تقدم الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، بخالص العزاء فى شهداء حادث الروضة الإرهابى الذى استهدف المصلين داخل المسجد فى منطقة بئر العبد فى شمال سيناء، داعياً المولى عزل وجل بأن تكون هذه آخر الأحزان فى مصر.
الإرهابيون الذين قتلوا الأبرياء كفار
وقال خالد صلاح، خلال تقديمه برنامج آخر النهار، المذاع عبر فضائية النهار، إن هناك تحليلات كثيرة خرجت حول هذا الحادث الأليم، لكن ما يوقفه هو الشق المتعلق بأن هؤلاء العناصر الإرهابية "كفار أم غير كفار"، وتابع: "أنا شخصيا فى الجورنال خدت عنوان إنهم كفار.. وعندى يقين كما كل الناس الموجودين فى مصر لا يمكن أن يكون ما جرى يعبر عن دين".
وأضاف خالد صلاح، أن من يعتقد أن هؤلاء الإرهابيين كفار فهو يرد بنفس السلاح الذى يستخدمه الإرهابيون فى حق المواطنين، والتأكيد على أنهم "كذابين باسم هذا الدين العظيم" الذى لا يمكن له أو لغيره من الأديان تبرير القتل داخل المساجد أو الكنائس، لاسيما من يتقرب إلى الله، مؤكدا أن هذه الجرائم هى "عداء لله".
واستكمل: "صفة الكفر بأنه لا يمكن لأى دين سماوى أو غير سماوى أن يسمح لهذا النوع من القتل المخيف"، مشيرا إلى أن الدين الإسلامى به قواعد وأصول وفقه وأدب وأخلاق للحرب، حيث كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما يدخل معركة، كان يشدد على عدم قتل شيخًا ولا امرأة ولا طفل ولا تقطع شجرة.
وتابع: "الأزهر متمسك بأنه لا يجوز أن ينسحب عليهم لفظ التكفير ويتحفظ على ذلك، وفى اعتقادى مش لازم نقسوا على الأزهر.. أنت بتقول هذا كفر بالإله.. والتشريع والأزهر يخاف من فتح بابا الفتوى وفى تقديرى الإثنين صواب.. وليه أنا متحمس وغيرى وحتى ملايين من المصريين عاوز يحكم عليهم بأنهم كفار علشان يقتلوا قتل الكفار ويحسروا".
مصطلح القوة الغاشمة جاء فى محله
وأوضح الكاتب الصحفى أن استخدام مصطلح القوة الغاشمة من الرئيس عبد الفتاح السيسى جاء فى محله، لأنه فى ذاته تعبير عن أن الإرهابيين لا يمكن أن يتم التعامل معهم بأى نوع من أنواع الرحمة، موضحاً أن الإرهابيين يشوهون كل القيم والأخلاق والأفكار، وهذا محسوم، وما نخاف منه أن ندخل فى اشتباك مع الأزهر فى جدل حول تكفيرهم، ولا نريد أن ننجرف إلى هذه الدائرة المفرغة ولن تدر علينا سوى أن نعيد إنتاج كتب سلفية.
وأشار إلى أن ميزة فكرة الكفر أنك تنزع عن الإرهابيين كل الأفكار التى ينسبها هو للإسلام، لأنه ليس مسلماً أو مسيحياً أو "بنى آدم أساساً"، وبشأن المواجهة أوضح أن هناك تعقيدات يجب أن نعترف بها، وهى أن جيشنا يقاتل بمنظومة أخلاقية ووفق أعراف، وبحساسية، ورجال الشرطة المدنية يقاتلون بـ"الشوكة والسكينة"، ولا يجرؤ ولا يفكر أن يصوب على إرهابى متكرس وسط أشخاص، يخشى أن يقتل إنسان بالخطأ أو بالباطل.
يجب دراسة تجارب الآخرين فى مكافحة الإرهاب
وأوضح أننا نطبق معايير الإسلام والأخلاق، والإرهابيون لا يطبقون معايير أخلاقية أو إنسانية، مشدداً على ضرورة أن ندرس جيداً تجارب الدول التى كافحت الإرهاب بمناطق مختلفة.
وأشار خالد صلاح، إلى أننا أمام مأساة حقيقية، ولو لم تتطور أفكار قتال الجماعات الإرهابية فستظل المفرخة، فالإرهابيون يأسوا من قتال القوات المسلحة ويأسوا من المواجهة ومُنع عنهم التسليح، لكن من الممكن أن يستخدموا الرشاشات الآلية ويدفّعنا ثمن أكبر، مشددا على ضرورة أن يعرف الإرهابى أنه يجب أن يدفع الثمن.
وأوضح أن هناك بلاد استطاعت هزيمة هذا النوع من الجرائم، عبر معرفة الإرهابى وأهله ومنزله، فالإرهابى يحسّر قلوبنا على شهدائنا، ولا بد أن يعرف أنه وعائلته ومن ربّوه سيدفعون الثمن، وهذه تجارب بلاد أخرى.
وتابع:"شوفنا بلدان ما قدرتش توقف هذه المجازر الدموية اليومية إلا لما يبقى عارف إنه طالع من بيئة شكلها إزاى، والبيئة دى هتدك عليه وعلى اللى خلفوه، ويعرف إن هناك ثمن، لأنه لم يصب هؤلاء الشهداء فقط، لكنه قتل القرية وأحزن البيوت كلها، وهد مصر بالحزن والأسى والحداد، بإثنى عشر كلبا برشاشات يقتلون مدنيين عزل، كفر بالله والإسلام والمسيحية والأديان وكل حاجة، جهنم وبئس المصير".
وأكد خالد صلاح، أنه آن الأوان ألا يدفع المصريون الثمن، لأنه لو كان ثمن اليأس عندهم 305 ضحية برشاشات بقتال مدنيين عزل، فلا نعرف الخطوة المقبلة، موضحاً أن العدو يستسهلنا، لأنه يعتقد كذبا، أنه يذهب ليموت شهيد ولا يعرف أنه كافر بكل الأديان، مردفاً:" شايف إنه هيموت شهيد وسايب عيلته وأهله، قبض شوية أو يأس من حياته وفاكر دى جدعنه، أو مجرم فى بنيانه، وده هو الأساس".
يجب أن يدفع الإرهابيون الثمن
وطالب خالد صلاح، بأن تدرس الدولة تجارب محاربة الإرهاب سواء فى الشرق الأوسط والدول الأخرى، مؤكداً أنه يجب أن يعرف الإرهابى عندما يفقد أم ابنها، فسيتم تحسيره على عائلته كلها، وعندماً يحسّر أخ على أخيه وييتم عائلة بها أطفال فسيدفع الثمن.
وذكر أن العراق لم تستطع أن تحسم معركة بشكل نهائى لأن القاتل يقتل ويختبئ لدى فتاة أيزيدية خطفها أو عبيد فى الشمال السورى، فأعادوا الرقيق، بعد أن ألغاه الإسلام، فلا يوجد كفر بعد ذلك، مؤكداً أنه يجب أن يفهم الإرهابيون أن هناك ثمن غالٍ سيدفعونه من بيوتهم وأهلهم، سواء بشكل قانونى أو غيره، فهناك أفكار قانونية كثيرة خرجت فى مصر حول التصرف مع أهالى الإرهابيين، فلا بد لأهل الإرهابى أن يبلغوا عنه، وأن يكون هناك تشريع.
واستطرد:"أخشى أن تأتى عائلات مكلومة، تنظم قوى شعبية وتتجه لقتل من قتلوا، وتصبح مجزرة، فلا بد أن تكون بشكل قانونى"، مؤكدا أنه ربما تكون مطالبته بمحاسبة أسر الإرهابيين وجعلهم يدفعون الثمن نابعة من غضبة جراء الحادث الأليم، ويعرف أن الدولة دولة قانون ولن تستمع لهذا، لكن تظل دراسة تجارب الدول الأخرى فى مواجهة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة