خطوة جديدة تسجلها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تمثلت اليوم، فى استضافة العاصمة السعودية الرياض ، الاجتماع الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، الذى بدأ اليوم الأحد.
وافتتح الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، تحت عنوان"متحالفون ضد الإرهاب"، وذلك بمشاركة وزراء الدفاع بدول التحالف، ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة، وعدد من الخبراء المتخصصين فى مجالات عمل التحالف الإسلامى.
وتطرق الاجتماع لمناقشة سبل محاربة تمويل الإرهاب، وتحديد آليات وأطر العمل المستقبلية، التى ستقود مسيرة عمله لتوحيد جهود الدول الإسلامية للقضاء على الإرهاب، والتكامل مع جهود دولية أخرى فى مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وشهد الاجتماع، إدانات واسعة، من قبل جميع الدول المشاركة، لحادث مسجد الروضة بمدينة "بئر العبد"، مؤكدين وقوف بلادهم الكامل وتضامنهم مع مصر والإجراءات التى تتخذها الحكومة لصالح الاستقرار ومواجهة الإرهاب، والفكر المتطرف.
من جانبه، قال اللواء توحيد توفيق رئيس الوفد المصرى باجتماع وزراء تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب بالعاصمة السعودية الرياض، إن اجتماع اليوم فى السعودية يؤكد عزمنا على محاربة آفة الإرهاب البغيض الذى بات يهدد جميع دول العالم دون استثناء باعتباره تهديد عابرًا للحدود، يتطلب منا جميعا مواجهة شاملة جماعية منسقة وسريعة، تجسد المسئولية والإرادة لمواجهة هذا التهديد الخطير.
وأضاف رئيس وفد مصر بالاجتماع، أن القراءة الدقيقة لتاريخ الجماعات الإرهابية سواء تلك التى تتخذ من الاديان ستارًا أو تلك التى تمارس الإرهاب بدوافع مختلفة، تؤكد عدم وجود فوارق فى الأسس التى تنطلق منها كافة الجماعات فى الشرق والغرب، حيث ينطلق الإرهابيون والمتطرفون من أفكار وتفسيرات مغلوطة وانحراف عن تعاليم الديانات السماوية السمحة، وينتهجون خطابا وسلوكا للتحريض والكراهية والعنف لفرض رؤيتهم المغلوطة على مجتمعاتهم، متابعًا: لم يعد هدف الجماعات الإرهابية تحقيق مصالح سياسية واجتماعية واقتصادية من خلال انتهاج العنف، ولكن هدفها تطور إلى محاولة إسقاط وتقسيم دول وطنية ذات سيادة وإقامة ما يسمى بهتانا "ولايات".
وأشار اللواء توحيد توفيق رئيس الوفد المصرى باجتماع وزراء تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب بالعاصمة السعودية الرياض، إلى أن النزاعات المسلحة بالمنطقة وفر بيئة خصبة لتنامى الإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن ضعف وسقوط مؤسسات الدولة الوطنية على نحو ما حدث بعض دول المنطقة خلال السنوات الماضية أسفر عن فراغ استغلته المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية.
وتابع رئيس وفد مصر باجتماع التحالف الإسلامى، اليوم، الأحد، إلى التطور الهائل فى قدرات الجماعات الإرهابية وامتلاكها نظم تسليح تشابه الجيوش النظامية، فضلا عن موارد ومصادر تمويل وقدرات تنظيمية وتكنولوجية وإعلامية ووسائل اتصال لنشر الفكر التكفيرى وتجنيد عناصر إرهابية جديدة بجميع دول العالم.
وأكد اللواء "توحيد"، أن ظاهرة الإرهاب أصبحت عابرة للحدود، لا يأمن عواقبها أى دولة فى العالم، مشددًا على أن ما يزيد من عمق المشكلة وجود أطراف تخالف الإجماع الدولى والإسلامى والعربى وتعادى قيم الإنسانية والحضارة وتهدد الأمن والسلم الدوليين من خلال توفير الملاذات الآمنة والتمويل والتسليح والمساعدات اللوجيستية للجماعات الإرهابية وتكريس وسائل إعلامها لنشر الفتنة والتحريض وتأليب المجتمعات ودعم فكر الإرهاب والتطرف بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتابع: "هذا الأمر الذى يتطلب موقف دولى حازم يكشف حقيقة الأدوار وتداعيات تلك الممارسات ومن ثم المسئوليات المترتبة على مخالفة الاجماع الدولى وتهديد الأمن والسلم الدوليين".
وقال اللواء توحيد توفيق رئيس الوفد المصرى باجتماع وزراء تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب بالعاصمة السعودية الرياض، أن حادث مسجد الروضة الإرهابى، والذى استهدف مصلين عزل أثناء تأدية الصلاة لن يزيدنا إلا إصرارا وعزمًا وصلابة فى مواجهة آفة الإرهاب البغيضة.
وأضاف رئيس وفد مصر، أن رسالة الإسلام هى السلام ومن هذا المنطلق نرفض أى محاولة لربط الإرهاب بأى دين أوعرق أو ثقافة، مؤكدًا أن مسئولية معالجة تلك الآفة البغيضة لا تقتصر فقط على البعد العسكرى والأمنى ولكنها معالجة شاملة تولى أهمية للتوعية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات.
وشدد اللواء "توحيد"، على تصميم مصر والتزامها الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدى لجذوره الفكرية وتجفيف منابع تمويله واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة فى إطار التحالف الإسلامى العسكرى.
ودعا رئيس وفد مصر باجتماع الرياض، إلى تبنى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقتصر فقط على البعد العسكرى والأمنى ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية نظرا لما يوفره تراجع تلك المجالات من بيئة خصبة لانتشار الإرهاب والتطرف.
وفى نهاية كلمته رحب رئيس وفد مصر بالنتائج الإيجابية التى تحققت فى الحرب ضد الإرهاب فى سوريا والعراق، مؤكدا تطلع بلاده إلى التعاون الوثيق لمنع انتقال العناصر والجماعات الإرهابية تحت ضغط العمليات العسكرية فى مناطق أخرى بالعالم.
وأكد أن مشاركة مصر بالاجتماع يأتى لالتزامها مع كافة الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب وتعزيزا لأمن الخليج لارتباطه المباشر بالأمن القومى المصرى وتضامنا مع السعودية فى الحرب ضد الإرهاب.
بدوره، أكد الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى على أهمية اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامى، لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
وتعهد ولى العهد السعودى، بالقضاء على الإرهاب الذى اتهمه بأنه شوه سمعة الدين الإسلامى، وروع الأبرياء فى العالم، ونشر الكراهية، متعهدًا بعدم السماح باستمراره أكثر من ذلك.
وأضاف ولى العهد السعودى، خلال افتتاح فعاليات اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامى بالعاصمة الرياض، أن قضية انتشار ظاهرة الإرهاب بالدول الإسلامية انتهت بالإعلان عن التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، كاشفا عن أن 40 دولة أكدت فى اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامى العسكرى أنها ستعمل معا عسكريا وماليا واستخباراتيا وسياسيا".
وقدم الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، العزاء لمصر حكومة وشعبًا على ضحايا حادث مسجد الروضة الإرهابى، قائلا: "نعزى أشقاءنا فى مصر شعبا وقيادة على ما جرى بالحادث المؤلم للغاية وهذا يجعلنا نستدعى خطورة الإرهاب، ونؤكد بأننا سنقف بجانب مصر وجميع دول العالم لمكافحة الإرهاب والتطرف".
أما رئيس الوفد الكويتى أمام الاجتماع الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب، فوصف أحداث مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، الجمعة الماضية، بالبشع.
وقال رئيس الوفد الكويتى أمام الاجتماع، أن الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم أجمع ومنطقتنا بشكل خاص، أفرزت مخاطر وتحديات يعانى البعض من تداعياتها، وسيعانى الجميع من تبعاتها وتتطلب منا الوقوف بحزم لمنع استغلال تلك الظروف من التنظيمات المتطرفة.
وأضاف رئيس وفد الكويت، أن ما تعرض له المصلون الآمنين فى مصر، دليل على أن الإرهاب لا يمت للإسلام بصلة، معربًا عن استنكار بلاده الشديد للحادث، ومقدما العزاء لأهالى الضحايا، مؤكدا وقوف بلاده بجانب مصر وكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
الفريق رحيل شريف، القائد العسكرى للتحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، بدوره أكد أن التحالف يهدف بشكل أساسى لمحاربة الإرهاب ولا يستهدف أى دولة أو دين، مؤكدا أن مكافحة الظاهرة أكثر تعقيدا، لذلك نحتاج العديد من الموارد لمواجهته.
وأضاف القائد العسكرى للتحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب، خلال افتتاح فعاليات اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامى بالعاصمة الرياض، الدول الإسلامية تدفع ثمنا كبيرا لمواجهة الإرهاب، متعهدا بالعمل على تجفيف شبكات تمويل الإرهاب عبر قدراتنا الاستخباراتية وآليات الدعم بين الدول.
وحول رؤية التحالف تجاه الظاهرة، قال: رؤيتنا أن يكون هناك رد إسلامى جماعى على الإرهاب، لأن 70% من العمليات الإرهابية وقعت فى العالم الإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة