعرعت فيها، الشارقة هى موطنى.
خلال معرض وجوه الشارقة فى مهرجان اكسبوجر 2017 (3)
وفى محاكاة لوطن لا يغيب، أظهر محيسن الباكستانى الثلاثينى محمد عبد الله خان، وهو يحمل ابنه بينما يستمتع فى مشاهدة غروب الشمس على شاطئ منطقة الخان فى الشارقة برفقة زوجته، مستعرضاً ما قاله فى توليفة دمج فيها جمال تفاصيل الوجوه بتفاصيل المكان، حيث حملت الصورة عبارة: "إن المكان هنا جميل وآمن، وفيه من جميع الثقافات المختلفة، نحن نشعر بالانتماء وكأننا فى الوطن".
محمد عبدالله خان، باكيستاني يبلغ من العمر 30 عاماً
وبين صمت، وصخب، استطاع محيسن أن يجمع المتناقضات فى معرضه، منطلقاً من قاعدة الزمن وما يمكن أن يسببه ويؤثره على الإنسان، تاركاً للزائر حرّية التجوّل فى مدارات الصورة، والتقاط ما يحلو له من المشاهد، والابتعاد بخياله نحو آفاق شديدة الرتابة تارة، وأخرى صاخبة تمتلك عمقاً داخليّاً يكاد ينطق من قلب الصمت.
مصباح السويدى الإماراتى البالغ من العمر 93 عاماً
ولم يدخل محيسن على صوره أى تأثيرات خارجية سواء على مستوى الإضاءة الباردة، أو الحارّة، أو المعالجات التى تستعمل لتنقية الصور من أى مؤثرات، حيث اعتمد على تلقائية الصورة، وتركها تعبر بشيء من الثبات عن ذاتها ورسالتها التى تريد أن توصلها، كاشفاً عن التفاصيل المشهدية للحدث، فى مساحات تراوحت ما بين الأبعاد المتوسطة والقريبة والشاملة.
ويعتبر محيسن واحداً من أبرز المصورين الفوتوغرافيين العرب، حيث يرأس حالياً مؤسسة يوميات لاجئ التى قام بتأسيسها مؤخراً، كما عمل سابقاً مديراً للمصورين فى الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان فى وكالة أسوشيتد برس، وخلال رحلاته المهنية غطى المحيسن العديد من الأحداث فى الشرق الأوسط، كالصراع الإسرائيلى الفلسطينى، والحرب الأمريكية على العراق، بما فيها فترة القبض على الرئيس العراقى السابق صدام حسين، وتغطية جنازة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، وحصل بالإضافة إلى جائزتى البولتزر التى تعتبر واحدة من أرفع الجوائز الصحفية العالمية، على جائزة مجلة التايم للعام 2013 وجائزة أوليفر جراملينج للصحافة التابعة لوكالة آسوشيتد برس عام 2014.
خلال معرض وجوه الشارقة فى مهرجان اكسبوجر 2017 (4)
ويستقطب المهرجان الدولى للتصوير "اكسبوجر" فى دورته الثانية نخبة من كبار المصورين والمتحدثين العالميين والمحليين لمشاركة تجاربهم وعرض خبراتهم، ويشتمل المهرجان على 26 معرضاً داخلياً وخارجياً تقام فى الشارقة ودبى لـ 32 مصوراً عالميًا، إلى جانب 35 ورشة عمل، و25 ندوة ومحاضرة، تكشف جميعها عن القدرة المذهلة للصورة فى تجاوز اللغات والحدود.
خلال معرض وجوه الشارقة فى مهرجان اكسبوجر 2017 (5)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة